اقتصادسلايد الجريدةصحيفة البعث

ملتقى دعم قطاع الأعمال في إدلب: خطوات قريبة في إعادة الإعمار وعودة المهجّرين

دمشق – ريم ربيع

تتوالى يوماً بعد آخر اللقاءات والنشاطات الهادفة إلى بحث عودة المهجّرين في الداخل والخارج إلى مناطقهم الأصلية، وتقديم الدعم اللازم لهم سواء أكانوا من سكان تلك المناطق أم من رجال الأعمال المستثمرين فيها، إذ يشكل هذا الملف اليوم إحدى أولويات الحكومة بالتشارك مع القطاع الخاص، ما دفع كلا الطرفين إلى اللقاء اليوم في ملتقى رجال الأعمال بغية دعم قطاع الأعمال في محافظة إدلب، واستعراض مراحل العودة وأبرز متطلباتها بعد تحرير أكثر من 50% من المدينة.

وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك طلال البرازي أكد أنه لا بد من بذل جهد مشترك وتكاتف الحكومة والفعاليات الاقتصادية، حيث سيتم العمل مع غرف التجارة قدر الإمكان لتسهيل عودة المهجّرين إلى مناطقهم، كاشفاً عن زيارات قريبة ومتتالية إلى محافظة إدلب حيث سيتم افتتاح غرفة تجارة وصناعة إدلب لتضم كل راغب بالمشاركة في إعادة الإعمار، معتبراً أنه رغم كل ما حدث من لقاءات ومبادرات فإن لهذه المبادرة وقعاً خاصاً إذ جمعت أبناء إدلب مع كلا القطاعين العام والخاص برعاية مباشرة من حزب البعث العربي الاشتراكي.

وأوضح البرازي أن الحكومة أعادت عدداً من المؤسسات للمناطق المحررة، ومع استمرار التحرير يوماً بعد آخر نشهد عودة الأهالي وافتتاح عدة مدارس، مضيفاً: إن الحديث عن العودة إلى إدلب ليس مجرد خطط خيالية وهناك نماذج عدة على ذلك كما في ريف دمشق وحمص ودير الزور.

أمين فرع ادلب لحزب البعث العربي الاشتراكي أسامة قدور فضل بيّن أن التركيز ينصبّ على عودة الحياة الاقتصادية والصناعية لإدلب، ودعم عودة الأهالي، فالأهم في هذه المرحلة أن يلمس المهجرون ثمار هذه المبادرة عبر تأمين فرص عمل لهم، مؤكداً الجهوزية لتبني أية مبادرة تدعم عودة المهجّرين.

وأوضح فضل أن هناك عدة مراحل للعمل أولها استثمار المساحات الزراعية المحررة، ثم تسويق المنتجات الزراعية والثروة الحيوانية في المنطقة، وتوفير فرص عمل عبر الصناعات التحويلية في هذين القطاعين، واستثمار المواقع السياحية، واستثمار الاتوستراد الدولي، داعياً رجال الأعمال إلى صيانة منشآتهم في المناطق المحررة والعودة إليها ومساندة أصحاب الورش بإعادة أعمالهم.

بدوره محافظ إدلب اللواء محمد نتوف أكد أهمية وقوف تجار دمشق إلى جانب المحافظة لدعم عودة مهجريها والبنى التحتية فيها، مشيراً إلى تشكيل لجان عدة حتى يبدأ المستثمرون والصناعيون والتجار بإنشاء مشاريع تخدم أهالي إدلب، والتركيز على المشاريع الصغيرة لإيجاد فرصة عمل لكل شخص، بينما اعتبر رئيس اتحاد غرف التجارة أبو الهدى اللحام أن الاتحاد والتجار معنيون بعودة الحياة لهذه المحافظة ذات الموقع الإستراتيجي، فهي تملك ثروة زراعية وسياحية مهمة جداً والجميع أصحاب مصلحة بعودة الحياة إليها ودعمها وإعادة النشاط الاقتصادي إليها.

وأشارت رئيسة مجلس أمناء مبادرة “إدلب رح ترجع وتتعمّر” فاطمة خميس إلى الجهود المبذولة لإعادة الإعمار في إدلب، حيث تم الانتهاء تقريباً من الناحية اللوجستية في عدد من المنشآت الحكومية والخاصة ليتم افتتاحها خلال أيام قليلة، مؤكدة ضرورة تبني أي مبادرة حالاً لدعم المحافظة بعد كل ما عانت منه خلال سنوات الحرب.

وتضمّنت مخرجات الملتقى الذي حضره محافظ دمشق ونائب رئيس مجلس الشعب وممثلون عن مؤسسات عامة وخاصة، تشكيل وفد من اتحاد غرف التجارة ورجال أعمال دمشق وريفها لزيارة المناطق المحررة والاطلاع على الاستثمارات، وإصدار تشريع خاص للاستثمار في إدلب، والمطالبة بتشكيل فريق حكومي لخدمة قطاع الأعمال وإعادة الإعمار، والعمل على نقل جميع الإدارات إلى محافظة إدلب في خان شيخون، ودعم العائدين بترميم بيوتهم، إضافة إلى دعم المهجّرين في المحافظات وخاصة في حماة واللاذقية.