بعد أسوأ انطلاقة للكرة الاتحادية عبر تاريخها.. رئيس النادي يعتذر ويدعو إلى الوحدة ومدرب السلة يتعهد بتحقيق لقب الدوري!
“البعث الأسبوعية” ــ محمود جنيد
خيبة ودموع وابتسامة، عبارة مختلطة تعبر عن واقع حال الكرة الحلبية بعد نهاية الجولة السادسة لدوري الدرجة الممتازة لكرة القدم، التي أضاف فيها فريق الاتحاد حلقة جديدة لسلسلة هزائمه، أمام الحوت الحطيني الذي افترس نقاط المباراة خارج مياهه المحلية، وعاد بها إلى محيطه، تاركاً خصمه وجمهوره خلفه ممزق المعنويات، راسياً في قاع ترتيب فرق الدوري، والمركز الرابع عشر والأخير بنقطة وحيدة، في أسوأ انطلاقة للاتحاد العريق في تاريخ مشاركاته في الدوري السوري لكرة القدم، بينما تنفس جاره الحرية العائد إلى الممتاز الصعداء أخيراً، من أكسجين نقاط فوزه الأول المضاعفة النقاط على حساب مضيفه حرجلة، وافد الممتاز الجديد، متبادلاً معه المركز، إذ ارتقى الحرية إلى المركز العاشر بخمس نقاط، مقابل أربع نقاط للحرجلة تجمد رصيده عندها في المركز الحادي عشر.
وبين الحسرة الأهلاوية والبسمة العرباوية، يسير الركب الكروي الحلبي على وقع انتكاسة حمراء جديدة، وفرج أخضر أقبل يانعاً، مع غصة ودعاء الفرج والخروج من عنق الزجاجة الخانة بالنسبة للجار.
من يمتلك الحل؟
الإجراء الاحترازي الذي قام به فريق الاتحاد بعد المباراة هو الخروج من الباب الخلفي لملعب الحمدانية عبر حافلة الفريق التي أدخلت إلى مضمار الملعب بعيداً عن متناول الجمهور، وحمم غضبه وانتقاداته التي طالت طاقم تحكيم المباراة المتهم بسوء الأداء والإسهام بالخسارة الاتحادية، بينما توقف عضو مجلس إدارة نادي الاتحاد، جميل طبارة، المكلف بالإشراف على كرة القدم بعد استقالة عضو الإدارة السابق مجد حمصي من مهمته، للنقاش والرد على أسئلة الجمهور المتحلق حوله، وأكد لمن أعلمه بنية لاعب الفريق المخضرم، عمر حميدي، إجراء بث مباشر هجومي على الإدارة والكادر التدريبي الذي حرمه من فرصة المشاركة في المباريات رغم التزامه بتوضيح بعض الأمور ومنها أن اللاعب تقدم بطلب ترك الفريق، وبالتالي فإن كل ما يمكن أن يقوم به هو شان خاص.
وبالنسبة لمطالبة الجمهور بالتعاقد مع مهاجم قناص يعالج العقم الهجومي، كذلك حارس مرمى يسد غياب الأساسي خالد حجي عثمان المصاب، أوضح الطبارة أن ذلك لن يكون متاحاً إلا في الفترة الثانية المخصصة للتعاقدات الشتوية بين الذهاب والإياب.
قدرة على العودة
أما تساؤلات “البعث الأسبوعية”، فقد رد عليها الطبارة بتساؤل مماثل: أنتم قولوا لنا كإدارة ماذا نفعل!! أعطونا الحل!! فكان ردنا هنا بأن أحد الحلول هو تكريس مبدأ الثواب والعقاب حسب اللوائح على اللاعبين، فكان تعقيب عضو الإدارة الاتحادية أن الفريق كان ممتازاً في مباراة حطين، ويستحق المكافأة لا العقوبة، وأضاف الطبارة بأن مشكلة اليوم كانت سوء طالع واضح، مشيراً إلى أنه حتى الفرصة التي سنحت لعبد الرزاق الحسين، وسددها كيفما اتفق، بعد صافرة التسلل، جاءت بالعارضة، ولم تدخل المرمى.
أما مدرب الفريق المكلف بتسيير الأمور مؤقتاً، أحمد هواش، فقد أبدى رضاه عن مردود لاعبي فريقه الذين – وحسب رأيه – أدوا ماعليهم في المباراة أمام حطين رغم الخسارة التي وصفها بغير المستحقة، تبعاً لظروف المباراة والقرارات التحكيمية التي لم حرمت فريقه من هدف، ومنحت آخر للمنافس الذي لعب ربع ساعة، استلم بعدها فريقه زمام المبادرة، وأدى بروح عالية. وأكد الكابتن هواش أن الاتحاد قادر على العودة بتلك الروح التي ظهر عليها في لقاء حطين.
