ميس حرب تطلق “مسيتي وبتعاتب خيالك” من الأوبرا
“مسيتي وخيوط الروح مسيتي” بصوت الجمهور الذي أخذ دور الكورال وردّد وراء ميس حرب بحوارية رائعة وتفاعل كبير كلمات أغنيتها الجديدة “مسيتي”، التي أطلقتها من مسرح الأوبرا في حفلها السنوي على مدى يومين، لتكون ضمن ألبومها الجديد في العام القادم، وهي من كلمات شاعر الربابة جبر المقت وألحان تراث المنطقة الجنوبية المعتمدة على إيقاعات الدبكة، بمرافقة فرقة سيد درويش بقيادة عازف الكمان المايسترو رشيد هلال، بحضور جماهيري كبير من محبي فنّ ميس حرب وموسيقا رشيد هلال الذي مزج بين الموسيقا الشرقية والتراثية والجاز في مواضع، وبدا تأثره بالرحابنة من خلال عمله مع السيدة فيروز وزياد الرحباني، فتألقت الفرقة بحضور خاص للبزق والغيتار والترومبيت والبوق إلى جانب القانون والإيقاعيات والوتريات والبيانو، وانضم عازف الغيتار اليافع سلطان هلال ابن ميس حرب إلى الفرقة.
كما أطلقت حرب أيضاً أغنيتها الجديدة “بتعاتب خيالك” التي كتبتها باللهجة المحكية ولحنتها من مشهد ذاتي جمعها مع جدها بعدما تفرق أحفاده في بلاد الاغتراب، فكانت لوحة غنائية مشهدية مؤثرة أخذت أبعاداً لحنية مع جمالية ألحان البزق الذي شكّل اللحن الأساسي في المقدمة ثم تداخل مع الإيقاعيات والقانون والبيانو. وبذلك تضيف أغنيتا حرب الجديدتان نجاحاً إلى مشروعها الفني من واقع تجربتها بكتابة الأغنية العاطفية المتشربة من حكايات الضيعة حيناً والناقدة حيناً آخر، وعلى صعيد تجربتها بالتلحين المستمد من روح التراث حيناً والمعاصرة حيناً، والذي يعبّر عن حالة موسيقية أكاديمية خاصة بالتشارك مع موسيقا رشيد هلال ضمن المشروعات الموسيقية الأكاديمية السورية التي حقّقت حضوراً تجاوز المحلية.
ولم يقتصر الحفل على أغنيات حرب الخاصة باللهجة المحكية فقط، إذ غنّت لوديع الصافي “ياطالعين ع القمر” وأبدعت بغنائها العراقي بأغنية “مانسيتك أنت روحي” بصوتها المؤثر بمرافقة الغيتار –العازف جورج مالك- فكانت لوحة ثنائية رائعة تخلّلتها نغمات التشيللو الخافتة، وحيّت ميس حرب المغرب العربي بأغنية جزائرية شهيرة، “آه يا زينة” إذ بدا دور الإيقاعيات الكبير بالفواصل للعازف سيمون مريش مع توليفة الفرقة.
كما غنّت حرب العديد من أغنياتها ذات الوقع الخاص على الجمهور، ولاسيما “حلي يا حلي” المتميزة بألحان النحاسيات وصولو البوق –العازف محمود العاقل- وسُبقت أغنيتها العاطفية (ياريت لو كنا أنا وإنت سوارات) بصولو الكمان -العازف رشيد هلال- لتتناغم الألحان وتكتمل مع ألحان الترومبيت –العازف دلامة شهاب- وتميزت هذه الأغنية برومانسية خاصة وأداء حرب الغنائي دون موسيقا في مواضع. ومن أغنياتها أيضاً (شو هالحالة، وجوعان، وورد الحكي مشتاق حنية يابلادي اتمسكي فيي) بحضور الفلوت في مواضع، واختُتم الحفل بأغنيتها القريبة من القلوب (محبوب قلبي قاسي باين حبي ناسي) مع جمالية تداخل ألحان البزق والإيقاعيات.
يليق بك الفرح
تخلّل الحفل مقطوعة موسيقية آلية لصولو كمان رشيد هلال مع الفرقة، وجميع الأغنيات من توزيعه وبعضها من ألحانه، وقد أهدت حرب الحفل إلى سورية التي يليق بها الفرح والغناء والمهرجانات، وتابعت: “سنستمر بالغناء من أجل القادم الأجمل، من أجل من رحلوا ومن أجل الذين سيأتون”.
ملده شويكاني