تزايد الطلب وتحسّن المردود يعيدان زراعة السمسم الحوراني إلى الواجهة
أثمرت جهود أحد المزارعين، التي استمرت أربع سنوات، إنتاج بذار محسّن من السمسم السداسي، الذي ينتج نحو 340 كغ في الدونم الواحد، علماً أنه اختبر الإنتاج فعلياً، خلال الموسم الفائت، وأنتج أكثر من 350 كغ، في محاولة منه للتوسّع في زراعة هذا المحصول، الذي زاد الطلب عليه خلال العقد الأخير.
ويقول المزارع، الذي يزرع السمسم في منطقة السّريّا شرق جاسم في ريف درعا: إن أهم ما يتميز به هذا الصنف هو نوعيته الجيدة ومقاومته للأمراض، ولاسيما مرض الذبول الذي يصيب المحصول عادة، مشيراً إلى أنه رفض بيعه لبعض الجهات التي عرضت شراءه، وآثر توزيعه على المزارعين، رغبة منه في توسيع وتطوير زراعة هذا المحصول.
انتشار..
وتأتي الجهود التي بذلها هذا المزارع ويبذلها غيره، في سياق توسّع جديد في زراعة السمسم بدأت تشهده المحافظة، بعد أن طوى الزمن مثل هذه الزراعة عقوداً طويلة، إثر غياب الكثير من الزراعات كالحلبة والترمس والبقوليات وغيرها.. لمصلحة الخضار والحبوب، وذلك نظراً لمردوديتها وإنتاجيتها العالية، فقد سجّلت بعض مناطق المحافظة، قبل الأزمة، مثلاً إنتاج أعلى دونم بندورة في البلاد وصل إلى 20 طناً، وقريباً من هذا المستوى للبطاطا أيضاً، فضلاً عن الحاجة الكبيرة لهذه المحاصيل، إذ لا يمكن، على سبيل المثال، مقارنة الطلب على السمسم بالطلب على القمح أو الخضار.
أولوية..
من جهته أكد مدير التخطيط والإحصاء في مديرية زراعة درعا حسن الأحمد أن السمسم محصول صيفي آخذ بالتوسع والانتشار، لكنه يتعرّض لمنافسة شديدة من المحاصيل الصيفية الأخرى، حيث تعطي المديرية الأولوية للمحاصيل العلفية اللازمة لاستمرار الإنتاج الحيواني، ولا سيما في ظل ارتفاع أسعار الأعلاف المستوردة على نحو غير مسبوق، لافتاً إلى أن خطة زراعة السمسم للموسم المقبل بلغت 416 هكتاراً، وذلك انخفاضاً من 700 هكتار للموسمين الفائتين.
أربعة أصناف
سبق أن أجري بحث حول السمسم في منطقة نوى، واستهدف دراسة استجابة أربعة أصناف من السمسم (محلي إدلب، زوري، حوراني محسّن، سوداني بني) لأربع معـاملات ري (زراعـة مطريـة دون ري، رية تكميلية خلال مرحلة تشكّل الفروع، ريتين تكميليتين خلال مرحلة التشكّل ومرحلـة تشكّل العلب الثمرية، ثلاث ريات تكميلية خلال مرحلة التشكل، ومرحلة تشكل العلب الثمرية ومرحلة امتلاء البذور).
وأظهرت نتـائج التحليـل الإحصائي وجود تباين وراثي معنوي في استجابة الأصناف المدروسة لمعـاملات الري المطبّقة، إذ سجّل الصنف (محلي إدلب) أعلى القيم في الصفات المدروسة كلهـا، وبالتـالي أعطـى مقارنةً مع باقي الأصناف المدروسة. واستنتجت ضرورة تزويد نباتات السمسم بثلاث ريات خلال المراحل الحرجة (تشكّل الفـروع والعلب الثمرية وامتلاء البذور).
تنامي الطلب
يغطي السمسم المستورد -من السودان بالدرجة الأولى- أغلب حاجة البلاد من هذه المادة المهمة للصناعات الغذائية، وقد تضاعفت أسعاره في السنوات الأخيرة، تحت تأثير تذبذب أسعار الصرف، ما حدا بالمنتجين، ولا سيما في صناعة الحلاوة والطحينة والحلويات، إلى البحث عن المنتج المحلي، ما أسهم في التوسّع في زراعته، في محاولة لتوفير البديل، وتقليل تكاليف الإنتاج للسيطرة على سعر المبيع للمستهلك، فمثلاً يشكل ارتفاع سعر السمسم عاملاً مهماً في زيادة أسعار الزعتر، الذي يدخل في صناعته بنسبة 40% للنوع العادي، و60% للممتاز، إلى جانب المكوّنات الأخرى طبعاً كالسماق والبزر وملح الليمون والشمرا والقضامة والفستق وغيرها..
ويشير رئيس لجنة الحلاوة في غرفة صناعة دمشق وريفها فريز الحلواني، إلى أن كل كيلوغرام من السمسم يعطي 800 غرام من الطحينة، التي تشكل 50% من تركيب الحلاوة، بينما يشكل السكر الـ50% الأخرى، وبالتالي تعتمد هاتان الصناعتان على هذا المنتج بشكل رئيس، ولا يقلل من هذا الاعتماد إلا الغش والتلاعب بالمواصفات..!.
إنتاج الغلة
ويبلغ متوسط إنتاج الدونم الواحد في سورية من السمسم 25 كغ للبعل، و80 كغ للمروي، وهو من المعدلات المنخفضة، حول العالم، حيث يتراوح إنتاج الهكتار بين 200 – 2300 كغ، بينما لا تتجاوز لدينا إنتاجية الهكتار 300 كغ للبعل، و1000كغ للمروي، علماً أن حلب والحسكة والرقة ودير الزور هي أبرز مناطق الإنتاج.
أحمد العمار
ournamar@yahoo.com