أخبارسلايد الجريدةصحيفة البعث

انتكاسة جديدة لترامب.. الديمقراطيون يسيطرون على غرفتي الكونغرس

بالتزامن مع التظاهرات التي دعا إليها الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب أنصاره في محاولة الضغط لقلب نتائج الانتخابات، جاءت نتيجة انتخابات الإعادة في جورجيا مخيبة لآمال ترامب ومؤيديه وتشكل انتكاسة جديدة لهم حتى انتخابات التجديد النصفي، إذ سيسيطر الديمقراطيون على مجلسي الكونغرس، الشيوخ والنواب، في آن معاً، لأول مرة منذ سنوات بعد فوز مرشحيهما، حيث أعلنت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي فوز المرشحين الديمقراطيين جون أوسوف ورافائيل وارنوك بمقعدي مجلس الشيوخ عن ولاية جورجيا.

وأكدت بيلوسي أنه سيكون للولايات المتحدة مجلسا شيوخ ونواب يقودهما الحزب الديمقراطي ويعملان مع بايدن ونائبته.

يأتي ذلك بعد أن أعلن المرشح الديمقراطي جون أوسوف فوزه بالمقعد الثاني في مجلس الشيوخ الأميركي بالانتخابات الفرعية في ولاية جورجيا، مؤكداً أن فوزه سيمنح بايدن السيطرة على المجلس، وقال في بيان: “جورجيا، شكراً جزيلاً على الثقة التي أوليتها لي، يشرفني دعمكم وتقديركم وثقتكم وأتطلع لخدمتكم”.

وفي حال تأكد فوزه سيكون أوسوف البالغ من العمر 33 عاما أصغر سيناتور ديمقراطي منذ جو بايدن في 1973.

كما كان المرشح الديمقراطي رافائيل وارنوك -وهو قس في الكنيسة التي كان مارتن لوثر كينغ الابن يلقي عظاته فيها- أعلن هو الآخر فوزه على السيناتورة الجمهورية الحالية كيلي لوفلر، ليصبح أول سيناتور من أصول افريقية في تاريخ الولاية التي تقع في قلب الجنوب الأميركي.

واكتسبت الانتخابات أهمية كبيرة في ضوء الانقسام الذي تشهده البلاد، كما أنها حطمت الأرقام القياسية في عدد الناخبين الذين شاركوا في التصويت المبكر، وفي حجم الإنفاق على الحملة الانتخابية، إذ وصفت بأنها الأكثر كلفة في تاريخ انتخابات مجلس الشيوخ، حيث أنفق الحزبان الجمهوري والديمقراطي نصف مليار دولار تقريباً على الدعاية الانتخابية والحملات.

ومما يشير إلى أهمية السباق أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس المنتخب جو بايدن شاركا، الاثنين، في مهرجانين انتخابيين لحزبيهما في الولاية، لحث أنصارهما على التصويت بكثافة في هذه الانتخابات.

وبهذا الفوز تتساوى الكفتان “50 مقعداً لكل حزب في المجلس المؤلف من 100 مقعد”، وهذا سيمكن الديمقراطيين من تمرير أي قرار بسهولة، إذ ينص الدستور الأميركي على أن نائبة الرئيس المقبلة كامالا هاريس سيكون لها الكلمة الفصل في التصويت.

ويمثل أداء الديمقراطيين في هذه الولاية الجنوبية المحافظة تقليدياً، صفعة قاسية للحزب الجمهوري. وإذا تأكد النصر المزدوج، فإن الجمهوريين، بعد خسارتهم البيت الأبيض سيخسرون أيضاً مجلس الشيوخ.

ونجح الديمقراطيون المدفوعون بفوز جو بايدن في الولاية في 3 تشرين الثاني، وهو الأول منذ العام 1992، في حشد ناخبيهم، خصوصاً من ذوي الأصول الإفريقية منهم، وهو مفتاح أي نصر ديمقراطي.

