رفض شعبي مغربي وعربي لتطبيع العلاقات مع كيان الاحتلال
تتواصل حملات التنديد الشعبي بالتطبيع بين عدد من الدول العربية و”إسرائيل”، وآخرها تنظيم حملة “نُصرة الأقصى” وقفةً احتجاجية أمام مقر “الإسكوا” في بيروت.
ورفض المشاركون في الوقفة تسمية من يتفقون مع العدو الإسرائيلي بالمطبعين، ودعوا إلى تسميتهم بـ”الخونة”، كما استنكروا هرولة بعض الأنظمة للتطبيع فيما قوات الاحتلال تزيد من ممارساتها القمعية بحق الفلسطينيين.
وعقب إعلان المغرب بعد الإمارات والبحرين والسودان تطبيع العلاقات رسمياً مع حكومة الاحتلال، ارتفعت الأصوات الحزبية والشعبية المنددة بهذه الخطوات المضرة بالفلسطينيين والداعمة لسياسة الاحتلال.
ودعت أحزاب عربية عدّة إلى رفض التطبيع، وإدانة “صفقة القرن” وعدم بيع الحق الفلسطيني، مراهنين على الشعب المغربي لرفض “الاتفاقيات الخيانية”.
في الأثناء، عبرّت منظمات حقوقية ومنظمات للمجتمع المدني عن صدمتها و”خيبتها” من قرار تطبيع العلاقات بين المغرب و”إسرائيل”.
وأصدرت جماعة العدل والإحسان المغربية بياناً وصفت فيه “قرار التطبيع مع “إسرائيل” بالفاجعة”، معتبرةً أن “هذه الخطوة غير محسوبة العواقب”.
كما وصفت “الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة” الخطوة “بالمُدانة لأنها طعن للقضية الفلسطينية وخذلان للشعب الفلسطيني وإهانة للشعب المغربي الذي ظل رافضاً للتطبيع ومناصراً للحق الفلسطيني”.
من جهتها، رفضت الشبكة الوطنية للتضامن مع الشعوب، المقربة من حزب النهج الديمقراطي المنتمي لأقصى اليسار، التطبيع المغربي الإسرائيلي. كذلك، عبّر عدد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي عن موقفهم من إعادة فتح مكتب العلاقات المغربية الإسرائيلية.
وفي السياق كتب الصحفي والمحلل السياسي المغربي المقيم بإسبانيا سعيد ادا حسن، على صفحته بالفيسبوك: “بعض المطبلين لقرار التطبيع مع الكيان الصهيوني، يتحجّجون بالبراغماتية، ويتحدثون عن موقف تاريخي للولايات المتحدة الأميركية من النزاع في الصحراء”، وأضاف: “إن الموقف الأميركي يساوي صفر في القانون الدولي وفي نظر الأمم المتحدة”.
فيما تتواصل اعتداءات الاحتلال بحق الفلسطينيين، حيث اقتحمت قوات الاحتلال منطقة باب الزاوية وسط مدينة الخليل بالضفة الغربية واعتدت على منازل وممتلكات الفلسطينيين.
واقتحمت قوات الاحتلال مدينة بيت لحم وبلدات العيسوية وأبو ديس والعيزرية في القدس المحتلة واعتقلت عشرة فلسطينيين.
كما اقتحم مستوطنون إسرائيليون بلدة مسافر يطا جنوب الخليل بالضفة وأحرقوا مئات أشجار الزيتون.
وقال منسق اللجان الشعبية والوطنية لمقاومة الجدار والاستيطان راتب الجبور: “إن مجموعة من المستوطنين اقتحمت منطقة خلة الضبع في البلدة وأحرقت ما يزيد على 400 شجرة زيتون معمرة”.
واقتحم مستوطنون إسرائيليون قرية العديسة شرق مدينة الخليل واعتدوا على منازل وممتلكات الفلسطينيين.
من جهتها، استنكرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في تقرير لها تزايد وتيرة الاقتحامات الهمجية التي يتعرض لها الأسرى من قبل قوات القمع الإسرائيلية، ولا سيما أسرى معتقل “نفحة”.
وأوضحت الهيئة أنه خلال الأسبوع الماضي اقتحمت ثلاث وحدات قمعية متخصصة غرف الأسرى بقسم 10 بمعتقل نفحة، وقامت بالاعتداء على الأسرى بالضرب بشكل تعسفي ونكلت بهم، كما قامت بعزلهم عن العالم الخارجي لعدة أيام.
وأضافت الهيئة: “إن عمليات الاقتحام تمت بدون أي مبرر يستدعي لذلك، وإن وحدات القمع تعمدت خلال حملة التفتيشات التي نفذتها استفزاز وابتزاز الأسرى بشكل مقصود، حيث عبثت بمقتنياتهم وقلبتها رأساً على عقب”.
وأعربت الهيئة عن قلقها من استمرار الهجمة الشرسة والعنصرية التي تنفذها وحدات القمع الإسرائيلية بحق الأسرى في مختلف السجون، والتي تعبر عن مدى الحقد والكراهية والتطرف الإسرائيلي تجاه قضية المعتقلين الفلسطينيين.
ويبلغ عدد الأسرى القابعين بقسم 10 بمعتقل نفحة 68 أسير، أكثر من 40 منهم محكومين بالسجن المؤبد لمرة أو عدة مرات.
في سياق آخر، جددت وزارة الخارجية الفلسطينية مطالبتها المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات جادة لوقف مخططات الاحتلال الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية.
وأوضحت الخارجية أن التصعيد الاستيطاني الاستعماري الراهن وخاصة في ظل استغلال الاحتلال الأيام المتبقية لإدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب خطير ويؤدي إلى تقويض أي فرصة لإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة ومتصلة جغرافياً عاصمتها القدس وفقاً للأسس والمرجعيات الدولية.
وطالبت الخارجية مجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياته السياسية والقانونية والأخلاقية تجاه جرائم الاحتلال ووقف سياسة الكيل بمكيالين والازدواجية في التعامل مع القضايا الدولية وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية وخاصة القرار 2334 ومحاسبة الاحتلال على انتهاكاته الجسيمة للقانون الدولي.