جنون في أسعار لحوم العواس.. والمربون يطالبون بخصوصية قيم الأعلاف واللقاحات
حماة- حسان المحمد
يتسبّب ارتفاع أسعار لحوم أغنام العواس بإقبال المقتدرين مادياً فقط، أما حصة الفقراء فتبقى النظر عن بعد بسبب محدودية دخلهم، ولاسيما أن من يدخل سوق الأغنام بحماة يرى العجب من جنون أسعارها!.
وتخضع أسعار القطيع لعملية العرض والطلب بحسب المربين الذين بيّنوا أن السوق تشهد حركة كبيرة خلال ساعات الصباح من السابعة صباحاً وحتى الحادية عشرة، مشيرين إلى تأثير الظروف الجوية وقلّة المراعي وارتفاع أسعار الأعلاف على المربين وانخفاض أعداد الأغنام في حظائرهم.
ويذكر آخرون ممن يعملون في السوق ويتواجدون بشكل يومي أن سعر كيلو الخروف الحيّ غير مستقر خلال الفترة الراهنة، وهناك غلاء فاحش يتراوح مابين 5300 و6300 ليرة، إضافة إلى غلاء الأعلاف التي يصل سعرها إلى 750 ليرة للكيلو الغرام الواحد، بينما يصل سعر الشعير إلى 550 ليرة “أي أن المربي يحتاج يومياً إلى ما قيمته 1500 و2000 ليرة كعلف لرأس الغنم الواحد”. فيما يرى كثيرون أن حركة السوق كانت أفضل، لكن ظروف الحرب أدّت للفوضى، وهناك سرقات كثيرة للقطعان عدا عن تهريبها لدول الجوار ولجوء أغلب المربين للسكن في المدن بعد أن تمّ تهجيرهم من قبل العصابات الإرهابية. ويشاطرهم الرأي مربون آخرون، مبيّنين أن حركة البيع والشراء شهدت تراجعاً كبيراً وركوداً نتيجة الارتفاع الكبير في أسعار الأعلاف وانعكاسها على أسعار الخراف والماعز وارتفاع أسعار اللقاحات البيطرية وقلّة فسحة المراعي.
وبرأي التّجار الذين ينشطون في تجارة وبيع الأغنام أن الحلّ الوحيد للسيطرة على أسعار اللحوم يكمن في تدخل مؤسسات الدولة وتوفير الأعلاف بأسعار ملائمة للمربين، والعمل على إعادة إحصاء الثروة الحيوانية في المحافظة، لافتين إلى أن جميع من يعمل في هذه المهنة مرخصون ويدفعون رسوماً سنوية لقاء عملهم ضمن السوق.
في ظل هذا الارتفاع الجنوني لأسعار اللحوم، لابد من العمل على تفعيل دور مؤسّسات التدخل الإيجابي وتكثيف حملات الرقابة التموينية على محلات الجزارين الذين يستغلون الأزمة ويقومون برفع الأسعار، خاصة وأن سعر الكيلو الواحد من لحم الغنم وصل في بعض المناطق إلى ما يقارب 20 ألف ليرة وسط حالة من الركود تشهدها الأسواق!.