الملتقى الأول.. دورة الأديب محمد أبو معتوق للقصة والرواية
حلب- غالية خوجة
احتفت سوريتنا الحبيبة، ومنها حلب باليوم العالمي للغة العربية، من خلال العديد من الفعاليات والأنشطة الأدبية والفنية والتشكيلية. وبهذه المناسبة أشعلت مديرية الثقافة بحلب ودار الكتب الوطنية بالتعاون مع اللجنة الفرعية لتمكين اللغة العربية، الشمعة الأولى للملتقى الذي سيكون دورياً سنوياً بدءاً من هذا العام، مع ملتقى الأديب محمد أبو معتوق للقصة والرواية.
توزّعت أيام الملتقى الخمسة على عدة فعاليات، أولها كان مساء الأحد الماضي متضمّنة كلمة لمدير الثقافة جابر الساجور، الذي خصّ “البعث” بقوله: تنبع أهمية اللغة العربية من التراث والجذور والهوية، وجميع محاولات العداء والظلاميين التي باءت وتبوء بالفشل تتجه إلى التأثير على هذا الضوء اللغوي الذي حافظ على كينونته المشعّة بحصانته التي فرضت نفسها على العالم، كون اللغة العربية نالت اعترافاً عالمياً يوم (18/12/1973)، وهو التأريخ الذي أصدرت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم (3190) تقرّ بموجبه إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة، وتعتبر العربية ثالث لغة عالمية، وتمتد على أكبر مساحة جغرافية وتأريخية وديموغرافية ينطق بها أهلها وغيرهم من سكان العالم. وتابع الساجور: هذا الملتقى هو الأول في حلب، وسيكون سنوياً لكتّاب حلب المعاصرين، كوننا أولى بالاحتفاء بلغتنا العربية وأدبائها وتطوير فنونها وجمالياتها المختلفة.
كذلك، تضمن اليوم الأول كلمة للأديب أبو معتوق مع تقديمه لمحاضرة “بين الرواية والحكاية والأسطورة”، الذي أكد على أهمية اللغة العربية وقيمتها الإبداعية في التعبير الأدبي المختلف، الذي بدأ مع الإنسان من الحكاية وتطور عبْر العصور إلى القصة والرواية والملحمة والأسطورة، حيث بدأت الفوارق الفنية بالوضوح بين الحكي والسرد. وأضاف: أشعر بالغبطة، وأشكر مبادرة مديرية الثقافة مممثلة بالساجور، والجهد القيّم للشاعر محمد حجازي مدير دار الكتب الوطنية، وحلب المدينة المتمتعة بحركية وجود مختلفة عن كينونة المدن الأخرى، وهذا ما حاولت كتابته من خلال أعمالي، ولاسيما “الأسوار”، و”العراف والوردة”، لينتج الدمج كثافة بين التأريخ والراهن المعاصر.
بدوره، أكد الشاعر محمد حجازي مدير دار الكتب الوطنية بحلب ومدير الملتقى على أهمية هذه المبادرة التي تحتفي باليوم العالمي للغة العربية وتعتبر تكريماً للأدباء الذين كانوا حراساً للغة العربية، ومنهم الأديب محمد أبو معتوق الذي يضيء الملتقى على أعمال هذا الكاتب الكبير ومنجزاته الكبيرة والمهمّة التي تجاوزت الثلاثين منجزاً أدبياً في أجناس متنوعة وأغنت الساحة الأدبية المحلية والعربية.
وتحدثت الكاتبة والإعلامية بيانكا ماضية: إن اللغة العربية هوية وانتماء وستعيد الإعمار والبناء كعادتها إنسانياً واجتماعياً، وضمن هذا البعد يأتي هذا الملتقى لترفرف بنا اللغة العربية بين حكاية وسرد ونقد ومزيد من المعرفة. بينما رأت القاصة والإعلامية إيمان كيالي أن أهمية الملتقى تنبع من محوره المخصّص لـ”أبـو معتوق”، مضيفة: كاتب نتعلّم منه ومن تجاربه واشتقاقاته الجديدة وأسلوبه وتركيزه على الأحداث غير المتوقعة للقارئ، فلغتنا هويتنا ونورّثها لأولادنا جيلاً بعد جيل، ونمنع إدخال المفردات الدخيلة عليها، وتابعت: تسعدني المشاركة بقصتي الاجتماعية الهادفة ومحورها المرأة الصامدة المدافعة التي تحصّن بيتها وزوجها وأولادها من الخراب.
وتعبّر أمسيتان قصصيتان في اليومين الثاني والرابع، وهما، توالياً، لكلّ من بشار خليلي، راما أبو معتوق، إيمان كيالي، محمد حجازي/ عبد الغني مخللاتي، عدنان كزارة، بسام الرمال، رياض نداف. بينما تتضمن فعالية اليوم الثالث ندوة حول الأعمال القصصية والروائية والمسرحية للكاتب محمد أبو معتوق، بمشاركة كل من د. بتول دراو، د. ساندرا عفش، د. وانيس بندك، وإدارة الكاتبة والإعلامية بيانكا ماضية. وختام أيام الملتقى محاضرة للدكتور عبد السلام الراغب بعنوان “جماليات اللغة العربية”.
يُذكر أن الأديب أبو معتوق مجاز في اللغة العربية، عضو اتحاد الكتّاب العرب، فاز مؤخراً بجائزة خير الدين الأسدي في دورتها السادسة عن مجمل أعماله ولاسيما أدب الأطفال لهذا العام، كما أنه يكتب في مجالات متنوعة منها القصة والرواية والمسرح والتلفاز والأدب الموجّه للأطفال، من إصداراته: شجرة الكلام، جبل الهتافات الحزين، هي أشياء لا ترى، ملحمة الأيام الفلسطينية، الأصدقاء والغابة، مسلسل أبو زيد الهلالي إخراج باسل الخطيب.