ملتقى الفنان نعيم شلش في القنيطرة
أقامت مديرية ثقافة القنيطرة، بالتعاون مع اتحاد الفنانين التشكيليين، ملتقى للنحت والتصوير الزيتي في دار الجولان للثقافة والفنون في مدينة البعث، حمل اسم الفنان التشكيلي السوري نعيم شلش ابن القنيطرة والفنان الذي أرسى دعائم الفن التشكيلي خلال أربعين إلى خمسين سنة من العمل والعطاء، وقد شاركت في الملتقى نخبة من التشكيليين في النحت: زياد قات، محمد أبو خالد، فيصل ذياب، عروبة ذياب، سيماف حسين، وفي التصوير الزيتي: حسام طالب، مهند السريع، مالك شاشان، وأكسم طلاع.
عمل الفنانون على تيمة الهوية والانتماء مستلهمين أعمالهم من عنوان احتفالية وزارة الثقافة لهذا العام “ثقافتي هويتي”، حيث أنجز النحات زياد قات عملاً منفذاً على مادة الخشب يجسد الجولان في صورة امرأة منتصبة القامة، وقد التفّت على جسدها أسلاك شائكة ترميزاً للاحتلال الذي سينتهي مهزوماً، فيما نفذ محمد أبو خالد تمثالاً لوجه رجل جولاني بملامحه الصارمة تشده عزيمة الإصرار والتحدي، وشابهه في عمل آخر النحات فيصل ذياب بمنحوتة خشبية لعدد من الوجوه التعبيرية في قطعة واحدة يشد أزرهم تكاتفهم ووحدتهم وتجاور ملامحهم وتشابهها، فيما عملت عروبة ذياب على تقديم لغة أكثر سلاماً مثّلتها في عملها النحتي الذي جسد الطبيعة الأنثوية في ملامح تعبيرية بسيطة، حيث الخطوط المنحنية والسطوح الناعمة، كما أنجزت النحاتة الشابة سيماف حسين عملاً يحمل طرحاً مفاهيمياً مختلفاً عن أقرانها، ابتعدت عن التشخيص المباشر، وذهبت نحو التورية في التعبير من خلال عملها المجسد لشكل فاصلة الكتابة التي ترسم على السطر، فاصلة ما قبلها عما بعدها بحساسية اللغة والتعبير متضمنة زماناً ومكاناً مفترضين، وكأن الفنانة تذهب إلى مستقبل تنشده بعد فاصلتها القصيرة.
في أعمال التصوير الزيتي لم يخرج الموضوع عن رسم طبيعة الجولان وهضابه المطرزة بالورد والحجارة وأشجار البطم والملول والزعرور والكينا، كما رسموا بألوان الفرح والإشراق أملاً لابد قادماً، حيث عودة الجولان لأهله بهويته السورية، وبهاء ذكرى من ضحوا لأجله.
في نهاية أعمال الملتقى الذي استمر لأربعة أيام، افتتح محافظ القنيطرة المعرض الخاص بالأعمال ،وكرّم الفنان نعيم شلش، وقد حضره جمهور كبير من أبناء المحافظة، وعدد من القيادات الحزبية والمنظمات الشعبية.
أكسم طلاع