حبَشُ الفتوة: لهذه الأسباب تراجع الفريق في الدوري وعامل الأرض لابد منه
دير الزور – وائل حميدي
تحدث نجم فريق الفتوة السابق محمود حبش عن واقع النادي من وجهة نظره بعدما اتضح من خلال مسيرته في الموسم الجاري للدوري الممتاز بكرة القدم أنه ليس بأفضل حالاته أبداً، وهو الذي حجز لنفسه مكاناً في مؤخرة الترتيب بعد تسع جولات لم يحقق فيها أي فوز .
الحبش بين “للبعث” بأن الفتوة ناد عريق، وهو نادي ولّاد للاعبين مَهرة، وتاريخه يشهد بتميزه ، وبأنه الرقم الصعب، ومن المؤسف جداً أنه اليوم بات أشبه بالحصَّالة لبقية الفرق، تحصد نقاطها على حسابه ضمن تشكيلة قدّمت مالديها، وربما لايمكنها تقديم ماهو أفضل.
الحبش أشار إلى الظروف الصعبة التي تعمل فيها إدارة النادي الحالية متقدّماً لها بكل الشكر، غير أنه يضع عليها اللوم الكبير من حيث نوعية العقود التي أبرمتها مع بعض اللاعبين، وهي العقود التي تم إبرامها دون اللجوء إلى خبرات النادي ولاعبيه القدامى والذين سيكون لاستشارتهم الأثر الإيجابي في بلورة الرؤية أمام إدارة النادي، وبالطبع فإن أحداً من خبرات النادي لن يتأخر بطرح رأيه في التعاقدات الأخيرة، ليكون للإدارة وحدها الحق في إتمامها إو إعادة النظر فيها.
ويضيف الحبش بأن الاحتراف في الدوري هو سلاح ذو حدّين، أولهما المنفعة المالية، وثانيهما اللعب بقتالية ليكون للفتوة المكانة التي يستحقها، ويبدو من خلال غالبية التعاقدات أن الجانب المادي طغى على روح الدفاع عن اسم الفتوة بكل أسف.
ويؤكد الحبش أن الفتوة باقٍ في الدوري الممتاز حال لجأت الإدارة إلى مبدأ الثواب والعقاب، حيث لغاية اليوم لايوجد لدى اللاعبين مايُحفِّزهم لتقديم أفضل مالديهم طالما أن المبالغ المالية مستحقة في جميع الأحوال، وربما تناست الإدارة أن من سياسة التعاقدات أن يكون للنادي الحق في تخفيض قيمتها حال لمست تقاعساً أو عدم جدوى من الاستمرار في العقود.
ولم يُقلٍّل الحبش من أهمية التعاقد مع مدربين حصلوا على شهادات تدريبية، غير أن تلك الشهادات لاتتجاوز قيمة الورقة المكتوب عليها مضمون الشهادة مالم يمتلك المدرب الخبرة الكافية، والقدرة على قراءة المباراة واتخاذ القرار السليم في أحرج الأوقات.
وعن أهمية عودة النادي ليلعب في مدينة دير الزور، أشار الحبش إلى أن جماهير الفتوة الموجودة خارج المحافظة لايُستهان بها أبداً، وهي جماهير تُرفع لها القبعات بسبب مؤازرتها للنادي ومتابعته في كافة المباريات وهذا ليس بالغريب على جماهير الفتوة المخلصة، غير أن عامل الأرض له من الأهمية ماتساوي في قيمتها أهمية الجمهور، فالعدد الجماهيري خارج المحافظة لايعادل بشكل من الأشكال العدد الموجود في المحافظة، وهنا سيكون لعاملي الأرض والجمهور التأثير الحقيقي في متابعة ومحاسبة اللاعبين، فجمهور الفتوة لايرحم ولايتهاون أمام من لايُثبت في الملعب حبًّه للنادي وانتمائه الحقيقي له ، وهنا تكمن أهمية أن يلعب الفتوة على أرضه.
ويضيف الحبش بأن الأوان لم يفُت بعد وأن هناك فرصة حقيقية للتدارك شريطة الإخلاص للنادي واللعب بقتالية من أجله، منوّها إلى أن فرق المؤخرة ليست أفضل من الفتوة وهنا يكون الأمل كبيراً في البقاء في الدوري الممتاز.
غير أن الحبَش عبَّر عن أسفه الشديد بأن يكون حلم النادي البقاء في الدوري بعدما كان يُشكِّل رعباً حقيقياً لبقية الفرق، وإذا كان الاحتراف عامل مهم في الدوري، غير أن هذا الاحتراف انعكس سلباً على سوّية النادي.
واستغرب الحبش لماذا لايتم زجّ بعض اللاعبين الشباب في المباريات، وبخاصة من أبناء المحافظة في ظل وجود خامات رائعة وغيورة فيها، وهؤلاء سيّشكّلون رافداً فولاذياً للنادي ليكون له مايجب أن يكون، مع التذكير بأهمية غرس محبة النادي في اللاعب وأن يكون للفتوة الأولوية الكاملة على العامل المادي ، ومن هنا أقول أن الاحتراف في الدوري مازال منقوصاً.
وأشاد الحبش بخطوة الاهتمام بقواعد الفتوة، متمنياً من الجميع أن يؤازر هذه الخطوة لما لها من أهمية كبيرة في المستقبل ليحافظ النادي على مكانته وهيبته.
وعن حال المدربين الذين تعاقبوا على النادي يقول الحبش بأنه من غير الممكن تقييم مدرب من خلال مباراتين أو ثلاث، ومن غير المنطقي الحكم على مدرب بأنه فاشل أو ناجح مالم يواكب الفريق لأربعة أشهر على الأقل ليكون وقتها الحق للباقين في تقييم أدائه، وضَرَب الحبش مثالاً عن ذلك، كأن يتم تغيير المدرب بعد سلسلة خسارات، وفي أول مباراة يقود فيها الفريق يتمكن من الفوز فهذا لايعني أبداً أنه مدرب ناجح، والعكس صحيح، فإن أُنيط التدريب لمدرب ما بعد سلسلة من الفوز ثم خسر هذا المدرب أولى مبارياته فهذا لايعني أنه مدرب فاشل.
ويؤكد الحبش بأن أهم عامل لنجاح أي مدرب أن يكون مرافقاً للنادي منذ الخطوات الأولى لتشكيل الفريق، ويكون له حق الاختيار في التعاقد، والحقيقة أنه من الطبيعي جداً أن لاينجح أي مدرب فُرضِت عليه مجموعة من لاعبين ربما لايعرف المدرب غالبيتهم، وحينها ليس عليه سوى اللعب بهذه المجموعة المفروضة عليه.