ملتقيات تشكيلية تذكارية
شهدت الأيام الأخيرة نشاطاً تشكيلياً ملحوظاً أقامته بعض مديريات الثقافة وكان منها الملتقى الذي حمل اسم الفنان الراحل نذير نصر الله حيث تضمن ندوة شارك فيها الناقد محي الدين حسين والفنانان لينا ديب ومحمد غنوم الذي سبق وأن أقامت مديرية ثقافة معرضاً تكريمياً له في المركز الثقافي -أبو رمانة- هذا النشاط الملحوظ حسب على احتفالية يوم الثقافة السورية مثله مثل الكثير من الأنشطة التي تزامنت مع هذا البرنامج الذي يعقبه بعد أيام قليلة احتفالية أخرى تحت عنوان أيام تشكيلية تتضمن افتتاح معرض الخريف السنوي الذي يرافقه عدد من الندوات الموازية، كما ستفتتح عدة معارض في الصالات الخاصة في دمشق، وأنشطة أخرى في الجامعات الخاصة والمحافظات تقيمها مديريات الثقافة وفروع اتحاد التشكيليين هناك.
بالعودة إلى احتفالية يوم الثقافة وما تضمنته من أنشطة تشكيلية نلحظ أن بعض هذه الأنشطة كان متواضعاً قياساً لعنوان كبير “ثقافتي هويتي” حيث نسبت أغلب أنشطة المراكز الثقافية لتزامنها مع الاحتفالية! خاصة في الجانب التشكيلي وملتقياته في بعض المراكز ومنها ملتقى نذير نصر الله الذي يكتسب جانبا وجدانيا وعاطفيا لأن شخصية الراحل المؤثرة لا زالت حاضرة في الوسط التشكيلي مما يقتضي مراجعة بعض التفصيلات في نتائج الملتقى على المستوى الفني، رغم تعزيز المؤسسة الثقافية لهذا الملتقى بالدعم وتقديم كل أسباب نجاحه تأكيداً لدورها الرائد في تقدير العلامات التشكيلية السورية، وهنا نذكر زيارة السيدة وزيرة الثقافة لمعرض أعمال الملتقى في ثقافي كفرسوسة والتي نفذها الفنانون خلال الأيام السابقة للمعرض وقد تمت دعوتهم عن طريق مديرية ثقافة دمشق التي واكبت فعاليات الملتقى وقدمت ما يلزم، لكن النتائج المتواضعة لبعض اللوحات المنجزة فرضت أسئلة عن غياب مشاركة الفنانين المجايلين للراحل نذير نصر الله، وعن فقر في التعريف بتجربته الواسعة التي أنتجت في النحت والغرافيكي الحروفي والتصوير وتعليم الفن، ونسأل عن هذه الكوكبة من المشاركين المجتمعين دون تيمة تربط تجاربهم، وتوحد قيمة منتجهم بمناسبة استذكار الراحل نذير نصر لله، ربما لا يعترف البعض بضرورة تلك التيمة لكن علينا الإقرار بتواضع تجارب بعض هؤلاء أساساً وعدم ارتقاء تجربتهم في إحداث قيمة فنية في ملتقى يحمل هذا الاسم الكبير.
أكسم طلاع