أمسية “ميلودي” تستقبل العام الجديد بالشعر والموسيقا
حبات الثلج وخيوط المطر والرياح المتماوجة في العمل الكلاسيكي الضخم الفصول الأربعة لفيفالدي، في الكونشيرتو الرابع- الشتاء- كانت إيحاءات عبّر عنها صولو الكمان باللحن الأساسي للعازفة الشهيرة- جوليا فيشر- بثلاث حركات سريعة ثم هادئة ثم سريعة بتكثيف وتري تومئ بتغييرات الرياح العاصفة بمرافقة الفرقة الانكليزية لموسيقا الحجرة، كانت افتتاحية أمسية ميلودي في المركز الثقافي العربي- أبو رمانة- بإعداد وتقديم: فراس يوسف. وقد استقبلت العام الجديد مع قصة “سانتا بابا نويل”، وأجمل الأمنيات التي تحملها الكرات الملونة، وأجراس الكنائس الذهبية الصغيرة، والأضواء بفيديوهات سينمائية غنائية تجول العالم، منها فيديو أغنية “سانتا أفضل يوم في السنة، وتمنياتي لكم بسنة جديدة سعيدة”. تكاملت مع هبة طوجي وأغنية ليلة العيد “ليلة عيد- الليلة ليلة عيد زينة وناس وصوت جراس”، وتابعت فرقة الفنون من مخيم الوافدين التي تجاوزت كل الصعاب التي واجهتها استقبال العام الجديد بمشاركة كورال الفرقة، ومرافقة الكمان والأورغ، ومجموعة عازفين لخط العود، فغنوا مجموعة من أغنيات العيد، تخللها الغناء الإفرادي لأغنية كاظم الساهر “العيد بعيدين” بمرافقة الكمان في مواضع.
وكانت للشعر وقفات في ميلودي، إذ ألقت الشاعرة الشابة صبا بعاج التي أثبتت حضورها في المشهد الشعري مجموعة قصائد من الشعر الفصيح، وساعد إلقاؤها التعبيري بإغناء موسيقا الشعر، وتمثّل جمالية مفردات الشوق وهجر الحبيب والعتاب، منها قصيدة شوق كانون:
ويأتي البرد يقرصني/وبرد الشوق ساخنه/هروب القلب مثل الصد لا ينفع/وسوط العمر لم يردع/غراماً أنت مسكنه.
وبدا تفاعل الحاضرين بالشعر المحكي الغني بالصور والتشابيه القريبة من الذات والمألوفة بالذاكرة البصرية، وربطت بفنية في إحدى القصائد “عيد” بين عيد الميلاد وعودة الحبيب بعد هجر طويل:
يا رايح بليلة عشق حمرا على بيتا/ماشي وطريقك ليل وتحلف ما حبيتا
وشتي والناس عم تركض عاكتف الريح/ناسية بي ايد اليمين بتفهم التلميح.
وتحدث فراس يوسف عن أمسية ميلودي التي تحتفل بعيد ميلادها الخامس، وباستمرارها وتطورها بالدمج بين الصورة السينمائية والأداء المباشر، والدمج بين الفنون، متمنياً أن يكون العام القادم خالياً من الأوجاع التي عشناها هذا العام، ويحمل لسورية كل الخير.
ملده شويكاني