انتفاضة غضب في الجولان رفضاً لمخطط “التوربينات”: متشبثون بكل شبر من أرضنا
القنيطرة – محمد غالب حسين:
أصيب أكثر من عشرين مواطناً من أهلنا في الجولان السوري المحتل اليوم خلال محاولة قوات الاحتلال الإسرائيلي تفريقهم خلال تجمعهم بين قريتي مجدل شمس ومسعدة المحتلتين احتجاجاً على مخطط الاحتلال إقامة توربينات هوائية عملاقة على أراضيهم.
وأشارت مصادر إلى أن قوات الاحتلال اعتدت على المحتجين بالرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع، كما تم اعتقال آخرين، مبينة أن قوات الاحتلال ما زالت مستمرة باعتداءاتها على الأهالي، وأكدت أن هناك حالة غضب عام فى قرى مجدل شمس وبقعاثا ومسعدة وعين قنية جراء توسع اعتداء قوات الاحتلال على الأهالي، الذين انتشروا لحماية أراضيهم ومنع سلطات الاحتلال من الدخول إليها.
وفي وقت سايق، أعلن أهلنا في الجولان بدء الإضراب العام والشامل، والذي يشمل كل المرافق الحياتية وتعطيل المدارس والتعليم عن بعد، والتوجه إلى الأراضي المزمع إقامة المراوح العملاقة عليها والانتشار فيها لمنع سلطات الاحتلال من تنفيذ مخططها التوسعي في ممتلكات الأهالي.
وقالت مصادر محلية: إن الأهالي بدؤوا منذ ساعات الصباح الباكر بالتجمع عند مقام اليعفوري بين قرية مجدل شمس ومسعدة المحتلة وانقسموا إلى مجموعات انتشرت في الأراضي المزمع إقامة مراوح عليها من قبل سلطات الاحتلال، مبينة أن عدداً من الأهالي تمكَّن من الوصول إلى “خطوط التماس” مع الاحتلال.
وأكد أهلنا في الجولان: “سنجعل أرضنا مقبرة للاحتلال، ولن نسمح لهم بأخذها”، وأضافوا: “الاحتلال يريد إقامة مراوح على أرضنا من أجل سلبها، ونحن لن نسمح لهم بذلك”، كما شدَّدوا على أنهم لن يسمحوا لأحد بالاستيلاء على أرضهم، وقالوا: “نحن نموت هنا في أرضنا العربية السورية”.
وفي وقت لاحق سحب الاحتلال الآليات التي كانت تعتزم إقامة المراوح بعد احتجاجات الأهالي.
وفي وقت سابق، شدد الأسير المحرر صدقي المقت على أن أبناء الجولان السوري المحتل سيواصلون الدفاع عن أرضهم، مهما كلف الثمن، ومهما بلغت التضحيات، ولن يسمحوا للاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ مخططه الاستيطاني الرامي إلى إقامة مراوح هوائية (توربينات) على أراضيهم الزراعية، وقال خلال احتشاد أبناء الجولان السوري المحتل على الطرقات المؤدية إلى أراضيهم الزراعية، التي تهدد سلطات الاحتلال بالاستيلاء عليها، إن “قوات الاحتلال كثفت وجودها في الجولان السوري المحتل بهدف الاستيلاء على الأراضي الزراعية التي تريد تنفيذ مخططها الاستيطاني عليها”، مشدداً على أن “الأهالي احتشدوا أمام أراضيهم رفضاً لهذا المخطط الذي لن يقبلوا به ولن يسمحوا بتنفيذه، مهما بلغت التضحيات، فهذه الأرض عربية سورية”.
وكانت بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل قد شهدت يوم الاثنين تجمعاً للأهالي، رفضاً لإقامة مشروع إسرائيلي لإنتاج الكهرباء بالاعتماد على طاقة الرياح على أراضيهم. واحتشدت قوات كبيرة من قوات الاحتلال الإسرائيلي عند مداخل الأراضي، ومنعت أصحابها من الدخول إليها.
وخلال اتصال هاتفي مع قناة السورية، جدد المقت التأكيد على أن أبناء الجولان السوري المحتل سيفشلون مخطط الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني الرامي إلى إقامة مراوح هوائية “توربينات” على أراضيهم الزراعية وسيواصلون الدفاع عن أرضهم مهما بلغت التضحيات، وأشار إلى أن أبناء الجولان متشبثون بكل شبر من أرضهم ويرفضون بالمطلق مخطط الاحتلال الاستيطاني الذي يتضمن الاستيلاء على مساحات واسعة من أراضيهم مؤكداً أنهم لن يسمحوا بتنفيذ هذا المخطط ولن يمر إلا على جثث أهالي الجولان الذين سيدافعون عن أرضهم مهما كلف الثمن.
