معرض تشكيلي جماعي إيقاعاته تشكّلت من 40 عملاً
حلب – غالية خوجة
بمناسبة الذكرى الرابعة لتحرير حلب، افتتح في حلب المعرض الفني لمجموعة من فناني حلب الذي أقيم بالتعاون بين تجمع حلب قلب واحد، واتحاد الفنانين التشكيليين، ومديرية الثقافة بحلب، وذلك في صالة الأسد للفنون الجميلة.
وبيّن الفنان إبراهيم داود أن هذه الفعالية هي الثانية التي يقيمها اتحاد التشكيليين بحلب، بمشاركة عدد من الفنانين والفنانات بأعمار وتجارب متنوعة، ليعطي الدلالة بأن فناني حلب وجمعياتها وناسها قلب واحد، ويعبّرون عن صمود أهلنا في حلب أيام المحنة.
شارك في هذا المعرض الجماعي 29 فناناً وفنانة، بعضهم مخضرم، وبعضهم مازال يحاول مع الألوان البحث عن العمق الأنسب، ومنهم الفنانة الشابة سوزان حسين التي أخبرتنا كم هي سعيدة لأن المعرض جماعي ويعبّر عن الانتصار. بينما عبّرت الفنانة الشابة آني ديشجكينيان عن سعادتها كونها المرة الأولى التي تشارك فيها بمعرض جماعي، كما أنها لم تخض مغامرة أي معرض فني بعد.
تضمن المعرض 40 عملاً بين مجسمات ولوحات حملت أسماء الفنانين: إبراهيم حمو، ابتسام مجيد، إبراهيم داود، إبراهيم علي، أحمد قاسم، أصلان معمو، أماني سواس، آني ديشجكينيان، أيمن الأفندي، باسل الأحمد، بسام بيضون، بيان نعسان، جوزيف توتونجيان، حنيف حمو، خلدون الأحمد، د. محمد خواتمي، د. محمد زهير عيروض، رزان السعدي، سوزان حسين، عبد السلام تومان، عبد القادر منافيخي، العقيد مصطفى الصوفي، غسان ديري، غسان سعيد، فيصل تركماني، لوسي مقصود، ليا شماس، محمد يمان غنام، نالين زيدان تمو.
الملفت أن المولوية حضرت كتراث صوفي حلبي من خلال مجسم جوزيف توتونجيان، بينما برزت معالم المدينة بإشاريتها وألوانها من خلال أعمال العديد من الفنانين، منهم إبراهيم داود الذي عبّر من خلال الأرض وحلب الخضراء والشهباء عن التحدي على قطعان الحرائق وإرهابيي الظلام والظلمات، والفنانة رزان السعدي التي وشّحت حلب كأنثى بالعلم السوري، وهذا ما عبّر عنه بقية الفنانين المشاركين من خلال التجسيد المكاني برموزه المتنوعة، منها القلعة، ومنهم الفنان إبراهيم حمو الذي جعل الحجارة تتعانق مع رموزها بين القلعة والسماء، أو كما صور وتصور الفنان أيمن الأفندي قلعة حلب وهي تضيء أبعادها بالضوء رغم السواد، بينما عكست الأبيات الشعرية المعنية بحلب والمتشكّلة مع اللوحات إضافة كينونية، كما في لوحة أحمد قاسم، بينما حضرت حلب القديمة برموز معابدها المتحدة والمتحاورة والمتجاورة في عدة أعمال منها للفنان مصطفى الصوفي الذي رسم رائحة المكان وإيقاعاته العتيقة والمعاصرة.
المعرض بشكل عام كان أشبه بمقطوعة موسيقية نابضة بتفعيلة البحر المتقارب، وجميع الألوان تنشد مع الحشد الكبير من الحضور، ومع الأعمال الفنية، والأشجار، والسماء: “حماة الديار عليكم سلام”.