سناء بركات والغناء العاطفي السرياني في الاوبرا
رسمت سناء بركات الابتسامة على وجوه جمهور الاوبرا في غنائها العاطفي للأغنية السريانية “بوثوغينخ”، ألحان حبيب موسى، وتدوين موسيقي جورج طنوس، لوقع كلماتها الحزينة “بعد عيونك يا حبيبتي، لم يعد هناك حب ولا قلب”، وألحانها الشفافة المستمدة من التراث الغنائي السرياني القديم بالتوزيع الاوركسترالي، في الأمسية المنوعة بين الغناء السرياني والعربي التي قدمتها على مسرح الدراما في الاوبرا بمرافقة الفرقة المؤلفة من الوتريات والغيتار والبزق والقانون والناي والدرامز والإيقاعيات، بقيادة عازف الكمان جورج طنوس.
تضيف هذه الأمسية نجاحاً جديداً في مسار مشروعها الغنائي السرياني بعيداً عن التراتيل والمقطوعات الدينية، فتمكنت من خلال أمسياتها من تقريب التراث الغنائي السرياني العاطفي والفلكلوري من جمهور الاوبرا الذي بات شغوفاً بصوت بركات وتدرجاته ضمن طبقة الآلتو، لاسيما أنها تشارك بالغناء الاوبرالي أيضاً، كما غنت “غنوتو دحوبو”، ألحان وتدوين غابي مسو، وهي تصف حالة عاطفية تتداخل مع الطبيعة “نام قمر الليل، وانطفأت آخر نجمة..”. أما الأغنية الثالثة فكانت من التراث الشعبي السرياني، وتقوم على إيقاع راقص مع دور الأكورديون والإيقاعيات وصولو الناي مع الفرقة، وتدل على الرقص الجماعي “زمرينا ورقدينا” سرياني وسريانية، نغني ونرقص، وللصباح سوف نسهر. وأبدعت بركات بأغنيتها الخاصة “هالوردة”، كلمات وألحان نسيم ديب، توزيع شعلان الحموي، “ع المقعد الفاضي، رح تدبل وتنسانا”، بمرافقة البيانو في المقدمة، ومع الغناء العازفة راما نصري، والقفلة مع نغمات البيانو، فأوحت بالتقارب مع رومانسية أغنيات فيروز.
وتغيّرت أجواء الأمسية مع الغناء القديم، وجمالية المقدمة الموسيقية، وإيقاعها الراقص، وتكثيف الجمل اللحنية بأغنية محمد عبد الوهاب، وتوزيع جورج موسى “كان أجمل يوم”، وتميزت بمشاركة عازف الترومبيت دلامة شهاب على المسرح بصولو منفرد، وبتناغم الأكورديون وسام الشاعر، ومع الفرقة، ثم غنت ليالي الأنس، ألحان فريد الأطرش، وتوزيع كمال سكيكر، وتميزت بدور الإيقاعيات.
من التراث القديم غنت “يا مسافرة بالبحر”، ألحان انطون الحلبي، وتوزيع كمال سكيكر، وسُبقت بصولو القانون، والبداية الغنائية مع الآهات، ومرافقة الفرقة بدور خاص للناي والتشيللو.
وكما يحب جمهورها غنت بركات لزكي ناصيف “حبايبنا حوالينا”، تميزت بدور الأكورديون، وتابعت بالغناء لماجدة الرومي “لأنك عيني”، وتميزت بالغناء باللغة الفصحى “لأني أغني”، ألحان شربل روحانا، وتوزيع كمال سكيكر، وبدت فيها التدرجات بمقامات الصوت، لاسيما “وحين احترقنا وحين افترقنا”. كما عزفت الفرقة مقطوعة الموسيقا الآلية أورنينا آلهة الموسيقا، ألحان وتدوين غابي مسو. وتحدث قائد الفرقة جورج طنوس عن مشروع سناء بركات بإحياء الغناء السرياني، وأوضح بأن الفرقة ليست مستقلة، وإنما هي تجمع عدد من الموسيقيين الأساتذة الأكاديميين المشاركين بشكل دائم في أمسيات الاوبرا.
ملده شويكاني