إذن السفر ونصف الوجبة
مع انعدام الدعم للرياضات الفردية بشكل خاص، وارتفاع تكاليف الاستعداد والمشاركة في أية بطولة، بات الخطر محدقاً بهذه الألعاب، مهدداً إياها بالاندثار، وكل ذلك يترافق مع خطوات متثاقلة من المكتب التنفيذي لدراسة الواقع وتشخيص الداء على أمل الوصول للدواء.
فبينما يتنعّم لاعبو كرتي القدم والسلة “المحترفون” بملايين الليرات بين رواتب ومقدمات عقود ومكافآت دون حسيب أو رقيب، نجد أن أبطال الألعاب الفردية لايزالون يبحثون لأنفسهم عن راتب شهري يعينهم على الاستمرار في ممارسة ألعابهم، وليس تكوين ثروة، أو تأمين مستقبل، فهم ليسوا محترفين، ولم يشملهم قانونه الذي لم يقدم لرياضتنا أية إضافة تطويرية.
ولا ندري حقيقة كيف سنقول إن التعويض اليومي “إذن السفر” لأي لاعب في الرياضات الفردية خلال بطولات الجمهورية لا يتجاوز الـ 1500 ليرة متضمناً تكاليف الإطعام والإقامة والمصروف الشخصي، فهذا الرقم المخجل الذي لا يكاد يكفي ثمناً لنصف وجبة لائقة سيشكّل عائقاً أمام أي تصور للتحسن في هذه الألعاب، فكيف سيقدم اللاعب مستوى جيداً، ويكون اللبنة الأولى للمنتخبات الوطنية وهو يخوض مبارياته جائعاً، حتى وصل البعض من اللاعبين للتساهل في المباريات علّه يخسر حتى لا يكمل أيام البطولة علّه ينجو من تحمّل تكاليف الأيام الإضافية.
فعن أية رياضة نتحدث ونحن نرى ألعاباً يحجم الجيل الجديد عن ممارستها نتيجة عدم وجود دعم أو اهتمام بها نتيجة الالتفات للألعاب الجماهيرية التي لم تقدم لرياضتنا أية مساهمة، بل استنزفتها مالياً لأبعد الحدود، مصادر لـ “البعث” كانت قد أشارت قبل فترة لوجود دراسة لرفع تعويضات اللاعبين “إذن السفر”، لكن المصادر ذاتها كشفت أن القيمة الجديدة لن تزيد عن مضاعفة المبلغ أو أكثر بقليل، وهو أمر لن يكون كافياً أيضاً لسد رمق اللاعبين.
وبعيداً عن قيمة الرقم فإن كل هذه المداولات تبقى في الإطار النظري، وتتم مناقشتها في أروقة المكتب التنفيذي، ولم تتبلور صورتها النهائية حتى الآن بشكل رسمي، وربما يكون الموضوع مؤجلاً لحين انعقاد المجلس المركزي للاتحاد الرياضي العام نهاية الشهر الجاري كونه السلطة الأعلى رياضياً، لكن هذه الجزئية إن صحت فإنها تطرح نقطة في غاية الأهمية تتعلق بالوقت الذي مر خلال العام بلا نشاطات دون استغلاله لمناقشة مثل هذه القضايا المهمة.
مؤيد البش