رحيل شيخ الناشرين في حمص
حمص – آصف إبراهيم
فقد الوسط الثقافي في حمص الباحث والناشر عبد الجبار نبيه الجندلي صاحب دار الإرشاد للنشر والطباعة والتوزيع الذي يشكّل رحيله خسارة كبيرة لصناعة الكتاب وللثقافة عموماً، بعد أن قاوم كل ظروف وصعوبات صناعة الكتاب الورقي وبقي صامداً في مكتبته ودار النشر التي أسّسها عام 1968 المتميزة ببنائها القديم وحجارتها السود وسط مدينة حمص.
آخر ما قام به الراحل كان معرض الرواية بالتعاون مع مديرية الثقافة وفرع اتحاد الكتّاب العرب، وفيه قدّم عروضاً وحسومات مجزية لإعادة الألق المفقود للكتاب الورقي، منها ما هو رمزي كتقديمَ أربع روايات بمبلغ بسيط لا يتعدى خمسمئة ليرة سورية، إذ أقبل النّاس من مختلف فِئات الأعمار على الشّراء، وقال حينها عن فكرته إنها نابعة من اهتمام أغلبية القراء بالرواية والقصة وتأثرهم في الوقت نفسه بالوضع الاقتصادي، فكان من واجبنا تقديم عرض يروي لجمهور القراءة شغفه ويراعي ظروفه، مبيناً أن الإرشاد للثقافة والطباعة أقامت أسبوع الرواية بهدف تشجيع القراءة ونشر الثقافة في المجتمع، وتشجيع الشباب للتعرف على أعلام الرواية في حمص وسورية والوطن العربي، وتضمن المعرض مئات العناوين الروائية الصادرة عن مختلف دور النشر، وكذلك منشورات وزارة الثقافة واتحاد الكتّاب العرب من أعمال روائية ومسرحية مترجمة للكبار وللأطفال.
ساهم الراحل الذي يعدّ شيخ الناشرين وكبير الوراقين من خلال دار الإرشاد بجهودٍ منفردة بطباعة العديد من الكتب لكُتّاب سوريين وعرب، كما كان له تجارب مهمّة في الكتابة للأطفال، منها قصصية كمجموعة “أبو حمشو الذكي” و”القط والفأر”، إلى جانب إعادة تحقيق العديد من الكتب التراثية وتبسيطها لتناسب مستوى تفكير الأطفال واليافعين.