أنوارُ المحبة..أضواء السلام
مما لا شك فيه أن جميع الأنبياء والقديسين والحكماء والفلاسفة انتصروا للخير ودعوا للمحبة وللسلام وللعدالة ونحن في أيامنا هذه أحوج ما نكون للعمل على تعزيز تلك الثقافة والانتصار لها لاسيما كل العالم في أيامنا هذه يحتفل بأعياد الميلاد بحسب التقويم (الغريغوري واليوناني) والذي يصادف في الخامس والعشرين من شهر كانون الأول من كل عام وهو يوم ولادة السيد المسيح عليه السلام.
في هذا الأيام تتزين- وكما نرى في معظم مدننا وقرانا كغيرنا من هذا العالم– البيوت والشوارع والحارات وتركّب أشجار الميلاد لتنار أو تضاء في معظم ساحات هذا العالم الكبير..كل هذه الطقوس الاحتفائية والاحتفالية تدخل البهجة والسرور والفرح في النفوس وتتبادل الناس الهدايا والتحيات وبطاقات المعايدة والتهنئة، وثمة شيء آخر ارتسم في المخيلة الجمعية لاسيما عند أطفال العالم وهو شخصية بابا نويل التي كما يتحدثون إنها تدخل إلى الحارات بثوبها الخاص المشهور الجميل إلى الحارات على عربة تجرها وعول البراري..يقرع الأجراس ويدخل البيوت وعلى ظهره كيس معبأ بالهدايا يوزعها على الأطفال ويغني لهم ويراقصهم.
وأستثمر هذا المناسبة الهامة لأجدد الدعوة إلى تأمل حقيقتنا..حقيقة هذا العالم..حقيقة الخلق والخالق..حقيقة المخلوق المهيب هذا- الإنسان- الذي خصه الباري دون مخلوقاته بالعقل وسخّر له كل مفردات خلقه لخدمته في سبيل انجاز رسالته الحضارية التي أوكلها الله له ألا وهي اعمار هذا العالم..هذي الأرض بالخير..بالمحبة..بالسلام..أستثمر هذه المناسبة وأدعو إلى ضرورة أن نغور في أعماقنا وكنه أرواحنا التي فطرها وخلقها لأن تعيش وتحيا في سلام وبهاء وجمال..وان ننبذ ونوقف الحرب والدمار والخراب على هذه المعمورة.. علينا في هذه المناسبة أن نفتح نوافذ قلوبنا وأرواحنا للنور والحب والرحمة والسلام وللحقيقة وان ننتصر دائما لها وللعدالة..للعدل وأن نصرخ في وجه الشر والقبح والوهم والخرافة والحرب.
إذاً علينا أن لا نكتفي بإنارة الشوارع والحارات والساحات ونصب أشجار ترفل بالمصابيح بل علينا أن نعمل على إنارة أنفسنا وأرواحنا وقلوبنا بأنوار المحبة والتسامح والسلام، وان ننزع فتيل الموت والدمار من على هذه الأرض الجديرة بالحياة..أن ننير أرواحنا وأنفسنا بشحنات وطاقات إيمانية بالحياة وبالوطن..
أن نشعل شمعة ونرتل قداس الحياة على قبر شهيد.. علينا أن نتذكر أولئك الشهداء الذين عبّدوا دروب الانتصارات وزينوا ساحاتنا ومدارسنا وبيوتنا بصورهم كالسماء التي تتزين بأنجم من نور وضوء وبأقمار من حنين ورحمة ومحبة..السلام على سيد السلام والمحبة في يوم ميلاده والسلام على أرواح شهداء السلام والخير والحب شهداء سوريتنا..السلام على أم الشهيد وهي تفتح معابر الماء تجاه تربة ابنها العابقة بالحياة لتنبت حقولا وحدائق وعصافير..والسلام على أبناء الحنطة الأرض وينابيعها..أبناء سورية وهم يتجهون تجاه الشمس ليقطفوا ثمرات دفء نصر قادم قريب..السلام على سورية..زيتون سورية الـ”يضيء ولو لم تمسسه نار..نور على نور”.
عباس حيروقة