“أداة لمشروع إجرامي”: ترامب يعفو عن والد كوشنر و25 آخرين
يصرّ الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب على جر الفضائح حتى آخر أيامه في الرئاسة، حيث أصدر عفواً عن مجموعة ثانية من الأشخاص تضم 26 شخصاً، ممن شملهم العفو الرئاسي بشكل كامل و3 أشخاص آخرين تم تخفيف أحكامهم، وفق المعلومات التي نشرها موقع البيت الأبيض.
وذكرت شبكة “إيه بي سي نيوز” الأميركية أن القائمة تضم اثنين من معاوني ترامب السابقين، وهما بول مانافورت وروجر ستون، بجانب تشارلز كوشنر، والد صهر ترامب ومستشاره، جاريد كوشنر.
وقال جيري نادلر رئيس اللجنة القضائية في مجلس النواب الأميركي: “إن العفو عن بول مانافورت وروجر ستون لا يخدم العدالة”، معتبراً أن “ترامب يوزع المكافآت على المتآمرين معه ويحمي سلوكه من التدقيق”.
من جهته، أشار السيناتور الديموقراطي كريس ميرفي إلى أنه “بمجرد أن يسمح أحد الأطراف لسلطة العفو أن تصبح أداة لمشروع إجرامي، فإن خطرها على الديمقراطية يفوق فائدتها كأداة للعدالة، حان الوقت لإلغاء سلطة العفو الرئاسي من الدستور”.
وعادة ما يصدر الرؤساء الأميركيون المنتهية ولايتهم قرارات العفو في الأسابيع الأخيرة من ولايتهم، ومن المقرر أن يترك ترامب منصبه في 20 كانون الثاني.
تعليقاً على ذلك، أعرب مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان عن قلقه البالغ إزاء العفو الرئاسي الأميركي الأخير عن أربعة حراس أمن من الشركة العسكرية الخاصة “بلاك ووتر” الذين أدينوا بقتل 14 مدنياً عراقياً.
وقال بيان باسم المكتب: “إنّ هذا العفو يساهم في الإفلات من العقاب، ويؤدي إلى تشجيع الآخرين على ارتكاب مثل هذه الجرائم في المستقبل”.
وأضاف: “من خلال التحقيق في هذه الجرائم واستكمال الإجراءات القانونية، امتثلت الولايات المتحدة لالتزاماتها بموجب القانون الدولي، كما يحق لضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والانتهاكات الجسيمة للقانون الإنساني الدولي الحصول على تعويض، وهذا يشمل الحق في رؤية الجناة يقضون عقوبات تتناسب مع خطورة سلوكهم”.
ودعا البيان الولايات المتحدة إلى تجديد التزامها بمكافحة الإفلات من العقاب على الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والانتهاكات الجسيمة للقانون الإنساني الدولي، وكذلك الوفاء بالتزاماتها لضمان المساءلة عن هذه الجرائم.
ورداً على قرار العفو على عناصر من “بلاك ووتر”، اعتبر السيناتور الديمقراطي ميرفي أن ذلك يعدّ “وصمة عار، فهم أطلقوا النار على النساء والأطفال رغم استسلامهم”، وقال: “إن هذا القرار جزء من خطة ترامب للحد من أدوات الأمن القومي لجو بايدن، وسيضر هذا العفو بشكل كبير بالعلاقات الأميركيّة العراقيّة في لحظة حرجة”.
من جهتها، رأت عضو مجلس النواب عن الحزب الديمقراطي إلهان عمر، أنّ “مرتزقة بلاك ووتر الأربعة هم مجرمو حرب، وأن العفو عن المجرمين البشعين سيترك بصمة قاتمة في تاريخ العفو الرئاسي”.
أما فيما يخصّ المواقف العراقية فقد أعلنت الخارجية العراقية أن قرار ترامب بالعفو عن مُدانين بقتل عراقيين “يتجاهل كرامة الضحايا، ولا ينسجم مع التزام واشنطن المعلن بقيم حقوق الإنسان”.
في سياق آخر، أعلنت شركة تويتر أنها ستلغي اشتراكات ملايين المتابعين لحسابات الرئاسة الأمريكية قبل أن يتسلم الرئيس المنتخب جو بايدن السلطة في الـ 20 من كانون الثاني المقبل.
وقالت تويتر: “سيتم إخطار المتابعين للحسابات الرئاسية الحالية بأرشفتهم ومنحهم خيار متابعة الحسابات الجديدة لإدارة بايدن”.
وسيخسر ترامب بهذا الإلغاء ملايين المتابعين لحسابه عبر تويتر بمجرد خروجه من البيت الأبيض كما سيتعين على بايدن أن يبدأ من الصفر في حصد ملايين المتابعين لحسابه الرئاسي عبر منصة التواصل الاجتماعي.
وأثار التحرك انتقاد الفريق الانتقالي لبايدن، حيث اعتبر كاميرون فرينش المتحدث باسم الفريق أن هذه الخطوة يجب أن تكون روتينية، مشيراً إلى أن تحرك تويتر لا داعي له.
وكانت إدارة ترامب حصلت في عام 2016 على جميع متابعي الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما على موقع تويتر، لكن تحرك الأخير هذا العام يعني أن بايدن لن يرث متابعي سلفه على موقع التواصل الاجتماعي.