بعد ليلة دامية.. الكونغرس يصادق رسمياً على فوز بايدن بالانتخابات
بعد أحداث فوضى وعنف واقتحام مبنى الكونغرس من قبل أنصار الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، صدق الكونغرس الأميركي في جلسة مشتركة لمجلسيه الخميس على فوز جو بايدن برئاسة الولايات المتحدة الأميركية.
وقد توقفت الجلسة مساء أمس لساعات بسبب اقتحام أنصار الرئيس دونالد ترامب لها.
تزامن ذلك مع رفض مجلس الشيوخ بأغلبية ساحقة الاعتراض الذي قدّمه مشرّعون جمهوريون على فوز بايدن في الانتخابات الرئاسية بولاية أريزونا.
وبأغلبية 93 مقابل 6، صوّت أعضاء المجلس ضدّ الاعتراض الذي قدّمه برلمانيون جمهوريون على نتيجة الانتخابات في ولاية أريزونا.
وبعد ذلك اجتمع مجلسا الكونغرس في جلسة مشتركة، ترأسها مايك بنس نائب الرئيس، وذلك لإكمال عملية المصادقة على نتائج الانتخابات الرئاسية، وبدأ المجتمعون باستعراض نتائج مختلف الولايات للمصادقة عليها، كما استعرضوا بعض الاعتراضات على نتائج ولايات أخرى مثل بنسلفانيا.
ورفض مجلس الشيوخ الاعتراض على نتائج الانتخابات في بنسلفانيا بـ 92 صوتاً مقابل 7 أصوات.
وفي مجلس الشيوخ استهل بنس الجلسة بالتنديد بـ “أعمال العنف” التي شهدها مقر الكونغرس والتعبير عن أسفه لهذا “اليوم المظلم”، وقال: “حتى بعد أعمال العنف والتخريب غير المسبوقين في مبنى الكابيتول هذا، ها هم ممثلو الشعب الأميركي المنتخبون يجتمعون مرة أخرى في نفس اليوم للدفاع عن الدستور”، وأضاف متحدثاً عن المحتجين الذين استجابوا لدعوة ترامب للاحتجاج على خسارته انتخابات الرئاسة: “أنتم لم تفوزوا. العنف لا يفوز أبدا”، ودعا مجلس الشيوخ إلى “العودة إلى العمل”.
لا للترهيب
وإثر استئناف مجلس الشيوخ جلسة المصادقة على نتيجة الانتخابات، شدّد زعيم الأكثرية الجمهورية ميتش ماكونيل على أن المجلس “لن يتم ترهيبه”. وأضاف “لقد حاولوا تعطيل ديمقراطيتنا وفشلوا”.
من جهته قال زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر إن ما جرى الأربعاء نتيجة “كلمات وأكاذيب” ترامب وستترك “وصمة لن تمحى بسهولة”.
ولم يتوان السناتور الجمهوري ميت رومني عن تحميل ترامب المسؤولية عما جرى. وقال رومني الذي انتقد ترامب مرارا “ما حدث اليوم تمرد بتحريض من رئيس الولايات المتحدة”.
وفي مستهل الجلسة نددت رئيسة المجلس، الديمقراطية نانسي بيلوسي بـ “الاعتداء على الديمقراطية”.
وأضافت بيلوسي “إلى من حاولوا صرف انتباهنا عن مسؤوليتنا: لقد فشلتم. وإلى من شاركوا في تدنيس معبد ديمقراطيتنا: العدالة ستتحقق”.
من جهته أشاد زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس النواب كيفن مكارثي بعناصر الشرطة الذين أعادوا بسط الأمن في المبنى، وقال “لقد حان الوقت لنظهر للأميركيين أننا قادرون على العمل معا”.
هذا ووجّه حاكم ولاية الينوي خطاباً مفتوحاً لأعضاء الكونغرس يناشدهم فيه تقديم ترامب إلى المحاكمة، وإقصاءه عن منصبه قبل انتهاء ولايته، وقال: إنه من باب الاحتياط الأمني أعاد نشر قوات الشرطة والأمن في الولاية لحماية المباني العامة والرسمية من أي محاولة تخريب قد تقدم عليها عناصر مناوئة للسلم الأهلي.
