الأتراك باقون في بيوتهم ليلة رأس السنة الجديدة
“البعث الأسبوعية” ــ وكالات
في ظلّ ارتباك وتعنّت حكومي منذ بدء أزمة كورونا في بلاده آذار الماضي، وعدم الاعتراف في وقت مبكر بالوضع الصحي الكارثي عبر اعتماد حيلة غير مسبوقة لتزوير بيانات كورونا، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن تركيا ستفرض إغلاقاً تاماً اعتبارا من 31 كانون الأول الجاري لوقف انتشار فيروس كورونا. وقال بعد اجتماع لمجلس الوزراء إن حظر التجول في جميع أنحاء البلاد سيبدأ الساعة 9 مساء عشية رأس السنة الجديدة وينتهي في الخامسة من صباح 4 كانون الثاني.
وخلال هذا الوقت، سيتعين على الأتراك البقاء في منازلهم، دون تقديم معلومات عن الاستثناءات المحتملة حتى الآن. وشهدت حالات حظر التجول الأخيرة استمرار فتح المحلات التجارية والسوبر ماركت، مع إغلاق المطاعم والمقاهي.
وبرّر أردوغان أنّ بلاده ستفرض إجراءات عزل عام كاملة لخمسة أيام للمحافظة على المكاسب التي جرى إحرازها لمواجهة جائحة كورونا، في حين أظهرت البيانات الرسمية عدم تحقيق أيّ تراجع في مُعدّلات الإصابة.
ويأتي هذا الإعلان في الوقت الذي أعلنت فيه تركيا عن أعلى حصيلة يومية للوفيات المرتبطة بفيروس كورونا، والتي تتجاوز المئات كل يوم.
وكان قد تم بالفعل تشديد الإجراءات منذ بداية الشهر الجاري مع فرض عمليات إغلاق في نهاية الأسبوع. ويسري حظر التجول بين الساعة 9 مساء و5 صباحاً طيلة الأسبوع.
وعلى عكس كافة دول العالم الأخرى، كانت وزارة الصحة التركية تنشر الحصيلة اليومية للمصابين، وفي الوقت نفسه ظهرت عليهم أعراض الإصابة، أيّ أنّ الأرقام التي أعلنت من قبل كانت تستثني أولئك الذين لا تظهر عليهم أعراض المرض.
يذكر أن تركيا، التي يبلغ عدد سكانها 83 مليون نسمة، سجلت 86 ,1 مليون إصابة، و16646 حالة وفاة.
وقالت سيبنيم كورور فينجانجي عضو المجلس التنفيذي للجمعية الطبية التركية “تي تي بي” إن “تلاعب” الحكومة بالبيانات “يمنعنا من اتخاذ الإجراءات الاحترازية الضرورية بالحياة العملية في المدارس ووسائل النقل العام”. وأضافت أن “مثل هذا الإهمال هو انتهاك للحق في الصحة والحياة”.
وفي أواخر تموز الماضي، قامت تركيا بتغيير صياغتها لبيانات كورونا اليومية لتحدد عدد المصابين بكلمة “المرضى” الجدد وليس “الحالات” الجديدة، ولم تتخلّ عن إجراءاتها هذا إلا قبل نحو أسبوعين.
وأوضح قوجه أنه “ليس كل حالة هي مريض. لأن هناك أشخاصاً تكون نتيجة تحاليلهم إيجابية لكن لا تظهر عليهم أعراض على الإطلاق. وهذه “الحالات” تشكل الغالبية العظمى”.
لكنّ رئيس الجمعية الطبية التركية السابق سنان أديامان، قال إنه “لا يوجد فرق بين حالة ومريض في المصطلح الطبي. الوزير يربك العامة”.
وسبق أن حذّرت الجمعية، من بين جمعيات أخرى وأحزاب معارضة، مرارا وتكرارا من أن الأعداد الرسمية مضللة.