نهاية عام مأساوية.. حصيلة وفيات قياسية بكورونا في أميركا وأوروبا
اقتربت الولايات المتحدة من عتبة الأربعة ألاف وفاة جراء كوفيد-19 في غضون 24 ساعة الأربعاء وهو عدد قياسي جديد في حين يستعد العالم لاستقبال السنة الجديدة مع الأمل بأن تسمح اللقاحات بالقضاء على هذا الوباء.
وأعلنت جامعة جونز هوبكنز وفاة 3927 شخصا بفيروس كورونا المستجد في الساعات الأربع والعشرين الماضية قبل الساعة 830 مساء (0130 ت غ الخميس) في الولايات المتحدة، البلد الأكثر تضررا في العالم من الوباء، في حين تم تسجيل 189671 إصابة جديدة.
بهذا تكون حصيلة الإصابات الاجمالية في الولايات المتحدة قد بلغت 19715899 والوفيات 341845 منذ بدء انتشار الفيروس.
في 31 كانون الأول 2019 أبلغت الصين منظمة الصحة العالمية بأول إصابة بفيروس كورونا الذي كان غامضا يومها.
ومنذ ذلك الحين أصاب هذا الفيروس أكثر من 82 مليون شخص في أنحاء العالم وتسبب بوفاة نحو 18 مليون منهم وفق تعداد لوكالة فرانس برس.
ومن شأن فترة أعياد نهاية السنة التي تكثر فيها التنقلات والسفر ان تساهم في تفاقم انتشار العدوى. لكن السلطات القلقة من الوضع متمسكة بالتدابير المتخذة للحد من الوباء لا بل تعمد إلى تعزيزها كما حصل في ألمانيا وإيرلندا وإنكلترا.
وتواجه المملكة المتحدة وهي أكثر الدول الأوروبية تضررا من الجائحة مع أكثر من 72500 وفاة، ارتفاعا جديدا في الإصابات المنسوبة إلى فيروس كورونا المتحور الذي تزيد قوة عدواه بنسبة 50 إلى 74 % عن فيروس كورونا المستجد الأساسي.
وللخروج من هذه الأزمة، تعول السلطات على حملة التلقيح التي بوشرت مطلع كانون الأول وقد تعززت بالترخيص الأربعاء للقاح تطوره المجموعة البريطانية استرازينيكا بالتعاون مع جامعة أكسفورد.
ورحب رئيس الوزراء بوريس جونسون بهذا الإجراء معتبرا أنه “نبأ سار” و”انتصارا للعلم في بريطانيا. سنلقح الآن أكبر عدد ممكن من الأشخاص بأسرع وقت ممكن”.
وسيستخدم اللقاح في المملكة المتحدة اعتبارا من الرابع من كانون الثاني. وقد أوصت لندن على مئة مليون جرعة منه.
وقد حذت الأرجنتين بعد ساعات قليلة حذوها مع إصدار ترخيص عاجل لمدة سنة لهذا اللقاح.
في المقابل رأت الوكالة الأوروبية للأدوية انه من غير المرجح ان يحصل هذا اللقاح على ترخيص ضمن الاتحاد الأوروبي في كانون الثاني فيما لا يتوقع الأميركيون الموافقة عليه قبل نيسان.
وكان هذا اللقاح مرتقبا جدا لأسباب عملية فهو أقل كلفة بكثير من اللقاحات الموزعة حتى الآن في البلاد ويمكن حفظه في براد عادي بين درجتين وثماني درجات مئوية الأمر الذي يسهل التلقيح على نطاق واسع.
ورخصت الصين الخميس “بشروط” للقاح مجموعة “سينوفارم” الصينية. وتبلغ فاعلية هذا اللقاح الذي ينتج بالتعاون مع معهد المنتجات البيولوجية في بكين، أكثر من 79% على ما أعلنت مجموعة الصيدلة هذه.
وقد ترخص الولايات المتحدة للقاح تطوره مجموعة “جونسون أند جونسون” الأميركية في شباط وهو مرتقب جدا أيضا لأنه يتطلب حقنة واحدة خلافا للقاحات التي رخص لها حتى الآن.
وسمحت الولايات المتحدة حتى الآن بلقاحين هما فايزر/بايونتيك وموديرنا. وقد تلقى نحو 28 مليون شخص الحقنة الأولى أي أقل بكثير من الهدف الذي حددته إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
ورُصد فيروس كورونا المتحور في غرب الولايات المتحدة مع تسجيل إصابتين واحدة في كولورادو وأخرى في مدينة سان دييغو في جنوب كاليفورنيا.
وأعلنت الجزائر أنها ستحصل على دفعة أولى من اللقاح الروسي “سبوتنيك-في”.
وتواجه ألمانيا التي بقيت لفترة طويلة بمنأى نسبيا عن الفيروس، صعوبة في احتواء انتشار الوباء وقد سجلت الأربعاء وفيات قياسية تجاوزت للمرة الأولى الألف حالة.
وحذرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في تمنياتها بمناسبة العيد من أن أزمة كورونا “التاريخية” مرشحة للاستمرار في 2021. وشددت على أن “التحديات التي تطرحها الجائحة تبقى هائلة”.
ويتوقع تمديد القيود المفروضة من إغلاق المدارس والمتاجر غير الأساسية والحانات والمطاعم، إلى ما بعد 10 كانون الثاني.
لكن وزير الصحة ينس شبان أشاد بنجاح حملة التلقيح موضحا أن 60 ألف ألماني حصلوا على اللقاح حتى الآن.
لكن في فرنسا أسف مسؤولون سياسيون وأطباء للحذر الشديد المرافق لحملة التلقيح التي اعتبروا أنها بطيئة جدا مقارنة بالدول ألأوروبية الأخرى.
وتواجه الحكومة الفرنسية تشكيكا لجزء من السكان باللقاحات أساسا.
وفي إيطاليا قال رئيس الوزراء جوزيبي كونتي أن تأثير حملة التلقيح لن يظهر إلا بعد أن يكون 10 إلى 15 مليون مواطن حصلوا على اللقاح موضحا “لا أظن أن ذلك قد يحصل قبل نيسان.