مجلة البعث الأسبوعية

المنهج… والرؤى.. قراءة في حديث الرفيق الأمين العام في ملتقى وزارة الأوقاف

مكتب الإعداد والثقافة والإعلام المركزي

يقدم حديث الرفيق الأمين العام للحزب في الملتقى الدوري الموسع لوزارة الأوقاف (07/12/2020) , عدداً من الدروس والمقولات التي ترسم ملامح  الخطاب العصري الجامع وهو الخطاب الذي ينبغي أن يتخذه كل بعثي وكل سوري وعربي أداة علمية في الإقناع والحوار..

من أهم سمات هذا الحديث بوجه عام أنه جمع في تركيب منسق مقولات وأفكار تبدو متناقضة في ظاهرها لكنها متكاملة في جوهرها عبر منطق التفكيك وإعادة التركيب الذي يتفق مع منطق الحياة , أي المسار الحيوي القائم على  التركيب التكاملي .

 

منطق التركيب المتكامل (التشخيص الصحيح شرط المعالجة الصحيحة):مسألة منهج التحليل مهمة وضرورية. فهي ترسم طرق بناء الشيء على الشيء، النتيجة على السبب. وكي يكون هذا المنهج فاعلاً لا يمكن الاكتفاء بالتحليل الصوري الذي لا يذهب إلى ما هو أبعد من النتيجة والسبب، بل لابد من استخدام المنهج النقدي الجدلي الذي لا يبدأ بالسبب وإنما يتعداه إلى كشف جوهر الظاهرة أي مرتكزات وجود السبب نفسه.

 

هو منهج نقدي لأنه يكتشف الجوهر، ويكتشف أن الجوهر بطبيعته متحول  باستمرار، لذلك فهو يرى في أي “وضع راهن”، احتمالات التغيير , فيختار الأفضل الممكن من أجل المستقبل استناداً إلى الماضي. فتكون الحلول أكثر استجابة لمتطلبات الواقع.

 

وهو منهج جدلي لأنه يحلل النسق الحدوثي للحياة والمجتمع على أنه يقوم على تفاعل ووحدة المتناقضات، فيرى في الأزمة فرصة، وفي القلق حافزاً(القلق الإيجابي) وفي المحنة منحة..

هذا المنهج لا يقف عند التشخيص كالمنهج الصوري، وإنما يذهب نحو المعالجة (تحويل المحنة إلى منحة والأزمة إلى فرصة).

 

التزم الحديث بمنطق التركيب المتكامل إذ أنه:

1- جمع بين الخطاب السياسي و التحليل الفكري حيث يأخذ الخطاب السياسي شكل التوجيه والإرشاد , بينما التحليل الفكري يتسم بالموضوعية والعمق.. والحيادية المنهجية ..

 

2- جمع بين المبدئيـــة و الواقعيـــة، تتضمن المبدئية مقولات مسبقة ثابتة نسبياً لكنها عامة، أما الواقعيـــة فتعترف بقوة حضور الحالة، وضرورة التعامل معها من لدنها، وليس من فوقها. لكن التعامل يأخذ اتجاهين معاً : 1- اكتشاف جوهر الواقع واستخلاص ما يمكن أن يطور هذا الواقع وفق المرتسم المبدئي الذي يتحول إلى هدف. 2- المبادئ وجعلها أكثر مرونة وقابلية للتحقيق المراحلي وفق المعطيات التي يفرزها الواقع..

 

والمبدئية الواقعية تتخذ من المبادئ مستنداً للتفكير ومعياراً لتقييم الواقع ,على عكس منهج الواقعية المبدئية (Principal Realism) المستخدم في الغرب, والذي يلتزم بالواقع مستنداً… فينتهي إلى البراغماتية القائمة على نفي معيارية المبادئ ..

 

3- جمع بين الموضوع التخصصي  و الاهتمام العام … فالملتقى كان تخصصياً ضم مجموعة فكرية ومهنية متجانسة (المؤسسة الدينية), لذلك ركز على مواضيع معينة تطبيقاً لنظرية الاتصال الحديثة (Theory of Communication) التي تؤكد أهمية المتلقي في تشكيل الرسالة في إطار التفاعل الحيوي لعناصر الاتصال الثلاثة : الملقي – الرسالة – المتلقي.

