بايدن: نهج ترامب عّرضنا للخطر.. وقيادة البنتاغون تعرقل نقل السلطة
وجّه الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن انتقادات حادة لسلفه، مؤكداً أن “الأمن الأميركي تعرّض للخطر خلال السنوات الـ4 الأخيرة بسبب نهج إدارة ترامب المنفرد”، وأشار إلى أن نهج ترامب “تسبب في ضرر بالغ للقيادة في الأميركية”، معتبراً أن “التحديات التي نواجهها اليوم لا تستطيع أي دولة أن تحلها بمفردها”.
وخلال إعلانه عن أعضاء فريقه الرقمي المسؤول عن التواصل مع الأمريكيين عبر منصات الإنترنت، جدد بايدن تأكيده أن فريقه الانتقالي لا يحصل على المعلومات التي يحتاجها من إدارة ترامب، قائلاً: إن “قيادة البنتاغون تعرقل نقل السلطة إلى الإدارة المقبلة”، وأضاف: “واجهنا عراقيل من القيادة السياسية لوزارة الدفاع، والحقيقة هي أن العديد من الوكالات التي تعتبر بالغة الأهمية لأمننا تكبدت أضراراً جسيمة”.
وأضاف بايدن عقب الإحاطة أن “معالجة كل المسائل سيكون أمراً صعباً في ظل استمرار الوباء”، مشيراً إلى أنه “نعمل على إعادة بناء السياسة الأميركية الخارجية وهذا من أكثر التحديات التي ستواجهنا”، كما أكد على ضرورة “العمل على أساس توافق الحزبين لمواجهة التحديات السيبرانية”.
وكان في وقت سابق قال إن الأمن السيبراني سيكون على رأس أولويات إدارته عقب إعلان واشنطن عن تعرض أجهزة وزارة الخارجية الأميركية إلى عملية القرصنة.
وعن موازنة الدفاع، قال بايدن إنه “يحتاج إلى الشفافية لمنع أي ثغرات قد يستغلها الأعداء، وعلينا تطوير منظومة الدفاع لمواجهة التحديات التي نواجهها”، وشدد على أنه سيأمر بـ “استجابة إنسانية لمعالجة ملفات طالبي اللجوء”.
وكان هذا الملف أحد الملفات الشائكة خلال فترة إدارة ترامب، إذ كان يعارض الأخير دخول المهاجرين وطالبي اللجوء إلى الولايات المتحدة.
الرئيس المنتخب أكد أن “فريقه لا يزال لا يحصل على كل المعلومات التي يحتاجها من الإدارة الحالية”، وقال: إن “استعادة مصداقيتنا ضروري لقيادة العالم الحر، وينبغي العمل مع المجتمع الدولي لتأمين مصالحنا المشتركة، وغيابنا عن المؤسسات الدولية يضر بالولايات المتحدة وبمواطنيها”، مشدداً على أنه “سيعمل على إعادة بلاده إلى مكانها الصحيح”، وأردف: إن “التواصل بشفافية وصدق مع الشعب الأمريكي هو أحد أهم مسؤوليات الرئيس.. يتمتع هذا الفريق من الخبراء المتنوعين بخبرة واسعة في الإستراتيجية الرقمية وسيساعد في ربط البيت الأبيض بالشعب الأمريكي بطرق جديدة ومبتكرة”.
ويتألف فريق بايدن الرقمي من 12 شخصاً، برئاسة بريندان كوهين، أما روب فلاهيرتي الذي يشغل حاليا منصب المدير الرقمي لفريق بايدن الانتقالي، سيواصل نفس الدور في البيت الأبيض.
يأتي ذلك فيما تجاوز مجلس النواب الأمريكي “فيتو” الرئيس دونالد ترامب على قانون الميزانية الدفاعية بحجم 740 مليار دولار، الذي يتضمن عقوبات ضد روسيا والنظام التركي.
وصوّت 322 نائباً يوم الاثنين لصالح إسقاط فيتو ترامب مقابل 87 صوتاً ضده، فيما انضم 109 من نواب الحزب الجمهوري للتصويت إلى جانب زملائهم الديمقراطيين، الذين يهيمنون على المجلس.
ومن المتوقّع أن يصوّت مجلس الشيوخ، ذو الأغلبية الجمهورية، على مشروع القانون بشكل نهائي هذا الأسبوع، حيث يتعين أيضاً حصول الاقتراح على دعم ثلثي أعضاء المجلس لإبطال أول فيتو رئاسي خلال ولاية ترامب.
واستخدم الرئيس الأمريكي يوم 23 كانون الأول حق النقض (الفيتو) ضد مشروع القانون، الذي أقره الكونغرس في وقت سابق من الشهر الجاري، والذي يتضمن عقوبات ضد روسيا وتركيا.
ورفض ترامب القانون لأنه لم يشمل إلغاء المادة 230، التي تؤمن الحماية لأصحاب شركات الانترنت من المضمون الذي ينشره المستخدمون.
وانتقدت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي فيتو ترامب، واصفة إياه بأنه “عمل متهور يضر بالقوات المسلحة ويعرض الأمن القومي للخطر”.
وكان فيتو ترامب متوقّعاً، إذ أنه هدد باستخدامه أكثر من مرة في وقت سابق، ولكن الكونغرس تبنى مشروع القانون بأكثر من ثلثي الأصوات في كل من مجلسيه، ما كان يوحي بأنه سيتمكن من تجاوز فيتو الرئيس.
جدير بالذكر أن مشروع القانون يتضمن فرض عقوبات على مشروعي “السيل الشمالي-2″ و”السيل التركي” اللذين تنفذهما روسيا بالتعاون مع دول أوروبية وتركيا، إضافة إلى عقوبات على تركيا بسبب شرائها منظومة صواريخ “إس-400” الروسية المضادة للأهداف الجوية.
وإلى جانب ميزانية الدفاع استخدم ترامب الفيتو الرئاسي ضد تسعة قوانين خلال ولايته، وهذه هي المرة الأولى التي يتمكن الكونغرس من جمع الأصوات اللازمة لإلغائه.
وكان مجلسا النواب حيث يسيطر الديموقراطيون، والشيوخ حيث الغالبية للجمهوريين، أقرا خلال الشهر الحالي موازنة الدفاع بقيمة 740,5 مليار دولار. وأقرّ بغالبية 335 صوتاً مقابل 78 في مجلس النواب، و84 مقابل 13 في مجلس الشيوخ.
وسلط ما جرى، الضوء على مدى تراجع الدعم الجمهوري لترامب. وفي مؤشر إلى تراجع نفوذه، نشرت صحيفة “نيويورك بوست” التي يملكها روبرت مردوخ، وهو واحد من أبرز مؤيدي ترامب، مقالة افتتاحية الأحد تطلب منه “ايقاف الجنون” والإقرار بخسارة الانتخابات، وقالت “السيّد الرئيس، حان الوقت لإنهاء هذه الكوميديا السوداء”، مضيفة “نحن نتفهم، السيّد الرئيس، أنك غاضب لأنك خسرت”، وتابعت “لكن الاستمرار في هذا الطريق أمر مدمر، إذا كنت مصرّاً على قضاء أيامك الأخيرة في المنصب مهدداً بإحراق كلّ شيء، فهكذا ستُذكر”.
وصباح الإثنين بتوقيت واشنطن، وعلى نحو غير معهود، كانت صفحة ترامب بلا منشورات جديدة عندما غادر منتجعه “مار إيه لاغو” لجولة أخرى من الغولف في “نادي ترامب الدولي للغولف” غير البعيد.