تكاليف الاحتراف وغياب الاستراتيجية يضعان كرة الاتحاد في موقف صعب
باتت كثرة التغييرات الإدارية سمة أندية الدوري الكروي الممتاز ما أنتج حالة من عدم الاستقرار الفني وتخبطاً في الأداء وكذلك النتائج، لتضيع بذلك هوية النادي على أرضية الملعب مع تبدّل المدربين واللاعبين.
من المعلوم أن الاستقرار الإداري والصبر على الكوادر الفنية من أهم عوامل البناء السليم لأي فريق يسعى إلى المنافسة وتحقيق النتائج المرجوة وتقديم كرة قدم تناسب آمال الجماهير، مع الأخذ بعين الاعتبار أهمية التخطيط على المدى البعيد بما تمتلكه الأندية من إمكانات وقدرات والعمل على تعزيز نقاط القوة، وتلافي جوانب القصور والضعف بتفكير مرن وعقلية كروية احترافية، وعدم الاكتفاء فقط بالتفكير في موسم واحد واتخاذ القرارات بما يفرضه واقع النادي طوال الموسم.
ويبدو أن المثال الأبرز لمفهوم عدم توضّح فكر إدارات الأندية الكروي في الدوري المحلي، ما أصاب نادي الاتحاد خلال الموسم الماضي والحالي، فبدلاً من إعطاء المدرب التونسي قيس اليعقوبي مزيداً من الوقت ومنحه شعور الثقة مع الإيمان بفكره وأسلوبه، استقال المدرب نتيجة الضغط مع منتصف الموسم تاركاً نادي الاتحاد يرزح تحت وطأة ضغوط الجمهور والتخبّط الإداري الذي لا تزال آثاره إلى اليوم.
فماذا لو أعطي اليعقوبي فرصة الاستمرارية ليؤسّس فريقاً ينسجم لاعبوه بعضهم مع بعضهم الآخر على أرضية الملعب، وماذا لو احتفظت الإدارة بنجومها دون رحيل بعض الأسماء المتميزة التي تم التعاقد معها لموسم واحد؟ أليس من المفترض على أقل تقدير رؤية نادي الاتحاد ضمن فرق المقدمة هذا الموسم بدلاً من مشاهدة الأهلي في المركز الأخير بنقطة واحدة بعد مضيّ ست جولات وبأداء لا يرتقي إلى مستوى وطموحات الجمهور؟.
حالة الاتحاد هي مثال واحد من عشرات الأمثلة في الدوري، ويبدو أن تجربة الكرامة في مواسم تألّقه الذهبي لم يستفد أحد منها، حيث اعتمد الكرامة على قواعد النادي الشابة على مدار عامين دون تحقيق أي إنجاز يذكر وصبرت الإدارة وآمنت بالمشروع، قبل أن يستكمل ذاك البناء ويرسي دعائمه ببعض الانتدابات الخارجية، فخرج لنا الكرامة بذلك المستوى القوي.
محمد ديب بظت