الخط العربي في صالة الشعب للفنون
بمناسبة المعرض السنوي للخط العربي الذي يقام حالياً في صالة الشعب للفنون الجميلة ضمن فعاليات أيام تشكيلية ويرافقه في المكان ذاته من صالة العرض أعمال معرض الخزف والتصوير الفوتوغرافي.
ربما يعتقد غالبية المشتغلين في الشأن الثقافي والتشكيلي أن فن الخط العربي ينتمي للفنون الحرفية والأعمال التقليدية الجميلة ولا يمكن أن يكون من عائلة الفنون التشكيلية لأسباب متعلقة في وظيفته الدلالية لما يحمله من معنى مكتوب، فالسبق لغوي يتبعه بلاغة الصورة ورسم الحرف، وفي ضفة أخرى ينظر للخط العربي على أنه فن العرب والمسلمين الأول لما يحمل من تجلي في كتابة النص القرآني ورسم حروف كلماته بأقلام متعددة وقد سميت خطوطه بأسماء أقلامه وحواضر العرب مثل خط الثلث والكوفي الذي تفرع منه خطوطاً عديدة كالخط القيرواني والنيسابوري والكوفي الفاطمي والعديد من الخطوط الأخرى وتحسب هذه التفرعات من ثراء هذا الفن وغناه، وقد أضحت هذه الكتابات بمثابة علامة بصرية فارقة لفترة زمنية من الحضارة الإسلامية، وتسابقت دول إسلامية أخرى على تشجيع نوع من هذه الخطوط دفعا بمدارس تعنيها في هذا الاتجاه يحسب في ميزان التنافس ونشر مشروعها الثقافي المتبوع بالسياسي وتأكيداً لدورها الإقليمي وقد أقيمت في تلك البلدان المسابقات الخاصة بفن الخط بجوائز عالية منها ما هو في تركيا وإيران ودول الخليج العربي والسعودية، وقد حصد الخطاطون السوريون أغلب هذه الجوائز منهم “عدنان الشيخ عثمان- محمد فاروق الحداد- خالد الساعي– عبيدة البنكي..”، وتزهو دمشق بخطاطها الراحل محمد بدوي الديراني الملقب بخطاط بلاد الشام في النصف الثاني من القرن الماضي الذي أبدع في خلق سمة خاصة بالخط وجعلها أكثر ليونة وتحبباً للناظر ولا نغفل في هذا المقام الأساتذة من الخطاطين السوريين الذين أثروا هذا الفن بأعمالهم: ممدوح الشريف– عبد العزيز الرفاعي– أحمد الباري، ويتابع بعدهم جيل جديد موزع على عواصم الدول العربية يقوم بالتدريس وإنتاج لوحة الخط وأشهرهم الخطاط شكري خارشو الذي درس مادة الخط في معهد الفنون التطبيقية التابع لوزارة الثقافة منذ بداية تأسيس المعهد وتخرج منه العديد من الخطاطين الشباب.. نختتم بالسؤال متى تشهد دمشق مهرجانها الخاص بالخط العربي والمسابقة التي تحمل اسم خطاطها الرائد بدوي الديراني؟
أكسم طلاع