بكين تتهم واشنطن باستخدام نفوذها لقمع الشركات الصينية
عارضت الصين بشدة إضافة الولايات المتحدة 59 كياناً صينياً إلى قائمة الكيانات الخاصة بضوابط التصدير والرقابة على الصادرات، وقال متحدث باسم وزارة التجارة الصينية: إن الصين ستتخذ الإجراءات الضرورية لحماية الحقوق والمصالح المشروعة للشركات الصينية، مشيراً إلى أن “الولايات المتحدة استخدمت نفوذها مجدداً لقمع الشركات الصينية”.
وأكد المتحدث أنه “من خلال المزاعم الأمريكية المتعلقة بالأمن القومي وإساءة استخدام ضوابط التصدير بشكل متكرر والإجراءات الأخرى التي تمارسها لقمع الشركات والمؤسسات والأفراد في البلدان الأخرى فإن الولايات المتحدة تعطل بشدة النظام الاقتصادي والتجاري الدولي، وبالتالي فإنها تمثل تهديداً خطيراً لأمن الصناعة العالمية وسلاسل التوريد، وهذا لن يكون لمصلحة الصين والولايات المتحدة والعالم بأسره”.
ودعا المتحدث الولايات المتحدة إلى التوقف عن تلك الممارسات أحادية الجانب والرعناء وإلى ضرورة منح الشركات الصينية والأجنبية الأخرى معاملة عادلة، مضيفاً: “يتعيّن على الولايات المتحدة أن تقوم بالمزيد لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري لتعزيز الانتعاش الاقتصادي العالمي”.
من جانبها، أكدت وزارة التجارة الصينية، السبت، أنها “تعارض بحزم” الخطوة الأمريكية التي ستؤثر على أكبر شركة مصنّعة للشرائح الإلكترونية في البلاد “سميك” وتعهّدت بـ “اتّخاذ الإجراءات اللازمة” لحماية حقوق الشركات الصينية.
واتّهمت الوزارة الصينية الولايات المتحدة “بانتهاك الرقابة على الصادرات وغير ذلك من الإجراءات لمواصلة قمع” الكيانات الأجنبية، وحضّت واشنطن على “التوقف عن الأحادية والتنمّر”.
ويأتي الإعلان الأمريكي الصادر في وقت يشارف عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب على نهايته، بعدما توترت العلاقات بين واشنطن وبكين في ظل إدارته التي شهدت انطلاق حرب تجارية بين البلدين، بينما أدرجت الولايات المتحدة مئات الشركات الصينية وفروعها على قائمتها للكيانات الخاضعة للعقوبات.
وأشار وزير التجارة الأميركي ويلبر روس، الجمعة، إلى أن الإجراءات ستحد من إمكانية قيام الشركات الأميركية بتعاملات تجارية مع تلك الصينية الخاضعة للتدابير.
يذكر أن “سميك” تلقّت دعماً بمليارات الدولارات من بكين وتعد في صلب جهود البلاد لتطوير اكتفاءها الذاتي تكنولوجياً. ويعني فرض قيود عليها أنه سيكون على الشركات الأميركية التقدّم بطلب للحصول على رخصة قبل التصدير إلى “سميك” وتستهدف خصوصاً قدرة الشركة الصينية في الحصول على المواد اللازمة لإنتاج شرائح بحجم 10 نانومتر أو أصغر، والتي تعد النخب الأول في القطاع.
وفي سياق منفصل، أعلن الجيش الصيني أنه تعقب سفينة حربية أمريكية أثناء مرورها عبر مضيق تايوان، مؤكداً أن مثل هذه الانتهاكات الأمريكية من شأنها تعريض السلام والاستقرار في المضيق للخطر.
وقالت القيادة الشرقية للجيش الصيني في بيان: أن “قواته الجوية والبحرية تعقبت وراقبت السفينة الحربية الأمريكية خلال إبحارها” وأكد أن “مثل هذه الانتهاكات المتكررة تعرض السلام والاستقرار في المضيق لخطر كبير”.
وأضاف البيان إن الولايات المتحدة “تشارك في استعراض للقوة وتحاول استخدام تايوان كبيدق لأغراض استراتيجية أنانية”.
من جانبها زعمت البحرية الأمريكية أن المدمرة “يو إس إس موستين” أجرت عبوراً روتينيا عبر مضيق تايوان.
وكان الجيش الصيني أعلن رصده ومتابعته سفينة حربية أمريكية تبحر عبر مضيق تايوان في تشرين الأول الماضي، مؤكداً في بيان أن الولايات المتحدة تقوض السلم والاستقرار في المضيق بشكل خطير وطالب واشنطن بوقف تصرفاتها الاستفزازية.
وفي وقت سابق، أكد عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي أن تدخلات الولايات المتحدة بشؤون بلاده تسببت بتدني مستوى العلاقات بين بكين وواشنطن.
ونقلت وكالة شينخوا عن وانغ قوله خلال اجتماع عقد عبر تقنية الفيديو مع جمعية آسيا في الولايات المتحدة.. تدخلت الولايات المتحدة في الشؤون الداخلية للصين في مجموعة من القضايا وأضرت بمصالح الصين ما دفع العلاقات بين الصين والولايات المتحدة إلى أدنى مستوى لها منذ إقامتها قبل 41 عاما.
ودعا وانغ الجانبين الأمريكي والصيني إلى تحمل المسؤوليات الواجبة كدول رئيسية في غمار تفشي فيروس كورونا لافتاً إلى أن جميع دول العالم باتت في العام الجاري أكثر وعيا بالحاجة إلى تعزيز التنسيق والتعاون الدوليين في مواجهة التحديات العالمية في ظل تفشي الفيروس ولا سيما دور الدول الكبرى في تقديم نموذج يحتذى به.
وقال وانغ.. إنه يتعين على الصين والولايات المتحدة تبني تصور متبادل صحيح تجاه بعضهما البعض بما يتماشى مع اتجاه العصر والاستجابة لنداء المجتمع الدولي وتحمل المسؤوليات الواجبة كبلدين رئيسيين”.
ولفت وزير الخارجية الصيني إلى التزام بلاده بسياسة خارجية مستقلة تتميز بالسلام وعدم اعتزامها التنافس من أجل الهيمنة أو التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى أو تصدير أنظمتها وأنماطها التنموية مشيراً إلى ارتكاب بعض السياسيين الأمريكيين سلسلة حسابات استراتيجية خاطئة بشأن القضايا المتعلقة بالصين.
ودعا وانغ واشنطن إلى العمل على إقامة حوار بناء مع الصين يقوم على معالجة بعض القضايا البارزة ومسارات التنمية بشأن الاقتصاد والتجارة بدلاً من المواجهة والعقوبات وتحويل الاحتكاكات إلى تعاون بشأن القضايا البحرية.
وكانت الصين جددت أمس التأكيد على التزامها بمبدأ عدم التدخل فى الشؤون الداخلية للدول الأخرى مشددة على أن الادعاءات الأمريكية حول “تأثير صيني” مزعوم في الانتخابات الرئاسية مفبركة ولا أساس لها.