متاجرون قذرون..!
حسن النابلسي
ينشط هذه الأيام -مع عودة الازدحام على محطات الوقود مجدداً- المتاجرون بوقت الملتزمين لمصلحة غير الملتزمين..!.
مشهد عايناه بأنفسنا خلال انتظار دام قرابة الأربع ساعات على إحدى محطات الوقود.. فمن يريد أن يشتري وقته دون أي انتظار، ما عليه سوى التوجّه إلى القائمين على تنظيم دور السيارات لدى دخولها إلى المحطة ودفع “المعلوم” لهم، على حساب وقت أصحاب عشرات السيارات المصطفة على طابور قابل للزيادة طرداً مع زيادة عدد “دافعي المعلوم”..!.
خلال رصدنا لحالة المتاجرة بكرامة المصطفين على دور محطات الوقود، خلصنا إلى نقاط عدة أولاها أن “المتاجرين” يحصلون على دخل مجزٍ يومياً غير آبهين بوقت ومشاعر وظروف المصطفين لساعات طويلة…!.
وتتمثل النقطة الثانية باعتقادنا أنه في حال استئصال هؤلاء المتاجرين من جذورهم، وبالتالي قمع أية مخالفة تتيح المجال لأي متعدّ على الطابور بغير وجه حق، فإن أطول فترة انتظار ربما لن تتعدى الساعة من الزمن وربما أقل..!.
وتتمحور النقطة الثالثة حول تشكّل قناعة لدينا بأن لهؤلاء المتاجرين وبالتواطؤ مع بعض المفاصل التنفيذية دوراً في تأجيج الازدحام على محطات الوقود نظراً لما يشكّله الازدحام لهم من دخل غير مشروع كما أسلفنا..!.
ما سبق يؤكد تراخي -وربما تورّط- الجهات المعنية في ظهور مثل هذه الحالات المقيتة التي لا تخرج عن إطار الفساد المعلن، ولعل الخطورة تكمن في عدم المبالاة بما يتعرّض له المواطن من ضغوط، ليزيدوا بذلك طين معاناته المعيشية بلّة، سواء لجهة انتهاك وقته وكرامته، أم لجهة حرمانه من مخصصاته من الوقود نتيجة سوء التوزيع..!.
ويدحض هذا المشهد المزري ما تعزفه كل من وزارتي التجارة الداخلية وحماية المستهلك، والإدارة المحلية ممثلة بالمحافظات ولجان المحروقات، من أسطوانات المتابعة المشروخة لانسياب المحروقات بعيداً عن المتاجرة بها، ويضعها في دائرة التقصير، وينفي بشكل قاطع اضطلاعها بمسؤولياتها تجاه المستهلك، وما يتجرّعه من مرارة تصرّفات الفاسدين وأعوانهم..!.
hasanla@yahoo.com