وشدد المقت على تمسك أبناء الجولان المحتل بأرضهم وبهويتهم العربية السورية ومواصلة الدفاع عن أرضهم بمواجهة الاحتلال الإسرائيلي لإفشال كل مخططاته التهويدية وفي مقدمتها مخطط التوربينات الاستيطاني، لافتاً إلى أن أبناء الجولان سيواصلون النضال في وجه الاحتلال حتى تحرير كامل الجولان المحتل وعودته إلى وطنه سورية.
بدوره أكد رئيس الفعاليات الوطنية الفلسطينية في الأراضي المحتلة عام 1948 الشيخ سلمان عنتير أن الجولان أرض عربية سورية وستبقى، مشدداً على أن أهالي الجولان المحتل يواجهون الاحتلال الغاشم بشجاعة كبيرة وسينتصرون بإرادتهم وسيفشلون مخططاته التهويدية.
وفي لقاءات لمراسل “البعث” في القنيطرة مع الفعاليات الاجتماعية والأهلية في القرى المحررة حيا عضو مجلس الشعب ممثل أبناء الجولان السوري المحتل رضا الدمقسي نضال الأهل الأباة الذين يتصدون للاحتلال الإسرائيلي والرافضين لمخططاته العدوانية لمصادرة أراضيهم الزراعية من خلال إقامة المراوح الهوائية العملاقة التي تحرمهم من الاستفادة من أراضيهم الزراعية.
بدوره استذكر الدكتور رفعت حسين من قرية بقعاثا المحتلة نضالات أبناء الجولان المحتل الذين أسقطوا جميع قرارات الاحتلال الصهيوني.
وأشاد مختار قرى الجولان السوري المحتل عصام الشعلان بشجاعة الأهل الأبطال الذين واجهوا قوات الاحتلال بصدور عارية دفاعاً عن أرضهم و انتمائهم و هويتهم..
وأغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس الأول عدداً من المداخل الرئيسة لقرى الجولان السوري المحتل ومنعت الأهالي من الوصول إلى أراضيهم الزراعية في المناطق التي تريد سلطات الاحتلال إقامة توربينات عملاقة عليها في الوقت الذي احتشد فيه الأهالي على الطرقات المؤدية إلى الأراضي الزراعية في مناطق مجدل شمس وسحيتا وبقعاثا ومسعدة لمنع سلطات الاحتلال من الوصول إلى أراضيهم.
مشيخة العقل: خلف الجيش لاسترجاع كل شبر من أرض الجولان
وأكدت مشيخة عقل طائفة المسلمين الموحدين في سورية أن الموقف النضالي والوطني لأهالي الجولان السوري المحتل الرافض للأعمال الاستفزازية والتوسعية لسلطات الاحتلال الإسرائيلي في أراضيهم يعبر عن كل سوري غيور على وطنه وكرامته، مطالبة المنظمات الدولية وحقوق الانسان بالتدخل الفوري لوقف اعتداءات وإرهاب كيان الاحتلال ضد أهالي الجولان وأراضيه.
وفي بيان جددت مشيخة العقل الوقوف مع أهالي الجولان السوري المحتل وتأييدها موقفهم كونهم أصحاب أرض وحق ضد كل معتد وغاصب والوقوف خلف القيادة السورية والجيش العربي السوري لاسترجاع كل شبر من أرض الجولان العربي السوري المحتل.
الديمقراطي اللبناني: الجولان سيبقى البوصلة لكل الشرفاء
وفي لبنان، أكد الحزب الديمقراطي وقوفه إلى جانب أبناء الجولان السوري المحتل بمعركتهم في الدفاع عن الأرض والهوية والوجود، مشدداً على أن الجولان سيبقى عربي الهوية والانتماء وسيبقى البوصلة لكل الشرفاء في هذه الأمة.
وندد الحزب في بيان بمخططات العدو الصهيوني الاستيطانية والتهجيرية والتي تلطى احدثها تحت غطاء إقامة “توربينات”، مشيراً إلى استيلاء الاحتلال بذريعتها على آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية وتسببها بضرر صحي كبير مع ما يحمله ذلك من مخططات قديمة جديدة لتهجير أهلنا في الجولان.
ووجه الحزب في بيانه التحية لأهلنا في الجولان العربي السوري المحتل، داعياً المنظمات الدولية وفي طليعتها الأمم المتحدة إلى التدخل الفوري لوقف اعتداءات وانتهاكات الاحتلال بحق أهلنا.
من جهته أكد العميد مصطفى حمدان أمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين “المرابطون” في بيان مماثل دعم ابناء الجولان السوري المحتل في نضالهم ضد مخططات الاحتلال، وأشار إلى أن مقاومة أهلنا في الجولان تؤكد أن سورية كانت وستبقى قلب العروبة النابض واحدة موحدة بأهلها وقيادتها.