موسكو للخارجية الأمريكية: الزموا حدودكم وخطوطكم الحمراء!
اتهمت الخارجية الروسية واشنطن بتشجيع النزعة الانتقامية وتنقيح التاريخ، وذلك على خلفية مطلب يطرح على المواطنين الروس من مواليد جزر الكوريل للحصول على تصريح الإقامة الأمريكية.
وقالت الخارجية الروسية في بيان عبر “تلغرام” اليوم الأحد: “هل تحتاجون إلى دليل آخر على أن الولايات المتحدة دولة تعتنق الفكر التنقيحي؟ حسب القرار المتخذ عام 1945، فإن جزل الكوريل أصبحت تابعة للاتحاد السوفييتي. واليوم تضع الخارجية الأمريكية نتائج الحرب العالمية الثانية موضع شك، وتشجع النزعة الانتقامية. الزموا حدودكم وخطوطكم الحمراء”.
وفي وقت سابق، ذكرت صحيفة Hokkaido Shimbun اليابانية نقلا عن قواعد اليانصيب الخاصة بتلقي “البطاقات الخضراء” والمنشورة على الموقع الإلكتروني للخارجية الأمريكية، أن الروس من مواليد جزر الكوريل يطلب منهم وضع اسم اليابان في خانة مكان الولادة، بخلاف مواليد جزيرة ساخالين المجاورة، الذين يفترض أن يضعوا فيها اسم روسيا.
وتطالب اليابان روسيا بـ”إعادة” الجزر الأربع التابعة للمجموعة الجنوبية من جزر الكوريل (إيتوروب وكوناشير وشيكوتان وهابوماي)، والتي سيطرت عليها القوات السوفييتية بعد هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية، في سنة 1945.
وفي العام 1956، وافق الاتحاد السوفييتي، بموجب “الإعلان المشترك” الموقع بين موسكو وطوكيو، على تسليم جزيرتي هابوماي وشيكوتان لليابان مبدئياً، على أن يتم تسليمهما الفعلي بعد توقيع معاهدة سلام بين البلدين. ولاحقاً، رفضت اليابان توقيع هذه المعاهدة مع الاتحاد السوفييتي تحت ضغط الولايات المتحدة التي هددت بعدم إعادة جزيرة أوكينافا (الخاضعة آنذاك تحت الإدارة الأمريكية) لليابان في حالة توقيعها المعاهدة ما كان يعني تخليها عن المطالبة بجزيرتي كوناشير وإيتوروب.
من جانبها، تصر موسكو على أن الجزر المذكورة أصبحت جزءاً من الاتحاد السوفييتي بصورة مشروعة، بناء على نتائج الحرب العالمية الثانية، وتعد جزءاً من أراضي روسيا بصفتها خليفة للاتحاد السوفييتي، مشيرة إلى أن سيادة روسيا على الجزر الأربع ليست موضعاً للشك.
وتبقى قضية ملكية جزر الكوريل الجنوبية عقبة رئيسة أمام توقيع معاهدة سلام بين روسيا واليابان منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية.