معرض الخريف السنوي 2020
شهد خان أسعد باشا التاريخي افتتاح معرض الخريف السنوي للفنانين التشكيليين السوريين بحضور وزيرة الثقافة د.لبانة مشوّح التي جالت المعرض وتحدثت مع الفنانين المشاركين الذين قدموا أعمالهم الفنية المختلفة من نحت وتصوير زيتي تجاوز عددها الـ200 عمل فني تم التحضير والإعداد مسبقاً لانتقاء هذه الأعمال التي أرسلها أصحابها من جميع المحافظات السورية بالتنسيق بين مديريات الفنون وفروع اتحاد التشكيليين ومديرية الفنون الجميلة في وزارة الثقافة وصولاً إلى تحقيق المستوى اللائق بمهرجان الفنون التشكيلية السورية، إذ يعتبر هذا المعرض من أعرق المعارض التشكيلية وأهمها وتعود إنطلاقته إلى فترة الخمسينيات من القرن الماضي، وقد حافظ على دوريته ما خلا عن انقطاعات قصيرة لبعض السنوات، وقد ازدهر بازدهار الفنون التشكيلية نتيجة دعم الدولة للفن التشكيلي ووصل إلى مستوى عال في بداية ثمانينيات القرن الماضي، ومنذ العام الماضي أضحى لمعرض الخريف أنشطة عديدة موازية تقع ضمن احتفالية “أيام الفن التشكيلية” التي انطلقت بداية هذا الأسبوع باحتفالية خاصة تكريمية لعدد من التشكيليين في دار الأوبرا.
التصوير الزيتي
احتل التصوير الزيتي المساحة الأوسع كالعادة من مساحة المعرض فقد توزعت اللوحات في بدايتها بعرض أعمال الفنانين الأكبر سناً في مقدمة اللوحات: لبيب رسلان – جورج عشي – نعيم شلش – جمال بوستان – أحمد أبو زينة- عبد الله مراد – خليل عكاري – عبد الكريم فرج. وتنوعت التجارب في المعرض فمنها الجديد ومنها المتأثر بتجارب معروفة والبعض منها ما زالت محافظة على طابع صاحبها الشخصي المعروف دون أي تغيير جديد خاصة عند بعض الأسماء المكرسة في المشهد التشكيلي، فيكفي المشاهد المتابع أن يرى العمل حتى يعرف أنه ينتمي لفلان من الفنانين أمثال محمد غنوم وموفق مخول واسماعيل نصرة وعبد الله أبو عسلي، الرسام الواقعي المتميز في تصوير المنظر الطبيعي وموفق السيد الفنان الوحيد الذي قدم عملاً سوريالياً يتداخل فيه حس مهندس الديكور والمصمم المعماري مع عوالم حلمية يتداخل الواقع مع الخيال في المشهد المرسوم على سطح اللوحة بعناية الرسام المصور والمعتني بواقعية الأشكال والعمران.
كما احتلت المحاولات التجديدية مكانتها في المعرض وجاءت غير مقطوعة عن تجارب ذات أسلوب تجريدي أو تعبيري سابقة تأثرت بها مثل لوحة الفنان مصطفى الراشد نجيبة التي تنتمي إلى لعبة اللون الواحد في تلقائية التوزيع والرش وتذكرنا بأعمال الفنان الأمريكي جاكسون بولوك، وفي مكان آخر عمل تجريدي بغاية الاختزال للفنان الشابة روان عودة وعمل آخر للفنان صالح الخضر، ولا نغفل الإشارة إلى بعض الأسماء الجديدة التي قدمت أعمالاً بغاية الجدية: فادي المرابط وزهراء داوود لعملها الواقعي المجسد لبورتريه، وجهيدة بيطار وعلاء شرابي وسليمان أبو سعدة وبيان الشامي وساميا نحاس وعمار الشوا شادي العيسمي، ولا نغفل أيضاً لوحة مميزة للفنانة الشابة ميرفت الخوري تمثل زاوية من مكان ما في بلدة معلولا رسمته بفهم وحساسية لقيمة السطح والضوء.
الحفر “الغرافيك”
ويبقى فن الحفر هو الفن الأكثر تأثيراً من خلال إمكانية النسخ للعمل الفني وأكثر بلاغة لاقتصاره على ثنائية لونية تقع بين الأبيض والأسود تتدرج بينهما قيم لونية غير نهائية تتبع لحساسية الفنان وإمكانياته التقنية، ويعرف عن هذا الفن أن العمل يبدأ من كليشة ينفذها الفنان على سطوح معينة قابلة لحمل المادة الصباغية مثل حبر الطباعة أو ألوان الشاشة الحريرية وغيرها، هذه الخامة المحفورة والمهشرة تأتي من الخشب أو اللينيليوم والمعدن والحجر وتسمى الطباعة باسمها، ففي معرض الربيع لابد من حضور أعمال الفنانين الأساتذة في هذا المضمار “علي سليم الخالد – نبيل رزوق – وغيرهم إلى جانب أعمال طلابهم الحفارين مثل: جيهان الحجة – باسمة محمد – إميل عفلق – ختام ابراهين – ديانا حويجة – علياء النحوي – راما بدوي – ريم الحايك كما انضم إلى أعمال هذه الكوكبة عملاً تصويرياً للفنانة عزة حيدر وعملاً آخر للفنان النحات إياد البلال الذي عرفناه بأعماله النحتية الكبيرة حيث قدم في هذا المعرض عملا تصويرياً منفذاً بصيغة الحفر.
النحت
أيضاً تقدم فن النحت هذا العام على التصوير والحفر من حيث قيمة الأعمال المشاركة باعتراف عدد كبير من الفنانين رغم كلفة بعض الأعمال الكبيرة وخاصة تلك التي تستوجب عمليات السكب والصب مثل البرونز والمعادن الأخرى، وقد جاءت أغلب الأعمال منفذة من خامات الحجر والخشب والحديد وقسمت حسب خاماتها وتميزت أعمال التشكيل بالمعدن من خلال اللحام وتداخلها مع خامة أخرى داعمة في التكوين والارتكاز. وتميزعدد كبير من الأعمال نذكر بعض أسماء أصحابها: مصطفى علي – فؤاد طوبال – عفيف آغا – غاندي خضر – إخلاص الفقيه – معروف شقير وفؤاد أبو عساف ووائل هلال ونجود الشمري على البازلت وعملاً جصياً للفنان محمد أبو خالد يمثل ماكيتاً لعمل نصبي يجسد إمرأة جولانية تقف بشموخ وتعالي.
أكسم طلاع