تعاطف وتعهد
وفي خضم كل هذه المجرات الساخنة خارج أرضية الملعب، بعد لقاء الاتحاد مع حطين، بقي رئيس نادي الاتحاد المهندس باسل حموي متسمراً واجماً متحيراً على مقعده في السدة الرئيسية لملعب الحمدانية، بعيداً عن ضجيج وصخب ردود الأفعال على الفريق وواقعه ونتائجه، وما قابله في مباراة حطين من ظلم، أو لنقل جدل تحكيمي كبير.
لكن هذه اللقطة التي تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي بكثرة، قابلها تعاطف كبير من قبل شريحة أهلاوية واسعة.
من جانبه، مدرب فريق رجال الاتحاد لكرة السلة، عثمان قبلاوي، وهو أحد خريجي مدرسة المربي وصاحب أفضل سيرة ذاتية إنجازاتية في تاريخ السلة الاتحادية والسورية كمدرب مع فريقه، وفي ردة فعل تعقيبية على صورة الحموي، قال: “وعد مني رح نكون أبطال”.
اعتذار الحموي
ومن جانبه، الحموي اعتذر لجمهور النادي الحبيب – كما وصفه -على نتائج الفريق الأول لكرة القدم التي وصفها بالمخجلة، مؤكداً أن الإدارة تسعى جاهدة، ومن خلال ورشات عمل دؤوبة ومستمرة، للخروج بحلول لدعم الفريق وانتشاله من الحالة النفسية السيئة، مع تلافي بعض النواقص الفنية، ومعاقبة المقصرين، والعودة للوضع الطبيعي للفريق والنادي، مع استمرار العمل بالتوازي، على باقي مفاصل وألعاب النادي، رغم الوضع السيئ والمتهالك الذي استلمته من سلفها. وتمنى الحموي من أعضاء وأبناء ومحبي وجماهير النادي أن يكونوا قريبين منه في هذه الفترة، وتقديم المقترحات المفيدة تحت سقفه، والدخول من باب الإدارة المفتوح للجميع، والابتعاد عن التجاذبات والإساءة، ودعا رئيس نادي الاتحاد لالتفاف الجميع حول بعضهم وحول النادي، لأن التعاون من أجل نادي الاتحاد هو السبيل للخروج من المحنة، وإعادة الألق والهيبة للنادي.
الجار مع الجار
وعلى المقلب الأخضر المنتشي بفوز الانطلاقة الجديدة، بدأ مدرب الحرية مصطفى حمصي حديثه لـ “البعث الأسبوعية”، بالتعبير عن تضامنه مع نادي الاتحاد وجمهوره وفريقه، متمنياً أن يتجاوز هو الآخر محنته، ويحلق من جديد إلى المكانة العالية التي تليق بتاريخه العريق وسمعته العطرة. ولفت مدرب الفريق مصطفى حمصي إلى أن فوز فريقه على حرجلة تم التخطيط له، من خلال نهج تكتيكي تم إعداده بدقة من قبل الكادر التدريبي، ونفذه اللاعبون بنجاح، وليحققوا فوز استعادة الروح، وكسر النحس وسوء الطالع والنتائج السلبية للفريق.
وبارك الكابتن حمصي لجمهور الحرية الفوز، وشكر جميع اللاعبين دون استثناء على جهودهم السخية في المباراة، مشيراً إلى الأداء اللافت لأيمن الصلال وأحمد العبد لله، وبطبيعة الحال الهداف سامر السالم الثابت في أدائه العالي في جميع المباريات.
وأكد مدرب الحرية بأن ميزة الفوز على حرجلة، فضلاً عن نقاطه المضاعفة، تتمثل بالدفع المعنوي الكبير الذي سيمنحه للفريق في القادمات من المباريات، كذلك تشبع ثقافة الفوز الذي يسعى إليه الفريق في كل مباراة، وجعلها راسخة في أذهان اللاعبين، لتكون القوة المحركة لهم دائماً، مع تطور الأداء الفني والبدني بشكل تصاعدي، ما يمنح الكادر فرصة الاستقرار على تشكيلة الفريق الذي بدأت هويته وشخصيته تتضح بشكل جلي.