آثار المخدّرات على طاولة البحث في جامعة دمشق
دمشق – فداء شاهين:
ركزت مداخلات الندوة العلمية حول إدمان المخدرات عند الشباب، التي أقامتها كلية الطب البشري في جامعة دمشق، على ضرورة إعداد مشاريع لدراسة الواقع الحقيقي والوصول إلى الدوافع الحقيقية للإدمان لمعالجة هذه الدوافع، وتصحيح المفاهيم الخاطئة المتعلقة بالإدمان، مع إجراء استبيان حقيقي لمعرفة انتشاره في الجامعة وافتتاح عيادة الصحة النفسية في الجامعات لمساعدة الطلاب الذين يعانون من الضغوط وبالتالي وضع خطة استراتيجية للطلاب.
وأوضح رئيس جامعة دمشق الدكتور محمد يسار عابدين أن هذه الندوة تتوافق مع توجهات مجلس التعليم العالي والبحث العلمي حول التوعية تجاه موضوع المخدرات المنتشرة بين فئة الشباب بشكل كبير من خلال منافذ البيع غير الشرعية بالمجتمع، وقد أثبتت الدراسات والأبحاث العلمية أن المخدرات مهما كان نوعها فهي بالنهاية سموم قاتلة تشل إرادة الإنسان وتدفعه لارتكاب السلوك الخاطئ حيث تزداد في كل عام أعداد المدمنين عليها، منوهاً بدور المؤسسات التعليمية في التوعية تجاه المخاطر الصحية والنفسية والاجتماعية لتعاطي المخدرات.
وأشار عميد كلية الطب البشري في جامعة دمشق الدكتور رائد أبو حرب إلى أن هذه الآفة تزيد من معدلات انتشار الجرائم بشكل كبير، ولاسيما أن الإدمان لم يعد مقتصراً على فئة اجتماعية معينة كما كان يحصل في الماضي، بل أصبح يشمل فئات من كل الطبقات الاجتماعية، وأصبحت فئة الإناث تتعاطى المخدرات وفقاً لما أكدته الدراسات الحديثة، معتبراً أن الإدمان هو استهلاك للجسم والروح والنفس، وحين يدخل الشباب في دائرة الإدمان فإنه يفقد مقومات الحياة الكريمة التي يجب أن يعيشها، لذلك يجب على المجتمع والمؤسسات التعليمية القيام بدورهما في حملات التوعية بمخاطر المخدرات على الأفراد والمجتمعات حتى نستطيع المحافظة على الشباب.
وبيّن المحاضر الدكتور يوسف لطيفة أن الإدمان لعنة استشرت في المجتمعات كافة وأحد أساليب تدمير هذه المجتمعات، مشيراً إلى أن الشباب الجامعي هم الفئة الأكثر استهدافاً من هذه الآثار الخبيثة، لافتاً إلى أن المخدرات تبدأ بالتغلغل داخل أوردة الجسم وتحدث فيه تسمماً بطيئاً.
ولفت لطيفة إلى العوامل المسؤولة عن حدوث الإدمان ومنها العوامل الأسرية المتمثلة بـ”التفكك الأسري وغياب الأب، والخلافات الدائمة، وتسلّط أحد الوالدين، والظلم في التعامل بين الأولاد وعدم متابعتهم”، والعوامل الاجتماعية كالتغيّر المفاجئ في حياة الإنسان “الغنى أو الفقر”، السفر إلى الخارج وسهولة الحصول على المادة.
وأشار المحاضر الدكتور ثائر حيدر إلى أن العلاج في شعبة المواساة الجامعي يحاط بسرية تامة، ويتم خلاله علاج إدمان الأفيونات بإيقاف تعاطيها فجأة، شريطة أن يكون المريض حاضراً بالمشفى، وكذلك علاج إدمان الكحول الذي يتم أيضاً بالإيقاف المفاجئ لها، كما يتم تطبيق العلاج النفسي من خلال تغيير البيئة التي كان يتعاطى فيها المريض ومساعدته اجتماعياً لإيجاد عمل وتنمية مواهبه ومهاراته، وكذلك تطبيق العلاج المعرفي السلوكي من الاختصاصيين، مشيراً إلى أن هناك علاجاً أسرياً من خلال معالجة عائلة المريض وبموافقة المريض، إضافة إلى العلاج الجماعي من خلال اجتماع مجموعة من المدمنين مع معالج نفسي.