تركيا أبرز عوامل عدم الاستقرار في منطقة القوقاز
أكد الباحث غير المقيم في مركز الدراسات الاستراتيجية بالشرق الأوسط، عباس أصلاني، أهمية العمل المشترك لجميع الأطراف الفاعلة لإحلال السلام في إقليم ناغورنو كاراباخ.
وشدد أصلاني على أن أي تدخل في الصراع، بما في ذلك تركيا، سيؤدي إلى مزيد من زعزعة استقرار الوضع في المنطقة؛ لاسيما عندما يتعلق الأمر بالتدخل العسكري، وأضاف: “المطلوب لحقن النزاع بين أذربيجان وأرمينيا وللمنطقة، هو المساعدة في إرساء وقف دائم لإطلاق النار والحفاظ على السلام. ومن مبدأ الامتثال إلى القانون الدولي، توجّهت إيران إلى أذربيجان وأرمينيا، وكذلك إلى روسيا وتركيا؛ لضمان التوصل إلى حل. وصرّحت طهران بأن أي عمل يهدف إلى إحداث تغييرات جيوسياسية في المنطقة غير مقبول. من الضروري احترام وحدة أراضي أذربيجان، لكن تصرفات تركيا لتغيير موازين القوى لأغراض محددة، قد تكون غير بنّاءة وتطيل من أمد الصراع، كما وتدخل دول أو مجموعات أجنبية، بدلاً من حل النزاع، قد يؤدي إلى تفاقم الوضع”.
وبحسب المحلل السياسي، فإن إيران مقتنعة بأن نقل المرتزقة والإرهابيين من سورية، على سبيل المثال، هو خطأ استراتيجي، ويمكن أن ينقل الصراع إلى مستوى جديد؛ وفي هذه الحالة ستخسر جميع الأطراف.
“وفي ذات الوقت”، أكد أصلاني، “فإن المساعدة الروسية لإنهاء الصراع ووقف قتل المدنيين، إجراء إيجابي وبناء”، وتابع: “المسؤولون الإيرانيون على اتصال مع نظرائهم الروس للمساهمة في عملية السلام. الصراع الحالي هو مشكلة طويلة الأمد من الممكن إيجاد حل لها، دون صب الزيت على النار؛ ولكن من خلال المساعدة في التوصل إلى الحل بجهود وساطة صادقة، ويضيف: يتعيّن على الأطراف القيام بكل ذلك في أقرب وقت ممكن، للتوصل إلى السلام ومن ثم العمل على تقويته، لضمان حل طويل الأمد، وأردف: في هذه الحالة، يجب أن يكون لمشاركة قوات حفظ السلام الروسية تأثيراً إيجابياً على الأوضاع، كما حدث من قبل في مناطق الصراع الأخرى، والتي تشمل كوسوفو وأبخازيا وأوسيتيا الجنوبية؛ حيث تم وقف إراقة الدماء بفضل دعم قوات حفظ السلام.
وأكد أصلاني: أما بالنسبة للكتيبة الروسية في ناغورنو كاراباخ، فلم يتم الانتهاء من تحديد قائمة المهام المنوطة بها بشكل كامل؛ وتتمثّل مهمتها الرئيسية في “ضمان الحفاظ على وقف إطلاق النار، ووقف جميع الأعمال العدائية”، ويشير إلى أنه “لا تزال مسألة حماية المواقع الدينية والثقافية بحاجة إلى توضيح”.
جدير بالذكر أن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأذربيجاني إلهام علييف، ورئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان، وقعوا بياناً مشتركاً، بوقت سابق، حول وقف إطلاق النار في إقليم ناغورنو كاراباخ. وتضمن الاتفاق إرسال حوالي ألفي جندي حفظ سلام روسي إلى المنطقة، لمراقبة الأوضاع.