ترامب يبرم صفقة أخيرة مع النظام السعودي لتوفير الحصانة لبن سلمان
في صفقة أخيرة ربما قبل أن يغادر البيت الأبيض يعتزم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منح ولي عهد النظام السعودي صك براءة من ملاحقة معارضيه وإسقاط كل التهم الموجهة إليه في المحاكم الأمريكية وتوفير الحصانة الدائمة قبل بدء الرئيس المنتخب جو بايدن ولايته الرئاسية في العشرين من كانون الثاني المقبل، حيث قالت وسائل إعلام أميركية إن وزير الخارجية مايك بومبيو عاد إلى ممارسة مهامه في وزارة الخارجية قبل نهاية فترة الحجر الصحي المطلوبة، مرجحةً أن يكون الأمر متعلقاً بسعي إدارة ترامب إلى منح بن سلمان حصانة قانونية وإسقاط الدعوى ضدّه في مقتل جمال خاشقجي.
وقالت صحيفة “واشنطن بوست” إن إدارة الرئيس ترامب تبحث “طلباً سعودياً” لتوفير الحصانة لمحمد بن سلمان، في الدعوى المرفوعة أمام القضاء الأميركي من قبل ضابط الاستخبارات السعودي السابق سعد الجبري، الذي يتهم بن سلمان بإرسال فريق لاغتياله في كندا.
وفي بيان، قال خالد، نجل سعد الجبري الأكبر والمتحدث باسم العائلة، إن “دعم واشنطن للمطلب السعودي من شأنه أن يعطي الضوء الأخضر لمزيد من مؤامرات الاغتيال”. واعتبر أنه “إذا مُنحت الحصانة، فستكون أميركا منحت بن سلمان حصانة عن السلوك الذي نجح في قتل جمال خاشقجي وفشل في قتل والدي، كما أن عدم المساءلة شيء، والسماح بالإفلات من العقاب من خلال الحصانة مثل إصدار رخصة بالقتل شيء آخر”.
يأتي الطلب إلى إدارة ترامب في الوقت الذي أدانت فيه وزارة الخارجية وأسرة الجبري والمشرعون الأميركيون المؤيدون الرياض لاحتجازها اثنين من أبناء الجبري في محاولة لإسكاته.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، طلب محامو بن سلمان والمتهمون الآخرون في القضية، من قاضٍ فيدرالي رفض دعوى الجبري، متهمينه وأطفاله ورفاقه بإساءة الإنفاق أو سرقة 11 مليار دولار خصصها النظام السعودي لصندوق مكافحة الإرهاب تحت إدارته بين عامي 2001 و 2015.
وكان ترامب منع جهود الكونغرس للرقابة على النظام السعودي وتجنب انتقاد المملكة لانتهاكات حقوق الإنسان المزعومة. وبعد مقتل خاشقجي قبل عامين على يد سعوديين في اسطنبول، أعرب ترامب عن شكوكه في أن ابن سلمان كان له دور في القتل، متناقضا مع النتائج التي توصل إليها مجتمع استخباراته.
وقد يكون من الصعب على النظام السعودي إقناع الولايات المتحدة بمنح حصانة لابن سلمان بمجرد مغادرة ترامب لمنصبه، إذا قال الرئيس المنتخب جو بايدن إنه سوف “يعيد تقييم” أميركا بالرياض وندد بقتل خاشقجي. كما أشار إلى أنه سينهي الدعم الأميركي لعدوان النظام السعودي على اليمن.
وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال”، قد كشفت أن ولي عهد النظام السعودي حاول استدراج الجبري إلى تركيا لامتلاكه وثائق حساسة تتعلق بسياسة الرياض. وأكدت الصحيفة أن “هذه الوثائق تكشف وجود شبكة بمليارات الدولارات ساهمت في إثراء كبار المسؤولين الحكوميين السعوديين”.