“الجريمة الالكترونية بين الواقع والتطبيق” في محاضرة عن التوعية الالكترونية
باتت المواقع الالكترونية واقعاً مفروضاً على جميع مناحي الحياة المختلفة، وأصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءاً من يومياتنا شئنا أم أبينا بكل ما تحتويه من إيجابيات أو سلبيات، وبالطبع فإن ما يحدد طبيعة تأثيرها هي طريقة تعاطي كلاً منا معها والتي يجب ألا تخلو من الحذر والحيطة، ولذلك أصبحت التوعية عن الاختراقات الإلكترونية والتأثيرات السلبية وضرورة ضبطها بقوانين ناظمة لعملها إشكالية لابد من تسليط الضوء عليها، وعن هذا جاءت محاضرة (الجريمة الإلكترونية بين الواقع والتطبيق) والتي قدمها المحامي جرير الفحل مؤخراً في صالة جمعية الكسوة للأعمال الخيرية.
مواجهة الابتزاز
تناول المحاضر في البداية تعريف مصطلح الجريمة الالكترونية موضحاً أنها الممارسات التي توقع ضد فرد أو مجموعة من الأفراد مع توفر باعث إجرامي بهدف التسبب بالأذى لسمعة الضحية عمداً، أو إلحاق الضرر النفسي والبدني به سواء أكان ذلك بأسلوب مباشر أو غير مباشر، متابعاً: ويتم ذلك بالاستعانة بشبكات الاتصال الحديثة كالانترنت وما تتبعها من أدوات كالبريد الالكتروني وغرف المحادثة، وكذلك الهواتف المحمولة وما يتبعها من أدوات كرسائل الوسائط المتعددة، ثم تحدث جرير عن أهمية قانون الجرائم الالكترونية ولماذا تم وضع هذا القانون ووضع تعريف محدد له ثم تطرق إلى ذكر بعض الجرائم وعرض لنماذج لها، ليشير بعدها إلى أساليب الحماية الالكترونية مركزاً على مجموعة من الخطوات التي يمكن من خلالها مواجهة الابتزاز الإلكتروني ويمكن اعتبارها خطة تعامل مع مرتكب هذه الجريمة وهي ضرورة إخبار عائلتك بالأمر وفي حال الخوف من عدم تقبل الموضوع من قبل أحد أفراد العائلة يفضل ترك إخباره لمن يتسم بالتروي، وعدم تهديد مرتكب الجريمة بأنك سوف تشتكي عليه للجهات المختصة، وأخذ لقطة شاشة لجميع التهديدات وطباعتها على ورق بما فيها رابط حساب المعتدي، أيضاً تجنب استخدام الفوتوشوب على الأدلة الرقمية كي لا يدمر هذا التصرف الدليل الموجود، بالإضافة إلى تجنب حذف المحادثات من الجهاز الخليوي كونها يجب أن تبقى للمراجعة والتثبت من وجود الاعتداء عند إجراء الخبرة الفنية، كما وشدد جرير على ضرورة عدم إخبار من لا نثق به لأن الجاني قد يكون من الوسط القريب والمحيط بك، وكذلك عندما نشك بأشخاص معينين يجب تجنب ذكر اسم أي شخص منهم أثناء تقديم الشكوى في حال عدم التأكد من أنهم من يقومون بالاعتداء الالكتروني.
توعية الكترونية
وأكد جرير على عدم الاستجابة لمطالب المعتدي أو تهديداته مهما فعل أو هدد ومن ثم الذهاب برفقة أحد الأقارب لتقديم معروض للنيابة العامة وهناك نقوم بذكر كل ما حصل معنا ونطلب في نهايته إحالة المعروض للجهات المختصة التي بدورها ستحيلك لإدارة الأمن الجنائي- فرع مكافحة جرائم المعلوماتية، كما علينا الانتباه إلى كتابة اسم صفحة من قام بتهديدنا بدقة، ولفت جرير في النهاية أنه عند الوصول للفاعل الحقيقي قد يلجأ أحياناً لمجموعة من الأساليب المختلفة لإسقاط الدعوة المقامة ضده وهنا علينا التفكير جيداً قبل التسرع في الاستجابة لمطالبه، خاتماً بالقول طالما أنكم لم ترتكبوا أي شيء خاطئ، عليكم أن تثقوا بأنفسكم وتدافعوا بكل قوة عن حقوقكم.
من جانبه أكد محمد خير صخر مدير المركز الثقافي في الكسوة على أهمية موضوع الجرائم الالكترونية الذي بات مشكلة تفرض نفسها على كل المفاصل المختلفة، ولذلك تأتي هذه المحاضرة في توقيت مناسب لكي ترفع من حجم المعرفة والثقافة بقانون الجرائم الالكترونية وتعرف جميع الفئات بتفاصيله، مضيفاَ: أنها أيضاً تنبه الأجيال الشابة إلى الحذر والحيطة والوعي في التعامل مع الوسائل الالكترونية المختلفة من أجل عدم التعرض لمخاطر الجرائم الالكترونية، مؤكداً على ضرورة عدم الهلع والتعامل بتروي عند وقوع أي ابتزاز والتصرف بطريقة سليمة وواعية.
لوردا فوزي