عن عيد الميلاد وشجرته
يحتفل أغلبية الناس حول العالم بعيدالميلاد في ليلة الرابع والعشرين، فتنتشر في الساحات العامة لافتات خاصة وسلاسل ضوئية، كما توضع شجرة الميلاد في أماكن بارزة. ويعتبر عيد الميلاد عطلة في معظم بلاد العالم، ويوماً مقدّساً تمتزج فيه الثقافات والتقاليد المتشكلة عبر السنين، فهناك الشجرة المزينة بالألعاب وبطاقات المعايدة وبابا نويل والأجراس وهياكل المغارات التي تحتوي على تماثيل الأسرة المقدسة، بالإضافة إلى ترانيم العيد الخاصة، كلها طقوس امتزجت مع بعضها مكونة عيد الميلاد الذي نعرفه بحلته اليوم.
كان معظم الرومان الوثنيين يحتفلون في الخامس والعشرين من كانون الأول بعيد “ميثراس” إله الشمس الذي لا يقهر، والذي ترجع عبادته إلى بلاد فارس وانتشرت عبادة الشمس في معظم أصقاع الأرض، وتم إعلان يوم 25 كانون الأول يوم ميلاد المسيح لدحض عبادة الشمس.
يطغى على زينة الميلاد ثلاثة ألوان هي: اللون الأخضر الذي يرمز “للحياة الأبدية“، وخصوصاً مع استخدامه للأشجار الدائمة الخضرة التي لا تفقد أوراقها، واللون الأحمر ويرمز إلى دم السيد المسيح الذي أُريق في صلبه، واللون الذهبي لون مرتبط بعيد الميلاد، يرمز إلى هدايا المجوس التي قدّموها لمريم العذراء بعد ولادة السيد المسيح.
تقول إحدى القصص القديمة إن القديس “بونيغاس” كان يعظ في إحدى القبائل الألمانية لكي يقلعوا عن عبادة شجرة البلوط لأنها شجرة غير مقدسة وغير قادرة على حماية نفسها، وفي اللحظة نفسها التي كان يلقي فيها الراهب العظة سقط غصن من شجرة البلوط التي كان يقف تحتها وتحطم إلى غصينات صغيرة، فألقى الناس في ذلك تفاسير عدة تقول بعض القصص إن بعضهم قال إنها معجزة وطالبوا بتسمية الشجرة باسم “شجرة الطفل يسوع” وبدؤوا منذ ذلك الحين بالاحتفال بعيد الميلاد بزراعة فروع صغيرة من الأشجار. ويعتقد أن أول من أضاء شجرة الميلاد بالشموع في القرن السادس عشر هو الإصلاحي البروتستاني مارتن لوثر، إذ تحكي القصص أنه بينما كان عائداً إلى منزله في إحدى ليالي الشتاء يتمتم بترانيم دينية، اندهش من بريق النجوم المتلألئة في قبة السماء، ولما روى لعائلته ما أصابه من أحاسيس نصب شجرة في الغرفة ووضع شموعاً مضاءة على أغصانها.