نور نجم السيد: أسعى لإيصال مسرح خيال الظل إلى العالم
مشاهدة خيال الظل متعة بحدّ ذاتها، لها طعمها وطابعها الخاص الذي يعيد إلينا شيئاً من ذكريات الزمن الجميل. نور نجم السيد فنانة تسعى لتحقيق طموحها وأحلامها من خلال مسرح خيال الظل، كما تسعى لنشره على مستوى العالم، حيث تقول: “تابعوا هذا الفن التراثي الشعبي الأصيل مع أطفالكم، لأنه بقدر ما تتمّ مشاهدته ومتابعته فإننا نساهم ببقاء فن جميل من تراث بلدنا سورية ليكون حياً على مستوى العالم”.
خيال الظل
في حوار “البعث” معها، بدأنا بسؤالها عن نفسها، من هي نور؟ وكيف كانت البداية؟ وبمعنى أصح كيف كانت انطلاقتها في مسرح خيال الظل هنا من سورية؟ وماهو تعريفها لهذا المسرح، والصعوبات التي واجهتها، كلها أسئلة موجهة لنور وعنها أجابت:
أنا نور نجم السيد خريجة معهد فنون تشكيلية تطبيقية، إنسانة تحبّ الفن بجميع أنواعه من رسم وغناء وتمثيل وتصوير وكتابة سكيتشات فكاهية، في البداية كانت هذه الفنون هوايات لغاية اللحظة التي أتت فيها الفرصة بالتدريب، وكانت قد أعلنت عنها الأمانة السورية للتنمية ضمن كيان التراث (الحي) اللامادي، وقد اجتزت مرحلة التدريب بجدارة، طبعاً كان اختياري لهذا التدريب ضمن معايير فنية معينة لكي أخضع لهذا التدريب.
وأضافت نور: مسرح خيال الظل السوري هو الفن السهل الممتنع، بمعنى أنه بقدر ما هو بسيط بأدواته إلا أنه فنّ صعب يحتاج لمهارة عالية، سواء كان في صناعة المسرح الخشبي أو صناعة الدمى أو كتابة الحبكة الدرامية أو حتى في تمثيل الشخصيات والتحدث بأكثر من صوت في المشهد الواحد من خلال شخص واحد نسميه المخايل، وإيصال الفكرة للمشاهد من خلال تلك الدمى الجلدية التي تتحرك بواسطة العصا. ففن خيال الظل السوري أُدرج على قوائم اليونيسكو ضمن قائمة التراث العالمي عام 2018، أما من حيث الصعوبات فلا يوجد مجال لا يعاني فيه الشخص بالبداية من صعوبات، وأي شيء جديد صعب في بدايته، لكن الحب والشغف في هذا المجال يجعل الشخص يتغلّب على كل الصعوبات بِحُب وإرادة قوية ليحقق الهدف الذي يطمح إليه.
وأردفت نور: في الواقع، وضمن فترة التدريب خضعت لتمرينات وبروڤات كثيرة على الكتابة والصوت وطريقة تحريك الدمى بسلاسة، وكما يقال “العمل كان ليلاً ونهاراً” مليء بالتعب والضحك والجهد ابتداءً من صناعة الدمى وانتهاءً بتمثيل المشاهد، وبالتأكيد الفضل يعود للأمانة السورية للتنمية ولأساتذتنا الكبار المبدعين لدعمهم بكل مراحل التدريب إلى الوقت الذي أصبحت فيه مخايلة.
مخايلاتي
بالتأكيد هناك معايير معينة لانتقاء مثل هكذا أشخاص، وليس كل إنسان قادر أن يصبح مخايلاتي، أو كما يقال باللغة المحكية البيضاء “كركوزاتي”، وعن هذه النقطة قالت نور: بالطبع لا، لأن المخايل يجب أن يكون فناناً في البداية، وحساساً يمتلك عدة أدوار بجسده، إضافة إلى الموهبة أو البذرة الفنية التي إذا خضعت للتدريب تثمر عنه مخايلاً بكل معنى الكلمة.
أول ضحكة
وعن الشعور عند أول عرض قدمته نور أمام الجمهور سواء الكبار أو الصغار قالت: شعوري عندما سمعت أول ضحكة وتفاعل الجمهور في أول عرض لي كان شعوراً لا يوصف، لا يمكنني التعبير عن مدى سعادتي وإحساسي بالإنجاز، وفي تلك اللحظة استطعت بالفعل القول إنني وضعت قدمي في بداية السلم، ولازلت أعمل لأحقق حلمي بأن يكون مسرحي الذي أنتمي إليه جزءاً مهماً من المشهد الثقافي السوري الموجّه للطفل، يشاهد حكايته ويتفاعل مع أبطاله ويقتدي به.
شغف وطموح
وعن مكانها بعد خمس سنوات، أو الطموح الذي تعمل من أجله فيما يخصّ مسرح خيال الظل، أجابت نور: دائماً أقول خيال الظل هو شغفي في الحياة، وأنا أعد هذا المسرح أن أكون مخلصة له لآخر لحظة، وأعمل من أجله، وبعد خمس سنوات في هذا المسرح، بالتأكيد سيكون لدي مشروعي الخاص الذي أحلم به طوال حياتي، وأن أقدم لهذا المسرح قدر ما أستطيع لكي يصل خيال الظل السوري إلى كل مكان وأنشره في كل العالم.
جمان بركات