 

لكن الحديث في الوقت نفسه طرح أموراً تهم غالبية الناس ، وذلك من منطلقين: 1- أن الدين ظاهرة غالبة في المجتمع لا تقتصر على المختصين بها من علماء الدين ، أي أن الموضوع المطروح له تأثير تراكمي في المجتمع. 2- أن المنهج الذي استخدمه التحليل هو منهج صالح في عمقه وشموليته للاستخدام في بحث جميع قضايا المجتمع.

 

4- جمع بين عمق التحليل وبساطة التعبير عبر استخدام أسلوب التشبيه والأمثلة البسيطة من الحياة العامة. وهذا هو أصعب ما في المنهج، أي أن تعبر عن الفكرة الكبيرة بشواهد صغيرة وهذا النهج عالة على المنهج القرآني البليغ (إن الله لا يستحي أن يضرب مثلاً ما بعوضة فما فوقها)..

 

5- جمع بين المبدأ أو الجوهر والمقصد أو الهدف. معروف أن أحد أهم أسباب تراجعنا هو إهمال مقاصد التشريع والتمسك بالقواعد الاجرائية. ومن المعروف في فقه القانون أن المقاصد أهم من الاجراءات، فالمقاصد تتسم بثبوت نسبي أما الاجراءات فهي متغيرة من أجل تحقيق المقاصد. والدين الصحيح هو ذاك المرتبط بجوهره ومقاصده (كما قال الرفيق الأمين العام).

 

6- جمع بين تحديد القضايا و تحديد الحلول إذ أن الوقوف عند معرفة القضايا لا يفيد في شيء سوى التأمل. الحلول هي الأساس وما التشخيص إلا واسطة للعلاج أي للحلول. ومن الواضح أنه لكي يكون الحل ناجعاً ينبغي أن يكون التشخيص علمياً ودقيقاً، أي ينبغي كشف جوهر القضايا المطروحة.

 

7- ربط الظاهر بالجوهر لأنه دون معرفة الجوهر نضيع في تفاصيل الظاهر. فالوجود تحدده جواهره لا ظواهره. وجمع بين الفكر والسلوك .

 

 القضية (1): هل الوقت مناسب للحديث في قضايا فكرية وعقائدية أمام تحديات الحرب والجانب المعيشي؟

 نعم لسببين:

  • لأن القضايا الأمنية والمعيشية هي قضايا عكوسة تزول بزوال أسبابها… أما القضايا الفكرية مزمنة ومن الصعب التخلص من تشويهاتها بسهولة.
  • لأن الفكر والعقائد، خاصة الدين، تدخل في كل جوانب الحياة، في العقل والعاطفة والسلوك، في الماضي والحاضر والمستقبل. لذلك فإن التحديات التي نواجهها مرتبطة سببياً بالقضايا الفكرية والعقائدية، (تخريب الفكر هو أداة تخريب المجتمعات)..

 

القضية (2): ما أهمية عوامل الأمن والاستقرار؟

 – هذه العوامل هي التي تمكن المجتمعات من مواجهة التحديات (مثال السفن في محيط هائج)..

– سورية امتلكت عوامل الأمن والاستقرار وإلا لكانت سفينتها قد غرقت منذ الأسابيع الأولى للأزمة..

الجانب النقدي: لكن سورية لو كانت قد قامت بصيانة هذه العوامل بشكل افضل لما دفعنا هذا الثمن الغالي اليوم..

 

القضية (3): ما هي أنجع طرق المواجهة؟

ردع اللص يكون بتحصين بيتنا لأنه عملياً لا وجود لقوة دولية رادعة وفق القانون الدولي ولا المؤسسات الدولية أو الأخلاق الدولية. ومسؤوليتنا عن حماية أنفسنا هي الأساس. والتحصين المسبق الجيد يمنع اللص من المحاولة لذلك لا تكون هناك حاجة إلى الردع إذا قمنا بالتحصين الجيد.

