سانتا كلوز.. شفيع الأطفال
يعرفُ أطفال اليوم حكاية القديس نيكولاس الذي كان يأتي بالهدايا للأطفال في أوروبا قبل عدة قرون، لكن كلّ ما يعرفونه عنه هو لحيته البيضاء الطويلة وطاقيته المدبّبة وكيسه المعقوف وحماره الكسول، على عكس ما يعرفه البعض بامتلاكه عربة تجرّها جياد توصله بسرعة إلى كل طفل في ليلة الميلاد.
ليس شخص سانتا كلوز أو بابا نويل الحقيقي إلا القديس نيكولاس المولود في جنوب شرق تركيا في مدينة ليثا بداية القرن الرابع. وكان أثناء طفولته يجبر نفسه على الصيام يومي الأربعاء والجمعة بقصد تقوية عبادته، وبعد أن توفي والده كرّس حياته للمسيح ودخل في دير مدينة ليثا وهو لا يزال طفلاً، ويقال إنه أثناء قيامه برحلة بحرية إلى فلسطين هاج البحر على نحو خطر فمدّ يده وهدّأ البحر، وأُطلق عليه منذ ذلك الوقت اسم القديس “نيكولاس شفيع البحارة”، وأُطلق عليه لقب سانتا كلوز بسبب كثرة كرمه ومحبته للأطفال، فقد كان يهتمّ باليافعين ورعايتهم مما جعل الناس يلقبونه بـ”شفيع الأطفال” أيضاً.
كانت الهدايا التي يتركها في عيد الميلاد صغيرة لا قيمة لها إذا ما قورنت بهدايا العصر الحالي، إذ كانت تقتصر على الفاكهة والبندق والألعاب النارية والدُمى الخشبية. والشعب الهولندي هو الشعب الوحيد الذي احتفظ بفكرة شفيع البحارة حيّة على مرّ الزمان، إذ تمّ إبحار أول سفينة هولندية باتجاه أمريكا بشفاعة سانتا كلوز وأول سفينة بُنيت في نيويورك دُعيت باسمه.
تعود معظم الأشياء التي قيلت عن سانتا كلوز بما فيها الوعل الذي يجرّ العربة في أصلها إلى الولايات المتحدة الأمريكية. وتعود قصة الوعل إلى قصة شعبية ألفها الدكتور كلينت كلارك مور، أحد علماء اللاهوت، عام 1820 وسمّاها “الليلة التي تسبق عيد الميلاد” لكي يقوم بقراءتها أمام أطفاله ليلة الميلاد. كانت تلك الترنيمة خاصة بعائلة الدكتور مور، لو لم يقم أحد أصدقائه بإرسال نسخة منها إلى إحدى الصحف دون إذن منه، فنُشرت على صفحات عدة صحف مما أكسبها شهرة كبيرة، وأصبح كلّ سطر منها جزءاً لا يتجزأ من قصة سانتا كلوز.