كورونا يفتح الأبواب أمام ألعاب جديدة في رياضتنا
لعب فيروس كورونا دوراً كبيراً في تغيير نمط تدريبات الرياضيين، بعد اضطرارهم إلى التمرن من منازلهم قبل العودة التدريجية والتأقلم مع وجود الجائحة، وأدى هذا الأمر إلى رواج رياضاتٍ كانت مقتصرة على حالات الاستشفاء التي يقوم بها اللاعبون بعد تعرضهم للإصابة، فتطورت بالضرورة وانتشرت لتصبح رياضات خاصة. والحديث اليوم عن الرياضة السلبية ورياضة الوزن المكافئ، فالأولى الأقلّ انتشاراً بسبب غلاء تجهيزاتها لكنها تقريباً معدومة الضرر ولا يحتاج ممارسها لبذل جهدٍ قوي وذات فعاليةٍ عاليةٍ، وتنحصر سلبياتها بالإدمان عليها وترك ممارسة التمارين الرياضية بشكل طبيعي، وهي تعتمد على أجهزة كهربائية تستخدم النبضات الكهربائية لتحفيز العضلات وشدها وصقلها وإعادتها لحالتها إذا كان المريض رياضياً وإن كان شخصاً عادياً تساعده على بناء جسم رياضي دون تكلف عناء أكثر من 10 دقائق يومياً كحدٍّ أقصى، وفي السنوات العشرة الماضية شهدنا تطورا في عالم تجهيزات الرياضة السلبية، فبعد أن كانت تحتاج لغرفة مليئة أصبح بالإمكان حمل بعضها في الحقائب.
أما الثانية والتي بدأت بالانتشار كجزء من معدات وتجهيزات الأندية الرياضية منذ أكثر من عقد من الزمن، وخاصة في تمارين الإحماء قبل القيام بتمارين تتطلب تركيزاً وقوة أكبر، ومع مرور الوقت وابتكار أساليب جديدة في التدريب تعتمد على تقنيات الوزن المكافئ، والأهم من ذلك أن نتائجها جاءت مشابهة لنتائج الرياضة السلبية أو الأيروبيك والزومبا، وفي مراحل متقدمة رفع الأوزان، فهي تعتمد على الأربطة المطاطيّة والكرات المنفوخة بالهواء، وجماليتها أنها تناسب كافة الأعمار والمستويات من المبتدئ وحتى المحترف كلٌّ بحسب إمكانياته، ولأنّ ألعاب القوة الأعنف بين جميع الرياضات ونسبة الإصابات فيها أكبر من غيرها انتشرت في أنديتنا أكثر من غيرها فلا يكاد يخلو نادٍ من ركنٍ خاصٍ بمعداتها.
أمين سر اللجنة العليا للفنون القتالية ضياء مارديني كشف “للبعث” فوائد هاتين اللعبتين مؤكدا أن نجاح ممارسة الرياضة بشكل عام يعتمد على الاستمرارية، ولضمان ذلك يجب تمرين الدماغ كما يمرن الجسم، وهذا بالضبط ما ميّز رياضي عن آخر في وقت الحجر الصحي.
وأضاف مارديني: من لم يمتلك الذهنية لم يمتلك الإرادة وبالتالي وقف عاجزاً أمام إيجاد طرق بديلة تساعده على التغلب على رتابة التمرينات وقلّة المعدات.
وبالحديث عن المفاضلة بين الرياضتين قال مارديني: الأمر صعبٌ جداً فإذا استعنا بالجانب العلمي ستكون الغلبة للرياضة السلبية حيث لا يوجد مجال للإصابة وخاصة مع اتباع الإرشادات والتدرج بدقائق التمرين، ولكن بالتأكيد أفضِّل رياضة الوزن المكافئ فهنا على الأقل تمارس مجهوداً عضلياً حقيقياً، لكن في سورية للأسف أجهزة الرياضة السلبية قليلة جداً في الأندية وهي مقتصرة على الأندية الخاصة أو عيادات العلاج الفيزيائي، لذا لا يمكن الحديث عنها كتجربة رياضية واقعية فما تزال استخداماتها تنحصر على الاستشفاء، أما رياضة الوزن المكافئ فأدخلت إلى أغلب صالات ألعاب القوة لانخفاض تكاليف أدواتها وكثرة تمارينها ونتائجها المميزة، وخاصةً عند ممارسي الفنون القتالية، فكلما زادت قوتك زادت قوة مكافئك وبالتالي تحتاج لعزيمة أكبر وقوة أكبر كلما تقدم اللاعب في التمارين.
سامر الخيّر