 

القضية (4): ولكن ماذا لو حصل العدوان؟

الحل يكون بالحسم في الإدانة و الحزم في الموقف…(إشادة بالمؤسسة الدينية لموقفها الحاسم والحازم).

الحل يكون في تحويل رد الفعل إلى فعل أي تحويل الغضب إلى التصدي، فالغضب حالة نفسية، أما التصدي فهو ناتج محسوس. ينبغي أن نحول الغضب إلى: حوار – أفكار – خطط.. لأن خطة العمل المستندة إلى الحوار والنقاش هي الحل الصحيح.

لقد كانت المؤسسة الدينية رديفاً للجيش العربي السوري وقامت بدور كبير في منع الفتنة والتقسيم والطائفية والتطرف.. وأهم شيء تطهير المناطق التي تحررت من بقايا الفكر التكفيري المتخلف.

 

 

القضية (5): ما هو الموقع الصحيح في التصدي؟

يجب اتخاذ : 1- الموقع الصحيح – 2 – الاتجاه الصحيح – 3 – الأسلوب الصحيح..

 

الموقع الصحيح: لا يقوم العمل الديني إلا بامتلاك ناصية العلم واستخدام المصطلحات الصحيحة والسلوك الصحيح.. وكلاهما يستندان إلى تعاليم الدين، ومقاصد الدين…

 

الاتجاه الصحيح والسلوك الصحيح: هو الطريقة التي نقدمها عن الدين، ومن المهم هنا: ربط العقيدة بالسلوك – تطبيق المقاصد- ربط الدين بالمجتمع لأن الدين لا ينتصر إلا إذا انتصر المجتمع، والمجتمع لا ينتصر إلا إذا كان سلوكه سليماً..

إن الفهم المشوه للدين باستخدام المصطلحات الخاطئة والسلوك الخاطىء المبني على ردود الفعل دون بحث السبب الحقيقي للإساءة الموجهة إلى رموزنا، كل هذا يشجع الآخرين على الاعتداء علينا..

 

 التصدي يبدأ: 1- من معرفة الخطر – 2 – معرفة نقاط الضعف – 3 – تحديد هوية العدو الحقيقي..

الخطر دائماً يأتي من الداخل ويبدأ هذا الخطر بالتطرف والتعصب وعدم القدرة على التفكير السليم..

 

القضية (6): ومن هو العدو الحقيقي؟

العدو هو «الليبرالية الجديدة» :

 تيار “الليبرالية الحديثة “هو الذي يقوم بالهجوم على المجتمع العربي والمجتمعات الاسلامية. ليس المهم مواجهة الأشخاص وإنما مواجهة هذا التيار. والمقصود هنا تيار فكري وسياسي وليس مصطلح ليبرالي ومحافظ كما نقول أحياناً .

الليبرالية الحديثة بدأت تتطور منذ خمسة عقود بشكل خبيث على مبدأ تطور السرطان.

  • أهداف الليبرالية الحديثة: السيطرة على الإنسان والمجتمعات عبر ضرب إنسانية الإنسان وسيادة المال والغريزة. وفي هذا تناقض كبير مع الدين الصحيح..
  • أدوات الليبرالية الحديثة : 1- تسويق الانحلال الأخلاقي -2- فصل الإنسان عن المبادئ والقيم والانتماءات (مثال: الزواج المثلي – فكرة اختيار الدين دون دين الأسرة بحجة حرية الإنسان – ترويج المخدرات) 3- تأكيد مرجعية الفرد ورغباته وضرب المرجعية الجماعية ( انسلاخ الفرد عن الأسرة وعن الوطن والعقائد ) -4- الدعوة إلى نبذ العقائد (على الرغم من أن الليبرالية الجديدة نفسها عقيدة) علماً أن العقيدة هي ما يميز الإنسان عن الحيوان..

في حربها على العقيدة تحارب الدين الصحيح، بمعنى المبادئ والقيم التي يحملها الدين. وهي لا تهتم بالعبادات كمظهر وإنما بالقيم والمبادئ. الدين الفارغ من المضمون مسموح لديها, وكذلك الدين المتطرف.

