أسماء الشوارع.. دلالات فنية وثقافية وفكرية وسياسية
حلب- غالية خوجة
تتمتّع الشوارع بتسميات تحيل العابرين إلى التساؤل حول اسم الشارع وأبعاده ودلالاته، وهذه ظاهرة مدنية دولية عامة، ومنها الشوارع والحارات والأزقة السورية عموماً، وحلب خصوصاً، لأننا سنتحدّث عن شوارعها التي تلمس في بعض تسمياتها أسماء شعرية وفكرية وسياسية وعلمية وثقافية وتاريخية ومكانية ومحلية ورمزية وعربية وعالمية، تكنّت بأسماء شخصيات على الأغلب، أو أسماء مدن أو أنهار، مثل شوارع: عمر أبو ريشة، قسطاكي حمصي، سيف الدولة، النيل، صلاح الدين، الملك فيصل، الشهباء، الجامعة، السريان، الحميدية، النيال، قسطل الحرامي، بستان القصر، المشارقة، السيد علي، العزيزية، التلل، الجلوم، الراموسة، الهزازة.
وربما لم يلتفت الكثير من العابرين لأسماء الشوارع، لأنها تحصيل حاصل في حياتهم اليومية، وربما، لا نعلم لماذا الجهات المعنية أطلقت هذه الأسماء والتسميات على الشوارع، إلاّ أننا نلاحظ أن هناك أسماء مدن أجنبية لشوارعنا، ربما من باب الانفتاح والإنسانية، أو من باب التعامل الدولي، ولا أعرف إن كان هناك معاملة بالمثل، فشارع بنسلفانيا مثلاً، هل هناك اسم شارع في بنسلفانيا باسم حلب أو سورية؟.
أيضاً، هناك أسماء دوارات لتقاطعات الشوارع بعضها يعطي طاقة إيجابية، وبعضها يعطي طاقة سلبية مثل “دوار الموت”، والموت حق، لكن أن يكون اسماً لدوار، فهذا مفزع للذاكرة واللحظة الحالية!.
جميعنا نعبر الشوارع ونقرأ أسماءها، وأغلبنا لا يعرف ذاكرة هذه الشوارع: لماذا سُمّيت بهذا الاسم؟ متى؟ وكيف؟ ولماذا؟ هل لمجرد إحياء ذكرى هذه الشخصية أم لأن هذه الشخصية مرّت من هنا؟.
ولربما تساءلنا: لماذا لا نستبدل بعض أسماء الشوارع الغريبة بأسماء الشهداء والأدباء والمفكرين والسياسيين والمؤرخين والمبدعين في كافة المجالات والمناضلين والمكافحين، ويشمل هذا الجمع المذكر بكل تأكيد تاء التأنيث ونون النسوة، الحلبية على صعيد حلب، مثلاً، وطبعاً بأسماء تستحق وطنياً وفنياً وإبداعياً، ولو كانوا أو كنّ معاصرين ومعاصرات بيننا؟.