الانتشار الواسع لكورونا بسجن “النقب” جريمة إسرائيلية وقحة!
على كارثيته، حمل فيروس كورونا كوارث إضافية إلى الأسرى الفلسطينيين القابعين في سجون الاحتلال، وسط مطالبات فلسطينية بتدخل دولي وصمت جهات الصحة العالمية، حيث جدّدت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة مطالبتها المجتمع الدولي بالضغط على سلطات الاحتلال للإفراج عن الأسرى المرضى وكبار السن في معتقلاتها ولا سيما في ظل انتشار فيروس كورونا.
وأوضحت الكيلة أن معتقلات الاحتلال بيئة خصبة لانتشار وباء كورونا جراء الإهمال الطبي المتعمد وممارسات سلطات الاحتلال التعسفية بحق الأسرى وعدم تزويدهم بالمستلزمات الطبية ومواد التعقيم للوقاية من الفيروس.
ولفتت الكيلة إلى ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا بين الأسرى وخاصة في معتقل النقب، مبيّنةً أن جميع الأسرى معرضون للإصابة ما يضع حياتهم في خطر وخصوصاً المرضى البالغ عددهم 700 أسير.
وشدّدت الكيلة على ضرورة إرسال لجنة طبية دولية للإشراف على الأوضاع الصحية للأسرى وحمايتهم من انتشار الفيروس.
بدوره، استنكر رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين اللواء قدري أبو بكر “الجريمة الوقحة” التي تُرتكب في سجن “النقب” الصحراوي من قبل إدارة السجون وحكومة كيان الاحتلال، والتي تتمثل بترك الأسرى فريسة لجائحة كورونا.
وقال أبو بكر: “إنّ ظهور 31 إصابة بفيروس كورونا خلال عدة أيام يُدلل على مدى الاستهتار واللامبالاة بحياة الأسرى داخل السجون والمعتقلات، وهو ما يُنذر بكارثة حقيقية في سجن “النقب”، الذي يحتجز في أقسامه وغرفه ما يقارب 1200 أسير، بينهم مرضى وكبار في السن”، مطالباً اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية بالتحرك الفوري والسريع لوقف هذه الجريمة.
في سياق متصل، أفاد نادي الأسير أن الأسرى في سجن “ريمون” عبروا عن قلقهم الشديد بعد الإعلان عن إصابة 16 سجّاناً بفيروس كورونا، وعلى ضوء ذلك تم إغلاق كافة الأقسام في السجن، علماً أن سجن “ريمون” جرى إغلاقه عدة مرات سابقاً بعد الإعلان عن إصابات بالفيروس بين السّجانين، والذين يُشكلون المصدر الأول لانتقال العدوى للأسرى.
في السياق ذاته، حذّرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين من تردي الوضع الصحي للأسير جمال عمرو جراء ممارسات سلطات الاحتلال التعسفية بحقه وفي مقدمتها الإهمال الطبي المتعمد.
وقالت الهيئة في بيان: “إنّ الأسير عمرو يواجه أوضاعاً صحية سيئة للغاية منذ عام 2018 وبحاجة ماسة لرعاية طبية عاجلة حيث يعاني من أورام في الكبد والكلى ومن مشاكل في الأسنان والمعدة والأعصاب”.
وفي تقرير سنوي، أكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى بأن عمليات الاعتقال بحق المقدسيين تصاعدت خلال العام الماضي، رغم جائحة كورونا، وتصدّرت مدينة القدس المحتلة المدن الفلسطينية في عدد حالات الاعتقال، حيث رصد 2000 حالة اعتقال خلال العام منهم 360 طفل و82 سيدة.
وأوضح مدير المركز رياض الأشقر أن نسبة الاعتقالات من القدس شكلت حوالي 42% من نسبة الاعتقالات التي جرت في كل أنحاء الأراضي خلال عام 2020، والتي بلغت 4700 حالة اعتقال.
وشهد شهر كانون الثاني أعلى نسبة اعتقالات في القدس والتي بلغت حوالي 245 حالة، وأقلّها كان في شهر نيسان وبلغت 90 حالة اعتقال.
وطالت الاعتقالات عدد من القيادات الإسلامية والوطنية من القدس، منهم رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، كذلك طالت الاعتقالات نائبين من نواب القدس ووزير شؤون القدس السابق المهندس خالد إبراهيم أبو عرفة.
وأفاد الأشقر بأن الاحتلال صعد العام الماضي من استهداف النساء المقدسيات، وخاصة المرابطات في المسجد الأقصى، حيث وصلت حالات الاعتقال بين النساء إلى 82 حالة بينهن 10 قاصرات، كما طالت الاعتقالات الأطفال القاصرين، وبلغت حالات الاعتقال بين القاصرين من القدس 360 طفل، من بينهم 41 طفل لم تتجاوز أعمارهم الـ14 عاماً.
ميدانياً، داهمت قوات الاحتلال قرية دير نظام شمال رام الله في الضفة الغربية وحاصرتها وأغلقتها بالكامل واعتدت على الفلسطينيين وفتشت منازلهم واعتقلت 15 منهم.
كما استولت سلطات الاحتلال على عشرات الدونمات من أراضي الفلسطينيين في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية، وقال مدير هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في بيت لحم حسن بريجية: “إنّ سلطات الاحتلال استولت على عشرات الدونمات من أراضي الفلسطينيين في موقع الشفا ووادي الهندي في بلدة الخضر جنوب بيت لحم ومنطقة أم الطلع في قرية أرطاس وموقع وعر أبو مهر والعقبان والمروج في قرية التعامرة شرق المدينة بهدف توسيع عمليات الاستيطان”.
واقتحمت قوات الاحتلال منطقة خلة حسان غرب مدينة سلفيت في الضفة بعدد من الجرافات وقامت بتجريف مساحات واسعة مزروعة بأشجار الزيتون والعنب لتوسيع عمليات الاستيطان.
إلى ذلك، اقتحمت قوات الاحتلال مدينة قلقيلية ومنطقة الحاووز في الخليل وبلدة جبع في جنين واعتقلت أربعة فلسطينيين.
من جهة أخرى، فتحت قوات الاحتلال نيران أسلحتها الرشاشة باتجاه المزارعين الفلسطينيين شرق خان يونس والشجاعية شرق قطاع غزة المحاصر وشرق جباليا وبيت حانون شماله ما اضطرهم إلى مغادرة أراضيهم.