 

 

القضية (7): كيف نواجهالليبرالية الجديدة؟

بالبنية الاجتماعية المناهضة لتصوراتهم، وهذه تتطلب وجود الدين الصحيح والهوية الوطنية والعروبية. إن هجومهم على المؤسسة الدينية في سورية سببه التزام هذه المؤسسة بالبنية الاجتماعية الصحيحة والدين الصحيح.

العالم اليوم منفتح وهناك وسائل التواصل الاجتماعي المتوافرة لدى الجميع ولا يمكن لنا أن ننغلق ونتقوقع على أنفسنا، لذا لابد من تحصين بيتنا.. وتكون البداية من الدين الصحيح أي  معرفة المقاصد والأهداف فممارسة الشعائر يجب أن ترتبط بمعرفة الأهداف والمقاصد…

مسألة القياس: إن أهمية مفهوم المقاصد تكمن في أن كل قطاع بحاجة إلى القياس، قياس النتائج التي تسير بنا نحو الهدف. بالنسبة للدين يتم القياس عبر ثلاث أدوات: 1- أخلاق المجتمع -2- سلوك المجتمع 3- استخدام المصطلحات لدى عامة المسلمين.

مقاييس المؤمن الحقيقي تبنى على معرفة المقاصد , إنه المؤمن الذي يرفض التعصب, ويحارب الإشاعات (إن جاءكم فاسق بنبإٍ فتبينوا)، يحترم المواعيد ( لأن احترام مواقيت الصلاة تتطلب احترام المواعيد كلها في المجتمع ) – نظافة الوضوء تعني نظافة اليد – الابتعاد عن النميمة ( أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً ) – لا يرشي ولا يرتشي ولا يبرر الرشوى – يتجنب السرقة معناه أن يدفع الضريبة لأن التهرب منها سرقة للمال العام…

والدين الصحيح والقوي هو الذي يتحاور مع أبنائه.. ومع أبناء الشرائع الأخرى .. فالدين الذي يخشى من رأي الأخرين ومراعاة خصوصياتهم هو دين ضعيف. إن التفسير العصري الصحيح هو الذي يؤكد أن القرآن كتاب لكل العصور وهو ما يرسخ في عقولنا. التفسير الصحيح ضروري لأن المؤمن المتطرف والمؤمن القويم كلاهما يمتلك الكتاب نفسه لكن ما يرسخ في العقل متناقض تماماً بينهما، وما يرسخ في العقل هو الفهم والتفسير ..

دور التفسير العصري: 1- الربط بين المفهوم العميق والمفهوم النسبي الممكن , أي إرشادنا لما يمكن أن نغرف من القرآن كبشر وما نستطيع ان نستوعبه في كل عصر، فالقرآن كتاب عميق ومحفوظ لكل العصور -2- إيجاد ما يتناسب مع تحديات العصر -3- مرجعية جامعة لكل الطوائف الاسلامية -4- يشكل نقطة التقاء تفاعلي مع إخوتنا المسيحيين -5- منع الربط بين الخيانة الوطنية والدين فلا يمكن للإنسان أن يكون مؤمناً حقيقياً وخائناً وطنياً في الوقت نفسه.

وفي هذا الصدد تجدر الإشارة إلى اهمية قانون الأوقاف الجديد ومأسسة العمل الديني وحماية الوسط الديني من التصرفات الشاذة، والمسؤولية الكبيرة في معالجة التراكمات السلبية الموروثة..

 

 

القضية (8): وما علاقة الدين بالدولة، وماذا عن العلمانية؟

الدولة مرآة المجتمع وتتجذر حيث يتجذر المجتمع، ولا يمكن فصل الدين عن المجتمع وفصل الدين عن الدولة بالشكل المطروح يعني فصل الدولة عن المجتمع. والعلمانية تعني حرية الأديان ولا علاقة للعلمانية بالليبرالية الجديدة ولا فصل الدين عن الدولة.

