رغم الحصار ومحاولات زعزعة الاستقرار.. فنزويلا تنتخب برلمانها
صوّت اليوم الأحد الناخبون الفنزويليون لاختيار 277 نائباً للجمعيّة الوطنيّة الجديدة، في انتخابات تأتي بعد محاولات الولايات المتحدة اليائسة لتنصيب أداتها خوان غوايدو رئيساً لفنزويلا خلال السنتين الماضيتين، خلافاً للدستور وخرقاً للأعراف الدولية، وأيضاً بعد تجديد الحصار الاقتصادي وسرقة عشرات المليارات الدولارات العائدة لفنزويلا والتهديد باستخدام القوة.
وكان وزير الدفاع الفنزويلي فلاديمير بادرينو لوبيز أكد أنّ الخُطة الموضوعة من أجل الانتخابات البرلمانيّة “جاهزة على أكمل وجه”، وأمل أن “يُعبّر الناس عن أنفسهم وعن إرادتهم، وأن يخرجوا اليوم للتعبير عن آرائهم”، مشدداً على أن الاقتراع “واجب مهم جداً تُجاه فنزويلا”.
الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو دعا، في تغريدة له على “تويتر”، الشعب إلى المشاركة في الانتخابات: “لم يتبقَ سوى بضع ساعات لتلقين العالم درساً في الديمقراطيّة والمشاركة. صوّتوا من أجل السلام والازدهار في فنزويلا”.
وكان المجلس الوطني الانتخابي دعا 20.7 مليون ناخب إلى الإدلاء بأصواتهم لتجديد الجمعيّة الوطنيّة التي أصبح عدد مقاعدها بعد تعديل دستوري جديد 277، مقابل 167 سابقاً.
ويتنافس في الجمعيّة الوطنيّة الجديدة نحو 14 ألف مرشح.
يذكر أنّ المبعوث الأميركي إلى فنزويلا اليوت أبرامز، قال إنّ بلاده ستنظر في “العقوبات ضد المتورطين – فيما وصفه – بالاحتيال الانتخابي في انتخابات فنزويلا الأحد”، وأوضح أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب “ستحافظ على دعم زعيم المعارضة خوان غوايدو بعد الانتخابات”، متوقعاً أن “تفعل بلدان أخرى الشيء نفسه”.
مادورو يأمل من خلال الانتخابات اليوم، استعادة الأكثريّة في الجمعيّة الوطنيّة، المؤسسة الوحيدة التي تسيطر عليها “المعارضة”، فيما يقاطع غوايدو العمليّة.
وبغض النظر عن نتائج الانتخابات، وبعيداً عن الدخول في تكهنات، إن اجراء الانتخابات في هذا الوقت وهذه الظروف تحت الحصار الأميركي وفي ظل أزمة كورونا، وبعد كل ما تعرّضت له البلاد من محاولات خارجية لاستهداف الاستقرار هو بحد ذاته حدث، إذ إن هذه الانتخابات تأتي بعد مجموعة من الاعتداءات استهدفت الرئيس والحكومة من بينها محاولة اغتيال ومحاولات انقلاب.
كما تأتي بعدما فشلت جهود واشنطن والغرب في الإطاحة بمادورو عبر “صنع” معارضة يتزعمها غوايدو، ولم تنجح هذه الجهود في تحقيق أي خرق في الداخل، بل إن غوايدو يبدو اليوم خارج المشهد، واللافت أيضاً أنه وخلافاً لما يشاع عبر العديد من وسائل الاعلام، فإن عدداً محدوداً جداً من أحزاب المعارضة يقاطع الانتخابات فيما يشارك فيها أكثر من 14 ألف مرشح من 107 منظمات وأحزاب سياسية 98 منها تم تصنيفها على أنها معارضة.