الرئيس الأسد يمنح الراحل وليد المعلم وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة
منح السيد الرئيس بشار الأسد الراحل وليد المعلم نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة، وذلك في حفل تأبين أقيم للراحل المعلم بمناسبة مرور أربعين يوماً على وفاته.
ومثّل السيد الرئيس بشار الأسد في حفل التأبين، الذي أقيم مساء اليوم في دار الأسد للثقافة والفنون بدمشق وسط حضور رسمي ودبلوماسي وشعبي، وزير شؤون رئاسة الجمهورية منصور عزام، الذي قدّم الوسام في ختام حفل التأبين لعائلة الراحل.
وأشار الوزير عزام في كلمة موجزة إلى مناقب الفقيد، الذي تميّز بالوطنية والحنكة والذكاء الدبلوماسي والصلابة في ساحات العمل السياسية والدبلوماسية، التي تماهى مع ميادينها حاسماً بهدوء وابتسامة، وفياً لبلاده، مدافعاً عنها حتى آخر رمق.
بدوره أكد الرفيق عضو القيادة المركزية للحزب رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام الدكتور مهدي دخل الله أهمية ترسيخ القيم النبيلة والوطنية التي كان يتمتع بها المعلم، وتجسّد انتماء أبناء سورية لأرضهم وهويتهم وثباتهم في الدفاع عنها، وأن سورية ولادة للأبطال والشجعان، مشيراً إلى أن التاريخ سيضيف إلى ذاكرته سجّلاً مشرفاً لرجل من رجالات سورية العظماء، منوّها بالدور الدبلوماسي المتميّز للمعلم ذي الشخصية الصلبة، المرنة والجادة، والصعبة السهلة، والعنيدة المتفاهمة.
وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد قال في كلمة الوزارة: إن بلدنا يفتقد اليوم قامة وطنية تتسم بالاحترام والمودة والخبرة حيث كان المعلم إنساناً مفاوضاً، وكاتباً، وصاحب عصف ذهني لا يتوقّف، حاد الذكاء والذاكرة، إلى جانب دماثته وقدرته على زرع الابتسامة على وجه كل من عرفه، وأضاف: نحن سائرون بكل ثقة وحزم ودعم لا يتراجع من الأشقاء والأصدقاء وكل الدول المحبة للسلام في العالم، وهذا ما أسس له قائدنا الرئيس بشار الأسد ونفّذه فقيدنا وليد المعلم.
من جهته وزير خارجية لبنان الأسبق عدنان منصور تحدّث باسم أصدقاء الفقيد، قائلاً: “خلال معرفتي بالمعلم عن قرب وجدت فيه أخاً ورجلاً وحدوياً وعروبياً بامتياز، مدافعاً عن سورية وقضايا أمته وحقوقها في جميع المحافل الدولية”، لافتاً إلى ما تمتّع به المعلم من حنكة ومسؤولية عالية وثبات وحزم في المواقف وهدوء وأسلوب راق، وحرص على وحدة سورية أرضا وشعباً، حيث استطاع أن يفشل ما حضّر المتآمرون على سورية وما خططوه لسلكها الدبلوماسي، فخابت آمالهم، وهو ما أثار دهشة العالم، وبقيت الدبلوماسية السورية علامة فارقة تتكلّم بلغة وطنية واحدة، تعبّر عن موقف مبدئي غير قابل للمساومة، مستذكراً الأحاديث السابقة مع المعلم، والتي تؤكّد حتمية انتصار سورية، المستمد من صمود قائدها وجيشها وشعبها، واندحار العدوان عنها.
من جانبه قال سفير الفاتيكان عميد السلك الدبلوماسي بدمشق الكاردينال ماريو زيناري في كلمة له خلال الحفل: إن الوزير المعلم كان دبلوماسياً ورجل حكومة قادراً على الدفاع عن قضية وطنه، وخاصة خلال سنوات الحرب التي تعرّضت لها سورية، مستذكراً موقفه خلال مؤتمر جنيف حول مباحثات السلام عام 2014 عندما قاطعه رئيس الجلسة من أجل الوقت المخصص فأجابه المعلم.. أنا حضرت إلى هنا من بعيد لأدعم بلدي، وأكمل كلمته حتى النهاية، وأضاف: “إن الوزير الراحل كان مثالاً للدبلوماسيين المخلصين لبلدهم”، معرباً عن أمله بأن تستعيد سورية دورها المهم اقليمياً ودولياً وتتابع عمليه إعادة الإعمار، داعياً كل المهجرين للعودة إلى بلدهم ومضاعفة الجهود من قبل المجتمع الدولي للمساعدة في إحلال السلام في سورية عبر الدبلوماسية ومن خلال الحوار.
وفي كلمة آل الفقيد التي ألقتها ابنته شذى المعلم تحدّثت عن الجانب الأبوي الحنون للوزير المعلم، الذي كان يغتنم اللحظات، رغم مشاغله ومسؤولياته الجمة، لمتابعة أحوال عائلته، مضيفة: “في الأوقات العصيبة التي مرّت بوطننا لم تفارق الابتسامة وجهه، فهو الأب الذي زرع فينا حب الوطن والتواضع والأدب مع الآخرين، لنكون القدوة في سلوك الحياة الخاصة والعامة، وكانت سورية تحتل المساحة الأوسع في قلبه ووجدانه”، متوجّهة بالشكر لكل السوريين وللقيادة والحكومة الذين ساندوا العائلة بمشاعرهم الطيبة.
وتخلل حفل التأبين عرض فيلم وثائقي عن سيرة حياة الراحل المعلم ومواقفه الوطنية في المحافل الدولية وشهادات الزملاء في وزارة الخارجية والمغتربين وعدد من السفراء العاملين في دمشق.
حضر الحفل عدد من الوزراء والعلماء ورجال الدين والفكر والثقافة والفن والصحافة السوريين والعرب وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين بدمشق.