ليبيا.. حشود مرتزقة أردوغان غرب سرت تهدد بنسف الهدنة
أعربت القيادة العامة للجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر الاثنين عن قلقها من توافد حشود ميليشيات حكومة والوفاق باتجاه خطوط التماس غرب سرت والجفرة ونقلها أسلحة ومعدات عسكرية، في خطوة من شأنها أن تنسف اتفاق وقف النار المعلن بين الطرفين.
وأكد الناطق باسم الجيش الوطني الليبي العقيد احمد المسماري في بيان، التزام القيادة العامة وتمسكها التام باتفاق وقف النار الذي تم التوصل إليه في إطار “اللجنة 5+5” بجنيف تحت رعاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.
وقالت القيادة العامة “بناء على تحركات ميليشيات الوفاق فقد أصدرنا أوامر وتعليمات إلى كافة وجدات القوات المسلحة أن تكون على درجة عالية من الحيطة والحذر وعدم الانجرار وراء الاستفزازات التي يمكن أن تؤدي إلى تصعيد الموقف العسكري”.
وتأتي تحركات الميليشيات التابعة لحكومة الوفاق الوطني بقيادة فايز السراج في وقت تتضافر فيه الجهود الدولية لإرساء سلام دائم في ليبيا، التي تنهشها الاضطرابات منذ عدوان الناتو عام 2011.
وتم قبل أسابيع التوصل لهدنة أوقف بموجبها الفرقاء الليبيون عمليات الاقتتال، لكن لا تزال هناك مخاوف فشل الهدنة بالنظر إلى تاريخ قاتم من اتفاقيات سلام تبخرت منذ العام 2015.
وكانت بعثة الأمم على قد شددت على ضرورة التزام أطراف النزع في ليبيا بوقف إطلاق النار، وسط آمال حذرة من فشل الهدنة في إنهاء الصراع بشكل دائم.
وتشهد مناطق غرب ليبيا تعبئة كبيرة من المليشيات التابعة لحكومة الوفاق ومرتزقة النظام التركي، الذي يستمر في تكديس الأسلحة في قاعدة الوطية، وعرقلة الحوار الليبي من خلال توسيع تدخله العسكري في الأراضي الليبية.
وشهدت ليبيا مؤخراً تقدماً على مستوى الحوار السياسي في كل من لقاءات تونس والمغرب بين الأطراف الليبية، حيث تم الاتفاق على تنظيم انتخابات أواخر العام المقبل وتسمية حكومة انتقالية توحد البلاد، في خطوة من شأنها أن تخرج نظام أردوغان من حلبة الصراع في ليبيا وتفشل مخططه التوسعي في وقت تكاثرت فيه الدعوات الدولية لإخراج المرتزقة والمقاتلين من الأراضي الليبية.
هذا وأكد اللواء بالجيش الوطني الليبي خالد المحجوب أن نظام أردوغان لا يزال يحاول عرقلة الحوار الليبي من خلال التدخل العسكري وإرسال المرتزقة في إطار محاولات تثبيت تنظيم الإخوان للبقاء ليبيا.
ويرفض كثير من الليبيين إلى جانب المجتمع الدولي بقاء مرتزقة أردوغان في الأراضي الليبية، وقد أرسلت تركيا منذ العام نحو 20 ألف مقاتل من سورية إلى ليبيا متجاهلة التحذيرات الدولية من تأجيجها الحرب الليبية.
وبينما لا تتراجع تركيا عن تدخلها العسكري في ليبيا، يبدو وقف إطلاق النار حتى الآن متماسكاً، وتم تنفيذ بعض عناصر الهدنة، حيث استؤنفت الرحلات الجوية بين مدينتي طرابلس وبنغازي المتنافستين وغادر المقاتلون الأجانب منشآت النفط التي تمثل مفاتيح الاقتصاد الليبي.
لكن اجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 في شمال ليبيا التي يشارك فيها خمسة ضباط من كل جانب، لم تحرز تقدما بعد بشأن مطالب رئيسية أخرى لاتفاق توسطت فيه الأمم المتحدة، مما يسلط الضوء على هشاشته.
ولم يسحب طرفا الحرب، التي خلفت آلاف القتلى وأشاعت الفوضى، قواتهما بعد من جبهات القتال تحسبا لأي تصعيد عسكري.
وتقع سرت قرب مرافئ تصدير النفط الرئيسية واعتبارها بوابة “الهلال النفطي” في البلد العضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) جعلها جائزة كبرى في الحرب، وهي حالياً تخضع لسيطرة الجيش الوطني الليبي.