هل يتهاوى حلم “السلطان” أردوغان مع تراجع شعبيته؟!
تتراجع شعبية رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان وتتكشف مزيد من الدلائل على انهيار مشروعية حكمه، حيث أكد رئيس حزب الديمقراطية والتقدم المعارض في تركيا علي باباجان أن الشعب التركي بمختلف شرائحه مستاء من سياسات رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان وتصريحاته المستفزة.
وقال باباجان في تغريدة على تويتر تعليقاً على التصريحات الأخيرة لأردوغان التي سخر فيها من بعض النساء المحجبات وتشبيهه لهن بـ”عارضات الأزياء”: “إن أولئك الأشخاص الذين يحاولون تشكيل الناس والحكم من خلال النظر إلى أفكارهم وملابسهم ولغتهم وأسلوب حياتهم هم سياسيون عفا عليهم الزمن”، مضيفاً: “لا يصح أن يكون الناس مادة سياسية لأي شخص”.
إلى ذلك، كشف استطلاع حديث للرأي عن تقدّم رئيس بلدية أنقرة، السياسيّ المعارض منصور يافاش على رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان بفارق يصل إلى أكثر من ثلاث نقاط، وذلك في تأكيد على تراجع شعبية أردوغان وازدياد شعبيّة معارضيه.
وتكشف استطلاعات الرأي عمّا تحاول حكومة الرئيس أردوغان التعتيم عليه من مشكلات متفاقمة في البلاد، وبخاصة في الاقتصاد والصحة والعمل، ناهيك عن التراجع الكبير في الحريات وحقوق الإنسان.
في هذا السياق، صرح رئيس مؤسسة “ميتروبول” للاستطلاعات أوزر سينكار أنه وفقًا لأحدث أبحاثه، سيتم تشكيل تفضيلات التصويت للمرشحين للرئاسة التركية على النحو التالي في حالة إجراء الانتخابات:
حزب العدالة والتنمية: 30.6 %، حزب الشعب الجمهوري: 20 %، الحزب الصالح: 8.9٪، حزب الشعوب الديمقراطي 8.7%، حزب الحركة القومية 6%، حزب التقدم والديمقراطية: 1.7 %، حزب المستقبل:1.3%، المحتجون والمترددون 21.3 %.
وإذا تنافس أردوغان ومنصور يافاش في الانتخابات الرئاسية المحتملة، فإن أردوغان يحصل على 40.7٪ من الأصوات، بينما يرتفع تصويت يافاش إلى 43.9٪، ويحلّ يافاش وأردوغان ورئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو ووزير الداخلية سليمان صويلو في المراكز الأربعة الأولى في مستوى تقدير السياسيين.
وتزداد الأوضاع في تركيا سوءاً بنسبة 64.8٪، وأبدى 21.7 في المئة فقط عن رضاهم على الأوضاع، أمّا أهمّ مشاكل البلاد فقد رأى المشاركون في الاستطلاع أنّها: الاقتصاد 49.5 في المئة، وفيروس كورونا 13.2 في المئة، والبطالة 12.3 %.
في الأثناء، اختير رئيس بلدية إسطنبول المعارض أكرم إمام أوغلو ليكون أنجح رئيس بلدية للمدن الكبرى في تركيا، وفقاً لمسح أجرته مؤسسة سونار لاستطلاعات الرأي.
وأفادت صحيفة جمهورييت أن عمدة حزب الشعب الجمهوري حصل على 56.4 في المئة من الأصوات من سكان إسطنبول في الاستطلاع الذي أجري في أكثر من 20 مدينة تركية في الفترة بين 1 تشرين الثاني و 27 كانون الأول.
وسطع نجم أكرم إمام أوغلو، رئيس بلدية إسطنبول، واشتهر على الساحة المحلية والدولية بعد فوزه في الانتخابات المحلية لعام 2019 في أكبر مدينة في تركيا.
وأنهى انتصار إمام أوغلو البالغ من العمر 50 عاماً، حكم حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي امتدّ لـ 25 عاماً، بعد توليه منصبه في حزيران 2019، في العاصمة الاقتصادية التي تضم حوالي 16 مليون شخص.
فيما جاء عمدة حزب الشعب الجمهوري لأنقرة منصور يافاش في المرتبة السادسة، بنسبة دعم بلغت 52.5 في المائة.
وفي أيلول، كشف أكرم إمام أوغلو جانباً من الفساد الذي تورّط فيه أردوغان وصهره بيرات البيرق، ومقربون منه في قيادة حزب العدالة والتنمية، وعرض مئات السيارات المستأجرة تحت إدارة حزب العدالة والتنمية السابق للفت الانتباه إلى الإنفاق والهدر من قبل الحزب الحاكم، كما كشف إمام أوغلو عن استئجار البلدية 2741 سيارة، على الرغم من وجود 815 مدير فقط يستخدمون السيارات، في حين أن بقية السيارات ذهبت بمعظمها إلى المحسوبين على “العدالة والتنمية” وأصدقائهم.
كما أماط إمام أوغلو اللثام عن إقرار أردوغان منح 14 مليار ليرة تركية (02.3 مليار دولار) كدعم للشركات المقربة منه ومن حزبه الحاكم، وتضمن الدعم الإعفاء من جميع الضرائب لمدة عشر سنوات، ودفع رواتب معظم الموظفين الجدد، وقسم من فواتير الطاقة ومقتطعات التأمين الاجتماعي.