تأمين السكن وتطوير المناهج أبرز صعوبات المعاهد المتوسطة
دمشق – ميس خليل
ثمّة صعوبات جمّة تعاني منها المعاهد المتوسطة، تتمثّل بواقع المناهج التي تحتاج بشكل دائم للتطوير بما يتواءم مع سوق العمل، خاصة وأن تلك المعاهد تقنية تخرّج مساعداً مجازاً أو تمنح دبلوماً تقانياً للخريجين، إضافة إلى أن هناك معاهد ليس لديها كتب وتعتمد على النوطة التي يقدّمها مدرّس المادة، ومن الممكن أن تتغيّر في العام الذي يليه، وعليه فمن الضروري أن يكون الكتاب الجامعي حاضراً في كل عام دراسي.
وأشار رئيس فرع دمشق للاتحاد فادي عوض في حديث لـ”البعث” إلى المشكلة الأخرى التي يعاني منها أغلب طلبة المعاهد والمتمثلة بالدوام، فحسب اللائحة الداخلية للمعاهد مطلوب دوام 90%، لكن الاتحاد يراها نسبة كبيرة جداً، وعليه لابد من أن يكون هناك تعديل في اللائحة الداخلية بخصوص الدوام.
أما في الحديث عن مقرات تلك المعاهد فهي – بحسب عوض – بأغلبها غير مناسبة وغالباً ما تكون باحاتها صغيرة، إضافة إلى عدم وجود استراحات، ولذلك فإنه من الضروري تأمين مستلزمات البنى التحتية وتوفيرها للطلبة.
وفي حين هناك صعوبة في تأمين السكن الجامعي، الهاجس الأكبر الذي يعاني منه طلبة المعاهد، لأن السكن حالياً مخصّص فقط لطلاب التعليم العالي، يشير عوض إلى أنه تمّ طرح مقترحات كثيرة ضمن المؤتمرات الطلابية السنوية كي تقوم كل وزارة يتبع لها بعض المعاهد بإقامة وحدات سكنية لطلاب معهدها كونه لا يقلّ عدد طلاب كل معهد سنوياً عن 100 إلى 200 طالب، كما أن هناك الكثير من المعاهد لا تعلن أثناء المفاضلة عن تقديمها للسكن، ما يضطر الطالب لاستئجار غرفة أو يضطر للعودة إلى محافظته، موضحاً في هذا الإطار وجود سكن داخلي مخصّص لمعاهد وزارة التربية (الرياضة والموسيقى والتربية الفنية)، ولكن منذ ثلاث سنوات تقريباً أخليت وتمّ إيقاف قبول السكن فيها. لكن وبرأي عوض لابد من عودة هذا السكن الداخلي لتلك المعاهد حتى ولو برسوم سنوية بسيطة للطلاب، كالمدينة الجامعية، إضافة إلى صعوبات أخرى تتمثّل بقلة موظفي شؤون الامتحانات، وهذا ما يؤجل صدور الامتحانات وأحياناً تصدر النتائج بعد شهر.
عوض تحدث عن عمل مجلس المعهد والذي يترأسه مدير المعهد وممثل عن نقابة المعلمين ومعاون مدير المعهد وممثل عن اتحاد الطلبة، وهذا المجلس يكون أعلى سلطة في هذه المعاهد، ومن المفروض بحسب اللائحة الداخلية أن يُعقد مرة على الأقل كل شهر، لكن في بعض المعاهد لا يُعقد مطلقاً وليس له أية فعالية لتطوير المناهج، كما لابد أن يقدم مقترحات لإقامة أنشطة طلابية ثقافية أو فنية أو رحلات وتخصيص ميزانيات لها.
وتعرّضت مقرات معاهد عدة في بداية الأزمة أو الحرب الكونية على سورية للتخريب وخرجت عن الخدمة، كمعاهد التربية الفنية والموسيقية في الحجر الأسود ومعهد الصناعات النسيجية في حرستا ومعهد الشريعة ومعهد تقنيات الحاسوب ومعهد الصناعات الكيميائية في العباسيين. وهنا بيّن عوض أنه سيكون هناك في الفترة القادمة خطة لإعادة إعمار هذه المعاهد من جديد مع توفر البنية التحتية في تلك المناطق، حيث تمّ إعادة تأهيل المعهد النسيجي في حرستا بالتعاون مع الطلاب وإدارة المعهد.
وذكر عوض أن الاتحاد الوطني لطلبة سورية يتجه بشكل دائم نحو الأنشطة النوعية، ففي بداية العام الدراسي تمّ القيام بعمل تطوعي في معاهد الاقتصاد المنزلي من خلال صناعة الكمامات، إذ تمّ تصنيع كمامات للاتحاد الوطني لطلبة سورية وإعادة توزيعها على المحافظات، إضافة إلى النشاطات الأخرى التي يقوم بها الاتحاد عبر إعادة إعمار مدارس عديدة في محافظة ريف دمشق، وإقامة بطولات رياضية دائمة بمختلف الألعاب الرياضية، إضافة إلى الاهتمام في هذه الفترة بالقيام بحملات التشجير، وأيضاً رعاية المتفوقين والمتميزين، وآخرها كان المتلقى الذي قام به الاتحاد بعنوان ملتقى التفوق الجامعي.