صالح: لعقد سياسي جديد يمكّن العراقيين من بناء دولة ذات سيادة كاملة
في الذكرى الأولى لاغتيال الشهيدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، حذّر الرئيس العراقي برهم صالح من استمرار استباحة البلاد واختراقها، وشدد على ضرورة إبعاد الوصاية والتدخل الخارجي عنها، رافضاً تحويل العراق إلى ساحة صراع للآخرين.
وخلال كلمته في حفل تأبيني للشهداء أقامته هيئة الحشد الشعبي في بغداد، دعا صالح إلى عقد سياسي جديد يسمح للعراقيين ببناء دولة ذات سيادة كاملة، مشيراً إلى أن هذا العقد الجديد يعالج الأخطاء المتراكمة التي أدت إلى تصدع منظومة الحكم القائم، مشدداً على أن ذلك لن يتحقق من دون إصلاحات ومعالجة مكامن الخلل من أجل تغيير واقع العراقيين وتحقيق حياة كريمة تليق بهم.
الرئيس العراقي حذر أيضاً من وجود مخططٍ لإشغال العراقيين بصراعات داخلية تستنزفهم وتضعف كيانهم وتهدده، ولفت إلى أنه لا يمكن الاستمرار والبلد مستباح والدولة منتهكة ومخترقة، مؤكداً أن أوضاع البلاد لن تستقيم “من دون أن يكون شعبه سيد نفسه بعيداً من أي وصاية أو تدخل خارجي”.
وقال: “نعيش في ظروف بالغة التعقيد والحساسية في ظل تحديات إقليمية وأزمات اقتصادية تتطلب من الجميع النظر إليها بروح المسؤولية الوطنية وضبط النفس وعدم السماح لأحد بالتلاعب بمقدرات البلد”.
وأضاف قائلاً: “العراق المستقل ذو السيادة الكاملة هو قرار وإرادة تلتزم بمرجعية الدولة، والدستور يعد ركناً أساسياً لمنظومة إقليمية قائمة على احترام حق الشعوب ونبذ الصراعات”.
وأبرز صالح التحديات التي يواجهها العراق، مذكراً العراقيين بأنهم واجهوا أعتى هجمة إرهابية من قبل تنظيم “داعش”، واستطاعوا بصمودهم وبسالة القوات المسلحة تحقيق الانتصار عليه.
من جهته، أكد رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض أن الحشد سيبقى أميناً لمهندسه القائد الشهيد الحاج أبو مهدي المهندس وكل الشهداء، معرباً عن شكره لجميع الجهات التي ساهمت في إنجاح احياء ذكرى استشهاد قادة النصر.
وقال: “إن العراق يقف اليوم بعد مرور عام على استشهاد قادة النصر شامخاً رافعاً علمه”، مشدداً على ضرورة حفظ السيادة والقرار الوطني، ومؤكداً أن انسحاب القوات الأميركية وتنفيذ قرار مجلس النواب بهذا الخصوص أصبح واجب التنفيذ ويعد وفاءً لدماء الشهداء.
ميدانياً، قُتِل جندي عراقي خلال اشتباكات مع إرهابيين جنوب العاصمة العراقية بغداد، وقال مصدر أمني: “إنّ جندياً قتل الليلة الماضية في اشتباك مع عناصر إرهابية ضمن قرية المروح في قضاء الرضوانية”، دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
من جهة أخرى، أفاد المصدر بأن القوات الأمنية صدّت هجوماً إرهابياً على أحد أبراج المراقبة بالقرب من منطقة الطارمية شمال بغداد، موضحاً أن الهجوم لم يتسبب بوقوع إصابات فيما لاذ الإرهابيون المهاجمون بالفرار.