أسئلة دورات الشهادات وتوقّعات المدرّسين تربكان الطلاب وتشتتان أفكارهم..!.
يعتمد بعض طلاب الشهادات على أسئلة الدورات وتوقّعات المدرّسين بشكل كبير، عدا عن تأثرهم بالشائعات التي تتناقل فيما بينهم وتنتشر بسرعة النار في الهشيم بين الفينة والأخرى خلال العام الدراسي، الأمر الذي يشتت انتباههم ويضعف تركيزهم، ويربك الأهل المهتمين بمستقبل أبنائهم، فما مخاطر تلك الظاهرة وتأثيرها على التحصيل العلمي للطالب؟ ومتى يجب الاطلاع على أسئلة الدورات تقديراً لقيمة الوقت واستثماره بالشكل الأمثل، وتعزيزاً لأهمية الكتاب والمعلومات الواردة فيه بشكل كامل لنيل مجموع يؤهل الطالب للدخول إلى الكلية أو المعهد الذي يرغب ويطمح إليه؟.
اطلاع مبكر
مع بدء العام الدراسي أحضر أمجد، “طالب الشهادة الإعدادية”، أسئلة دورات وبات يتصفحها كل يوم ويقلب أوراقها بدهشة بدت على وجهه، فدعا رفيقيه وبدؤوا يضعون تأشيرة على الكتاب جانب الفقرة التي أتى منها سؤال في إحدى الدورات، الأمر الذي أزعج والدة أمجد وجلست تحاوره ورفاقه بضرورة أخذ المنهاج كاملاً ثم الاطلاع على أسئلة الدورات وحلها كنوع من اختبار الطالب لقدراته، ومدى فهمه وإدراكه للمضمون والمحتوى.
وبالمقابل روت الطالبة هديل لرفيقاتها قائلة: أنا مطمئنة لنيل الشهادة الثانوية هذا العام، فالدروس الخاصة آخذها بانتظام، ويتوقّع لنا المدرّسون أسئلة تريحنا وتجعلنا مطمئنين للأسئلة التي ستأتي في الامتحان النهائي.
نموذج معتمد
تميم عبدو، مدير ثانوية، بيّن أن الطالب يجب أن يطلع على أسئلة الدورات ليتعرف على النموذج المعتمد، لأن أسئلة الامتحانات هي نموذج معتمد، لافتاً إلى أن الاعتماد عليها بالمطلق خطأ، ولا يحق للمدرّس أن يوجّه طلابه بالاعتماد عليها بشكل كامل، والطالب الذي يريد الحصول على النجاح فقط يعتمد عليها، كونها تحقق 50% من المنهاج، لأن التكرار موجود وواضح، فلا يخلو نموذج كل عام من التكرار، لا أقصد هنا، /والكلام للمدير/، النسخ واللصق، إنما الإجابة واحدة، لكن السؤال بصيغة مختلفة، مشيراً إلى اعتماد التربية على نموذج حديث العام الماضي، وبذلك لا يمكن للطالب الاعتماد على أسئلة دورات ما قبل العام الماضي.
الطلاب ضحية التوقّعات
ونوّه عبدو إلى موضوع استغلال الطالب من قبل بعض المدرّسين الذين يتوقّعون نموذجاً متوقعاً، مبيّناً أنه في هذا العام ستنخفض إمكانية التوقّعات لأن النموذج جديد، ومن واجب المدرّسين أن يشرحوا لطلابهم النموذج، وكيفية التعامل معه بعد أن يأتي من الوزارة ويعممه المدير على المدرّسين، وإن لم تعتمد نماذج جديدة فالنماذج القديمة هي المعتمدة حتماً، موضحاً عدم استثناء أي جزء من المنهاج في الأسئلة المعتمدة، حتى الصفحة الأخيرة يأتي منها، ولا يجوز لأي مدرّس أن يلغي أي بحث أو موضوع أو أية معلومة أو حتى فكرة من الكتاب تحت طائلة الملاحقة القانونية.
التوقيت المثالي
وشدد المدير على أهمية الاعتماد على المدرسة، لأن الاعتماد على الدروس الخاصة تحدث خللاً، لاسيما أن الطالب يأخذها بأوقات غير مدروسة وبتواقيت غير مناسبة، /صباحاً أو ليلاً/، عدا عن التزاحم والمعلومات المكثفة وتضاربها، لاسيما عند تفاوت مستوى الطلاب وهم يأخذون درسهم الخاص في المجموعة، مؤكداً أن توقيت إعطاء الدروس في المدرسة هو التوقيت المثالي.
استذكار لبعض المعلومات
بدوره أكد علي شحود، مدير تربية طرطوس، أن أسئلة الدورات وسيلة يلجأ إليها الطالب بعد أن يكون قد أتم دراسته الفعلية من الكتاب بمحتواه من نصوص وأسئلة ليتعرف على نقاط المنهاج بالكامل، والدورات نمط من الأسئلة ليتدرب الطالب على الإجابة، وهي بمثابة استذكار للطالب لبعض المعلومات وليس كل المعلومات لتكون بمثابة رائز من روائز معرفة نقاط القوة والضعف، وأضاف: غالبية الطلاب يعتمدون عليها، وهي تقدم لهم تغذية راجعة لما مر معهم، وهي أسئلة شاملة وموضوعية وواضحة كونها صادرة عن وزارة التربية، ويمكن للطالب الاعتماد والاطلاع عليها بعد أن يكون قد أنهى مراجعة ودراسة منهاجه المقرر، موضحاً أن أسئلة الدورات وحدها غير كافية لأنها لا تتضمن كل مقررات المنهاج الذي يدرسه الطالب خلال العام الدراسي بكل تفاصيله، قد يعتمد عليها الطالب المقصر في الدراسة لكي يكتسب بعض المعلومات .
الإرباك وعدم الثقة
ونوّه مدير التربية إلى أن التوقّعات تضر بالطالب أكثر مما تفيده لأنها تركز على أجزاء محددة دون أخرى، ما ينعكس سلباً على دراسته وعلى نتائجه، وهي لا تحقق الدرجة التي يطمح إليها الطالب المتفوق، كما أن الشائعات تؤدي إلى تشتت أفكار الطالب وعدم الثقة بدراسته، وتسبب له الإرباك، وخاصة في فترة الامتحانات.
الأساس في العملية التعليمية
وشدد شحود على أهمية الكتاب المدرسي بكل تفاصيله كونه الأساس في العملية التعليمية لاحتوائه على وحدات متسلسلة، كما أن لكل وحدة دراسة تقويمية وأسئلة اختبارية للطالب يستطيع من خلالها اكتساب المعلومات والمعارف التي يسأل عنها في الامتحان، مبيّناً أن الكتاب مبني على المعارف والمهارات المطلوب اكتسابها، راجياً من الطلبة الابتعاد عن الملخصات والشائعات التي تسبب إرباكاً لهم أثناء الدراسة.
دارين حسن