يتزامن ذلك مع اجتماع الكونغرس بمجلسيه لفرز نتائج تصويت أعضاء المجمع الانتخابي والتصديق عليها، ويترأس نائب الرئيس مايك بنس التصويت بصفته رئيساً لمجلس الشيوخ ويُعلن النتائج، ويصبح المرشح الذي يحصل على ما لا يقل عن 270 صوتاً من أصل 538 صوتاً انتخابياً؛ الرئيس المقبل.

وأظهر تصويت أعضاء المجمع الانتخابي بالولايات الخمسين -إضافة إلى العاصمة واشنطن- فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن بـ306 أصوات، مقابل حصول المرشح الجمهوري دونالد ترامب على 232 صوتاً.

وكانت خطوة عدّ الأصوات والتصديق عليها في الجلسة المشتركة لمجلسي الكونغرس حدثاً روتينياً يهدف إلى تقنين نتائج يقبل بها المرشحان وحزباهما، لكن وبسبب استمرار رفض الرئيس ترامب الاعتراف بالهزيمة وادعائه سرقة الانتخابات وتزويرها تتجه الأنظار إلى ما يمكن أن يؤول إليه الاجتماع، وسط ضغط ترامب على نائبه بنس ليقلب النتائج لصالحه.

وقال ترامب: “إنه ونائبه بنس متفقان تماماً على أن نائب الرئيس لديه سلطة التصرف”، وأضاف: “إن خيارات عديدة لدى نائب الرئيس بموجب الدستور، ويمكنه إلغاء المصادقة على النتائج أو إعادة إرسالها إلى الولايات للتعديل والتصديق عليها”.

وكان بنس أعلن “مشاركته ملايين الأميركيين قلقهم بشأن تزوير الانتخابات الرئاسية”، وترحيبه بجهود معارضة تصديق الكونغرس عليها.

وسبق أن نشرت صحيفة واشنطن بوست تقريراً يقول إن نائب الرئيس الأميركي يتعرض لضغوط شديدة من ترامب وبعض السياسيين الجمهوريين و”المؤيدين المتشددين” لعرقلة إجراءات إعلان فوز بايدن بالرئاسة، وأوردت أن بعض أنصار ترامب المتشددين يقولون إن بنس سيكون “خائناً إذا لم يعرقل الإجراءات بطريقة ما”.

في الاثناء، تتفاعل قضية المكالمة الهاتفية المسربة لترامب داخل الولايات المتحدة، حيث استنكر الديمقراطيون الضغوط التي يمارسها ترامب لقلب نتائج الانتخابات في جورجيا.

كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، وصفت جهود ترامب لإلغاء نتائج الانتخابات في جورجيا بأنها “إساءة استخدام جريئة للسلطة”، وقالت في كلمة ألقتها خلال حملة انتخابية في مدينة سافانا في جورجيا، دعماً لمرشحي الحزب الديمقراطي في جولة الإعادة لاختيار ممثلي الولاية في مجلس الشيوخ: “إن تصرفات الرئيس الحالي تكشف “صوت اليأس” الذي في داخله”.

من جهته، قال كبير مستشاري الرئيس المنتخب بوب باور: “إن المكالمة المسربة تعد دليلاً قاطعاً على قيام ترامب بالضغط على مسؤول في حزبه، لدفعه إلى إلغاء فرز الأصوات القانونية المعتمدة في ولايته، وتلفيق أصوات أخرى بدلاً منها”، مضيفاً: “إن المكالمة تجسد الرواية المخزية كلها عن هجوم ترامب على الديمقراطية الأميركية”، وفق تعبيره.

واعتبر رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب النائب الديمقراطي آدم شيف أن المكالمة تندرج ضمن أبشع حالات إساءة استخدام السلطة من جانب ترامب، وقد تكون “ذات طبيعة إجرامية”، بحسب قوله.

هذه التصريحات المنددة تأتي بعدما نشرت صحيفة “واشنطن بوست” تسجيلاً صوتياً يظهر استجداء ترامب لسكرتير ولاية جورجيا الجمهوري براد رافينسبرجر، من أجل الحصول على أصوات في الانتخابات التي خسرها، قائلاً: “انظر.. هذا كل ما أريد منك فعله. كل ما أريده هو إيجاد 11780 صوتاً.. لأننا فزنا بالولاية”.