دور الدين في إكمال الأخلاق هو ضبطها وجعلها جماعية فأي شيء جماعي هو المكتمل (مفهوم الشورى)، فالفرد مهما كان أخلاقياً يمكن أن ينحرف لكن الجماعة الأخلاقية لا تنحرف.. ودور الدين هو في: 1- ضبط العلاقات الأخلاقية بين الناس -2- تحويل الأخلاق الفردية إلى أخلاق جماعية -3- الدين ينظم السلوك الأخلاقي بين الناس بينما القانون يعطيها معنى مؤسساتي..

 

 

القضية (9): اللغة العربية

 اللغة العربية هي حامل الفكر والثقافة بشكل عام.. تراجع اللغة يؤدي إلى غربة (Alienation) أو استلاب بين الإنسان وثقافته.

العربية هي لغة القرآن وهناك ربط بين اللغة والعقيدة لذلك لا يمكن الفصل بين ثقافة القرآن وثقافة المجتمع. وهناك هجمة على لغة القرآن بقصد ضرب المجتمع لأن الأمور كلها مترابطة . فلايمكن فك اللغة عن العقيدة، واللغة عن المجتمع، والمجتمع عن العقيدة..

 

 

القضية (10): حماية الأسرة

الأسرة هي الوحدة الحاملة للثقافة والهوية، ولا يمكن ان تؤسس الأسرة إلا على الغيرية. والأسرة أساس سلامة المجتمع وعندما تكون الأسرة سليمة يكون الحي والمدينة والمجتمع سليماً. أن من أخطر أساليب “الليبرالية الجديدة” ضرب الأسرة والنزول باتجاه الفرد المجرد. لذا ينبغي أن نركز في الجانب الاجتماعي والديني على حماية الأسرة..

 

القضية (11): حماية المسلمات

المسلمات كثيرة منها الأسرة والقيم والتقاليد والمفاهيم والعقائد والرموز الوطنية والقومية..

ضرب المسلمات يلغي  ثنائيات طبيعية تخلق التوازن في المجتمع ويصبح الكبير كالصغير والظالم كالمظلوم والفاسد كالشريف… حتى يصبح المعتدي كالمعتدى عليه.. ويصبح الحق مجرد نزاع بين طرفين، والمغتصب للأرض يقدم تنازلاً من أرض صاحب الأرض. وهكذا تصبح الأرض المحتلة متنازعاً عليها..

مخطط الليبرالية الحديثة يستهدف المسلمات واحدة تلو الأخرى. لذا فإن حمايتها تتطلب التعامل معها مترابطة في كتلة واحدة.

القضية (12): أزمة الهوية

 

نعيش أزمة هوية منذ عهد التتريك العثماني… ومصدر هذه الأزمة محاولات الأعداء تفكيك الروابط بين العروبة والإسلام والقرآن واللغة العربية والمسلم والمسيحي.

 

الهدف: هو  ضرب جوهر الانتماء العربي لمجتمعنا..

 

العرب موجودون في بلاد الشام قبل الميلاد وقد ذكرتهم وثائق الآشوريين في القرن العاشر قبل الميلاد , وهم موجودون قبل ذلك التاريخ . وكانت اللغات جميعها تتفاعل مع بعضها، السريانية والأكادية والفينيقية وغيرها . وقد استمرت اللغة العربية طوال التاريخ ثم تعززت عندما أصبحت لغة الدين الإسلامي، وهي اللغة العربية الشمالية (قريش)…

 

ينبغي  مواجهة التفكيك عبر التركيب  فالرسول عربي , والقرآن عربي، والثقافة عربية، والمجتمع عربي وهذا التركيب هو  العروبة التي تواجه كل تفكيك.

 

المفهوم الحضاري للعروبة: تلعب العروبة دوراً مركزياً في صلب الثقافة . المفهوم الحضاري للعروبة أنها تجمع ثقافات متعددة في تركيب واحد . فالعروبة هي مفهوم حضاري وليست مفهوماً عرقيا، هي حضارة واحدة . وقد أكد الدين أن لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى، لكن لا يمكن تصور الدين دون المجتمع العربي وهذا شيء طبيعي…