فوضى وهلع في الكونغرس الأميركي بعد اقتحام أنصار ترامب قاعاته
علق مجلسا النواب والشيوخ جلسة التصديق المشتركة على فوز جو بايدن، عقب اقتحام أنصار الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب مبنى الكونغرس، بعد أن دعاهم للتوجه للمبنى لمنع ما وصفوها بسرقة الانتخابات، ما اضطر أمن الكونغرس لاستخدام الغاز المسيل للدموع والتلويح بالسلاح لاجبار المحتجين على مغادرة القاعة، فيما ذكرت محطة “إم.إس.إن.بي.سي” أن رئيسة مجلس النواب الأميركي الديمقراطية نانسي بيلوسي ورئيس بلدية العاصمة واشنطن طالبا بقدوم الحرس الوطني لإخراج المتظاهرين من الكونغرس.
وقال النائب الأميركي دان كيلدي: إن “أمن المجلس وشرطة الكابيتول أشهروا مسدساتهم بينما راح متظاهرون يطرقون على الباب الخارجي للقاعة”، مضيفا “صدرت لنا تعليمات بأن نستلقي على الأرض ونضع الأقنعة الواقية من الغاز”.
ونقلت سي إن إن عن شرطة واشنطن تأكيدها أنها طلبت دعماً أمنياً إضافياً، في حين أعلن عمدة المدينة فرض حظر التجول في كافة أرجاء المدينة.
وأظهرت مقاطع متداولة هتافات المتظاهرين خارج المبنى، وقرع الأبواب وتكسير النوافذ، وسط محاولات من الشرطة لإغلاق الأبواب.
هذا ونقلت شبكة “سي إن إن” أنباء عن مواجهة مسلحة عند باب قاعة مجلس النواب الأميركي، كما نقلت عن مصادر اصابة سيدة بإطلاق نار في مبنى الكابيتول هيل.
ووفق وسائل الاعلام فان مناصرين لترامب اقتحموا البوابة الرئيسية لقاعة مجلس الشيوخ بالقوة بعد كسر بعض أجزائها، وأشهر عناصر الشرطة مسدساتهم داخل مجلس النواب لحماية المشرعين. كذلك حطم المتظاهرين نوافذ مبنى الكونغرس ودخلوا إلى قاعاته.
وتحدثت وسائل إعلام أميركية عن إجلاء أعضاء الكونغرس كافة من المبنى إلى مكان آمن وسيعودون لاحقاً بعد استتاب الأمن.
أحد أعضاء مجلس الشيوخ قال لوسائل الإعلام: “لا أستطيع تحديد المكان الآمن الذي نقلنا إليه”. من جهته، قال معاون لكاملا هاريس نائبة الرئيس المنتخبة إنها “آمنة ولم يفصح عن مكانها”.
أما عضو في مجلس الشيوخ الأميركي، قال إن “عناصر الشرطة يشهرون مسدساتهم داخل مجلس النواب الأميركي لحماية المشرعين”.
بدوره، نقل مراسل “نيويورك تايمز” على “تويتر” عن السناتور الجمهوري رومني، قوله إن “ترامب هو السبب في هذا التمرد”.
ووصف مذيع شبكة سي ان ان الأميركية جيك تابر تواجد حشود المتظاهرين المحيطة بمبنى الكونغرس بأنها محاولة للانقلاب، فيما نقلت الشبكة الإخبارية عن نائب الرئيس مايك بنس دعوته إلى وقف العنف والدمار في مبنى الكابيتول.
من جهته، قال كبير مفتشي أسلحة الدمار الشامل السابق في العراق سكوت ريتير: إن “ما يجري في الكونغرس محاولة انفصالية وكيفية مواجهة الشعب لهم ستكون حاسمة”.
وأفادت تقارير عن نقل نائب الرئيس مايك بنس إلى مكان آمن.
وفي تغريدة على تويتر قال ترامب: “لم يكن لدى مايك بنس الشجاعة للقيام بما كان ينبغي القيام به لحماية بلدنا ودستورنا”!، ودعا مناصريه عبر تويتر لدعم شرطة الكونغرس وقوات إنفاذ القانون والحفاظ على سلمية الاحتجاجات.
ترامب يحشد أنصاره
وقبيل جلسة الكونغرس للتصديق على النتائج، جدّد الرئيس الأميركي المنتهية ولايته عدم اعترافه بالهزيمة أمام بايدن، وأكد تزوير نتائج الانتخابات الرئاسية، متهما الإعلام بعدم النزاهة.
وقال ترامب لحشد من أنصاره في متنزه قرب البيت الأبيض “لن نستسلم أبدا ولن نعترف بالهزيمة”، وأشار إلى أنه تم تزوير الانتخابات “كما لم يحدث سابقا”، مؤكدا “سنوقف السرقة”.
وتابع أنه فاز بالانتخابات فوزا كبيرا وأن النتائج لم تكن متقاربة، مشيرا إلى أنه حصل على 75 مليون صوت انتخابي، “ومع ذلك يقولون إنني لم أفز”.
وعقد ترامب آماله على نائبه مايك بنس قائلا “آمل أن يقوم بنس بالعمل الصحيح لأنه لو فعل ذلك سنفوز بالانتخابات”
وأضاف الرئيس المنتهية ولايته أن على بنس حماية الدستور، موضحا أن كل ما عليه القيام به هو أن يطلب من الولايات إعادة النظر في التصديق على الانتخابات.
وشنّ هجوما على وسائل الإعلام والصحافة، وطالبهم بإدارة الكاميرات لمشاهدة الآلاف كما يقول، متهما الإعلام والصحافة بصورة عامة بأنهما عدوّ الشعب.
وفي الوقت ذاته وجه ترامب سهامه إلى من وصفهم بالجمهوريين الضعفاء الذين “ينافسون كملاكم يداه مربوطتان خلف ظهره”.
وفي هجومه على غريمه بايدن قال ترامب “ستحصلون على رئيس غير شرعي لكن لا يمكننا السماح بذلك”.
ورداً على ترامب، قال زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، “لا يمكن للشك الشعبي أن يبرر الانقلاب على نتائج الانتخاب”، مضيفاً “لن نرى أمتنا تقبل بنتيجة أي انتخابات في المستقبل إذا شككنا في نتائج هذه الانتخابات”.
وأوضح ماكونيل “لا يمكننا الابتعاد عن مسار القانون وأن نتجه إلى عدم الثقة بالمؤسسات”، مشدداً على أن “حماية النظام الدستوري تتطلب احترام حدود السلطات التي نملكها ومن غير المنطقي الانقلاب على خيار الشعب”.
أما زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر، قال إن “الكونغرس لا يحدد نتيجة الانتخابات بل الشعب من يحددها”.
وفي كلمة له أكّد شومر أن “الشعب الأميركي انتخب بايدن وهاريس ليشغلا منصبي الرئيس ونائبة الرئيس”، مضيفاً أن “أصحاب النوايا الحسنة من الفريقين سيفسرون لماذا تستحق طعون ترامب الرفض”. كما اعتبر أن الرهان اليوم هو على حماية الديمقراطية.