تحوّر سلالة كورونا يفتح باب الخلاف حول الفعالية
دمشق- حياه عيسى
بعد أن شهد وباء “كورونا” تحوراً ملحوظاً، بدأت دراسات عالمية ومحلية للحدّ من انتشاره والكشف عن ماهيته ومحاولة التعرف على “كورونا” المستجد المتحوّر، بالتزامن مع وجود دراسات للتوصل إلى بروتوكولات علاجية من شأنها أن تحدّ من خطر الفيروس، مما فتح باب اختلاف الآراء بين مع وضد تلك الدراسات، ولاسيما الرأي الذي يتحدث عن فعالية الأضداد والمصول المستخلصة من الأشخاص المتعافين في إنقاذ الحالات الشديدة من الإصابة بالفيروس.
يبيّن عضو الفريق المختص للتصدي لفيروس كورونا الدكتور عصام أنجق لـ”البعث” أنه تمّ التفكير عالمياً وليس محلياً فقط بإجراءات أخذ المصل والأضداد من شخص معافى من فيروس كورونا ودراسته من قبل لجان مختصة، ولكن بعد التمحيص تبيّن أن فائدته محدودة ولا تفي بالغرض منها، علماً أنه تمّ تجربة الأمصال والأضداد على بعض المصابين من خلال أخذها من أشخاص تعافوا من الفيروس ومنحها لأحد المصابين إصابة شديدة بالفيروس، إلا أنها لم تعطِ الفائدة المرجوة منها، ولم تساعد في إنقاذ حياة المريض- حسب كلام أنجق، مشيراً إلى أن الدراسات العالمية الحديثة أكدت أن العلاج بالأضداد والمصول لا يجدي نفعاً، لذلك تمّ استبعادها من البروتوكولات العلاجية ولم يُنصح بها. إلا أن عميد كلية العلوم الدكتور محمود قويدر الاختصاصي بعلم المناعة أشار إلى ضرورة أخذ الأمصال والأضداد من المتعافين من فيروس “كورونا” والتوجّه لإدخالها ضمن البروتوكولات العلاجية، كونها تساعد بشكل آنيّ في الحدّ من تكاثر الفيروس، وتساعد الجهاز المناعي على رفع مستوى مناعته، وتخفّف عن المصاب من حمل الفيروس، ولاسيما أن covid-19 يعتبر دقائق عضوية يمكن أن يصبح حياً إذا ما دخل الخلايا الحية. أما خارج الخلايا فهو ليس كائناً حقيقياً وغير قادر على التكاثر وثباته خارج الجسم حسب المنطق العلمي يتراوح بين ساعة إلى 10 ساعات على الأكثر، معتبراً أنه بمجرد دخوله إلى الجسم، سواء عن طريق الفم أو الأنف أو من خلال ملتحمة العين ووصوله للبلعوم ومنه للمجرى التنفسي سيتمركز في الحويصلات الرؤية ويبدأ بالتكاثر، وبدوره الجهاز المناعي يبدأ بتشكيل أضداد لتحارب الفيروس عند انفجار الخلية نتيجة تكاثر الفيروس فيها، لتقوم الأضداد بالإمساك به ومنعه من الدخول إلى خلايا أخرى، أي تعمل على الحدّ من انتشاره والحدّ من الإصابة، بالتزامن مع الخلايا “اللمفاوية التائية السامة” التي تقوم بالتعرف على الخلية المصابة وتدميرها.
أما بالنسبة لتحور الفيروس وإحداث سلالة جديدة، فقد أوضح أنجق أن تحور سلالة الفيروس من الممكن أن يؤدي إلى إضعافه، ولكن في سلالة كوفيد ١٩ الجديدة لوحظ أنها أكثر سرعة وانتشاراً من النمط الأول، مع وجود اختلاف في الأعراض، إلا أن نسبة الوفيات من الممكن أن تكون أقل.