تحقيقاتصحيفة البعث

كورونا في السويداء.. دعوات لتقاسم المسؤوليات وتفعيل الوعي المجتمعي؟!

سجلت محافظة السويداء أعلى معدلات بالإصابة بفيروس كورونا وفق الإحصائيات الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة، أمام هذا الواقع برزت حالة من تقاذف المسؤوليات بين مسؤولين مطالبين المجتمع بضرورة الالتزام بالتباعد الاجتماعي وتعليمات الوقاية الصحية، ومجتمع يطالب المسؤولين باتخاذ إجراءات أكثر تشدداً، أهمها إغلاق المدارس والدوائر الرسمية ومنع التجول، فماهي الإجراءات الأسلم؟ وكيف يجب التعامل مع هذا الوباء؟ وهل يمكن الانتقال من تقاذف المسؤوليات إلى تكاملها لكسر سلسلة انتشار العدوى؟.

إجراءات حكومية

مازالت الإجراءات الحكومية المتخذة تتعامل مع كافة المحافظات بدرجة واحدة كإيقاف العمليات الباردة في المشافي، والتشديد على ارتداء الكمامة أثناء دخول الدوائر الرسمية دون الأخذ بعين الاعتبار شدة الإصابة في منطقة معينة.
وفي تعميم لها طلبت محافظة السويداء من جميع الجهات العامة والوحدات الإدارية التشدد في تطبيق الإجراءات الاحترازية للتصدي لانتشار فيروس كورونا في ظل ازدياد أعداد حالات الإصابة المسجلة في المحافظة، وشددت المحافظة على حظر دخول المراجعين إلى المباني والدوائر الحكومية في حال عدم ارتداء الكمامة، إلى جانب إغلاق صالات الأفراح، ومنع إقامة جميع المناسبات فيها، وحصر مراسم العزاء ضمن الحدود الدنيا، ومراعاة الاشتراطات الاحترازية من حيث التباعد المكاني، وارتداء الكمامة، ومنع تقديم النراجيل في المطاعم العامة والمقاهي تحت طائلة الإغلاق.

تزايد متواتر
مدير الصحة في السويداء الدكتور نزار مهنا أكد على تزايد متواتر لعدد الحالات المصابة بشكل يومي، ولابد من توقع تصاعد آخر، مشيراً إلى أن هناك خلية مركزية تعمل بشكل شفاف، موضحاً أن الوفيات تنحصر أعمارها بين ٦٠ و٨٢ سنة، كما أكد أن المخالطة الأساسية في المنازل هي بنسبة ٦٧%، والأفراح والمدارس ٢٢% فقط، والباقي وسائل نقل، مشدداً على أهمية الانتقال إلى نمط العيش الجديد داخل البيوت من التباعد الاجتماعي، والتخلي عن كافة العادات التقليدية التجميعية من قهوة ومتة وطعام مشترك، وتجنب الذعر والخوف، موضحاً أن هناك 150 سرير عزل تم تجهيزها في مشفى الشهيد زيد الشريطي.
رأي معظم أطباء المحافظة، ومنهم الدكتور غسان الحسين، أجمع على أن يتم إغلاق المدارس والروضات 15 يوماً على الأقل كي يتم كسر حلقة العدوى، مؤكداً أن المدارس هي العامل الأكبر، حيث تتم مشاهدة كم كبير من إصابات الأطفال في العيادات الذين ينقلون العدوى للكبار الآباء والأجداد.

مبادرات اجتماعية

انطلقت في السويداء حملة احترازية تحت عنوان: “لا إهمال ولا تهويل” لمواجهة وباء كورونا، أطلقتها المحافظة بالتعاون مع مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل، وعدد من الجمعيات الأهلية تستمر لمدة خمسة عشر يوماً، وتتضمن توزيع بروشورات توعية وآلاف الكمامات المقدمة من جمعية البراعم لرعاية الطفولة بهدف تعزيز الوعي لمواجهة كورونا، ودق ناقوس الخطر حول خطورة التراخي في مواجهته، وحث المواطنين على ارتداء الكمامة، والتباعد المكاني، والتعقيم، وتجنب الأماكن المزدحمة، وتهوية أماكن العمل والسكن.
إضافة إلى ذلك، سارع مغتربون ومواطنون إلى تقديم مواد طبية وأسطوانات أوكسجين لنقاط الهلال الأحمر والجمعيات الخيرية في عدد من القرى بهدف دعم القطاع الصحي، والمساهمة في تقليل أضرار ونتائج هذا الوباء.

تكاتف اجتماعي
إذاً نحن اليوم أحوج ما نكون للتكاتف المجتمعي على الأرض، والتوظيف الصحيح لوسائل التواصل الاجتماعي، والبيانات المتداولة لاستنهاض الهمم وشحذها لمواجهة هذا الوباء، ولابد أيضاً من إيجاد صياغة اقتصادية أكثر جدوى في التعامل مع احتياجات المواطن من غاز ومازوت ومواد تموينية بعيداً عن التخبط والتجارب التي أثبتت فشلها، وذلك إنقاذاً للمتعففين من الجوع والفاقة، وليكونوا قادرين على الالتزام بالإجراءات الاحترازية بأقل الأضرار.

رفعت الديك