الاستقالات تتوالى
وقدّم عدد من المسؤولين في إدارة ترامب استقالاتهم. وارتفع عدد المسؤولين المستقلين إلى أربعة بإعلان كبير موظفي البيت الأبيض السابق والمبعوث الخاص الحالي إلى أيرلندا الشمالية ميك مولفاني تنحيه من منصبه، “لا يمكنني البقاء”، مضيفاً: “أولئك الذين يختارون البقاء وقد تحدثت مع بعضهم، يختارون البقاء لأنهم قلقون من أن الرئيس قد يضع شخصا أسوأ”.
وكان ثلاثة مسؤولين آخرين قد استقالوا من مناصبهم الأربعاء. وكانت ستيفاني جريشام كبيرة موظفي زوجة الرئيس ميلانيا ترامب من الأوائل الذين بادروا بإعلان استقالاتهم، بحسب وسائل إعلام أميركية، فيما اتخذت سارة ماثيوز نائبة المتحدثة باسم البيت الأبيض الخطوة ذاتها وللسبب ذاته. وقالت في بيان إن “الولايات المتحدة تستحق انتقالاً سلمياً للسلطة”.
كما ذكرت وكالة بلومبورغ نقلاً عن مصادر مطلعة أن مات بوتينجر نائب مستشار الأمن القومي الأميركي، قدّم استقالته للسبب ذاته.
وذكر مسؤولون آخرون أن ما حدث “أمر مؤسف ومحزن” وأنه يشكل تهديداً للديمقراطية الأميركية ولصورة الولايات المتحدة ويؤسس للعنف.
وقد ذكرت شبكة “سي. أن. أن” الإخبارية الأميركية أن عدداً من المسؤولين في إدارة ترامب يفكرون جداً في الاستقالة كرد على ما حدث في مبنى الكابيتول. وبحسب المصدر ذاته فإن من بين هؤلاء مستشار الأمن القومي روبرت أوبراين ونائب كبير موظفي البيت الأبيض كريس ليدل.
تويتر وفيسبوك
وجمد موقعا تويتر وفيسبوك، الأربعاء، حسابي ترامب “مؤقتا” في إجراء غير مسبوق من منصتي التواصل الاجتماعي الشهيرتين.
وقال “تويتر” في بيان إنه حذف 3 من تغريدات ترامب بدعوى “خطر العنف” وأضاف أنه جمد النشر على حساب ترامب لمدة 12 ساعة، مهددا بغلق هذا الحساب بصورة دائمة حال استمر الأخير في انتهاك قواعد الاستخدام المتعلقة بـ “النزاهة المدنية”.
على النحو ذاته، قال فيسبوك “لقد قمنا بتقييم انتهاكين لسياستنا إزاء صفحة الرئيس ترامب” وأضاف في بيان “ستكون النتيجة حجب لمدة 24. هذا يعني أنه لن يتمكن من كتابة منشورات في الموقع خلال مدة الحجب”.
ونشر ترامب مقطع فيديو ناشد فيه أنصاره إثر اقتحامهم مقر الكونغرس “العودة إلى ديارهم” لكنه كرر مزاعمه بأن الانتخابات “سرقت” منه، دون تقديم دلائل على ذلك. وحذف هذا الفيديو كل من فيسبوك ويوتيوب.
واعتبر ترامب أن اقتحام مبنى الكونغرس من جانب مناصريه جاء نتيجة تجريد من وصفهم “الوطنيين العظماء” من الفوز بالانتخابات.
وقال ترامب، عبر تويتر “هذه الأحداث تقع عندما يجرد الوطنيون العظماء، الذين عوملوا بطريقة سيئة وغير عادلة لوقت طويل، من فوز ساحق ومقدس بطريقة وحشية وغير قانونية”.
وتابع مخاطبا مناصريه “اذهبوا إلى منازلكم بحب وسلام، وتذكروا هذا اليوم إلى الأبد”.